الرباط - كمال العلمي
تصعيد خطير تشهده السودان حذرت من تداعياته جامعة الدول العربية، مؤكدة أنه يصعب تحديد نطاقها داخليا وإقليميا، داعية إلى ضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة، حقنا للدماء وحفاظا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضيه وسيادته.موقع السودان الاستراتيجي وثرواته جمعاه اقتصاديا وتجاريا وسياسيا بعدد من الدول العربية التي باتت تخشى من آثار الأزمة على مصالحها، وأساسا مصر المجاورة التي تواجه تحدي نزوح المدنيين السودانيين نحو أراضيها، خاصة في ظل ما تعيشه هي الأخرى من أزمة اقتصادية.
الموقف المغربي
عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية، وضع الأزمة السودانية في سياق نوع من الإقلاع الاقتصادي والتعاون بين السودان ومصر، مبرزا أن الصراع على الحكم قد يعيد البلاد إلى ما قبل الانقلاب الذي حدث سنة 2019.وقال بلعمشي في تصريح: “عرف السودان في السنوات الأخيرة وضعا مضطربا وإشكالات وتجاذبات بين التيارات السياسية والجيش، وعدم الاستقرار”، محذرا من أن يكون للأمر علاقة بالمصالح الأجنبية، وليس فقط بالنزاع الداخلي، بالنظر إلى موقع السودان وثرواته.
وبخصوص الموقف المغربي من النزاع، رد المتحدث بأن المملكة تراقب بقلق التطورات في البلد الشقيق، مضيفا أن أمنه من أمن الإقليم العربي، مشيرا إلى أنه “لا يوجد تماس مباشر بين البلدين على مستوى المصالح”.كما أوضح الباحث في العلاقات الدولية أن موقف المغرب يظل منسجما مع سياسته الخارجية التي تنأى عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، وتحافظ على المسافة نفسها من جميع الأطراف.
خطر الإرهاب ومصالح الدول
شدد محمد شقير، باحث في العلوم السياسية، على أن الوضع يدعو إلى القلق، وهو ما تجلى من خلال موقف الجامعة العربية التي دعت الأطراف إلى الرجوع إلى طاولة المفاوضات والتوقف عن الاقتتال.وقال شقير إن “الوضع سيؤثر على عدد من الدول، كالإمارات والسعودية ومصر، التي تجمعها بالسودان علاقات اقتصادية وجغرافية وسياسة”.وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في العلوم السياسية أن “الإمارات لديها استثمارات وبعض الموانئ على البحر الأحمر، وعدم الاستقرار سيؤثر على هذه المشاريع، وكذلك السعودية التي ترتبط هي الأخرى بمشاريع كبيرة في السودان، خاصة في المجال الزراعي”.
وعلى الصعيد الإقليمي، قال شقير إن “عدم الاستقرار سيفسح المجال لتواجد قوى إقليمية ودولية قد تستغل الوضع للتسرب إلى السودان، وعلى رأسها روسيا وتركيا، وهو ما سيزيد من عدم استقرار المنطقة، كما سيسمح بعودة تنظيمات إرهابية، خاصة أن السودان يحاذي مجموعة من الدول الإفريقية التي تعاني بدورها من عدم الاستقرار السياسي، كإفريقيا الوسطى”.من جهة أخرى، يعد السودان، بحكم موقعه الجغرافي، “السلة الغذائية” للمنطقة العربية، وهو ما يفسر الاستثمار في أراضيه الزراعية، ويزيد القلق الدولي والإقليمي من تطورات هذا الصراع، ويفسر موقف الجامعة العربية التي تحاول أن تلملم الأزمات التي تعاني منها الدول العربية، أساسا سوريا واليمن، والتي ستزيدها أوضاع السودان تفاقما.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تطورات الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان في يومها الثالث