باريس ـ المغرب اليوم
حلت قبل يومين الذكرى الـ129 عاماً على رحيل أمير الأدب الفرنسي فيكتورهوجو، صاحب رواية "البؤساء". حيث يعد الراحل أحد أعمدة الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر. وقد ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة. وأثر فيكتور هوجو في العصر الفرنسي الذي عاش فيه وقال "أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء" أي قبعة الجمال. وفيكتور هوجو، هو روائي وشاعر وكاتب مسرحي فرنسي رائد، ومن أشهر رواياته «البؤساء»، و«أحدب نوتردام»، كما كتب للمسرح.
ولد «هوجو» في 27 فبراير 1802، في مدينة بيزانسون لأب عسكري في جيش نابليون بونابرت، وقد اضطره عمله للسفر مع أسرته إلى جزيرة كورسيكا وإيطاليا، وكانت أهم رحلة لأسرة «هوجو» إلى ربوع الأندلس سنة 1811، وقد أوحت إليه بعدد من أعماله، مثل مسرحيته «هرناني» و«كويمادا»، وكان أبوه قد ألحقه بمدرسة الأشراف، حيث كان يوقظ الطلاب بقسوة وعنف، رجل أحدب الظهر، مرعب المنظر، فاستلهم شخصيته في «أحدب نوتردام»، وفي مسرحية «الملك يلهو»، وكان- وهو فى العاشرة - قد عاد إلى ربوع بلاده فرنسا، وقرر أبوه بعد سنوات أن يلحقه بكلية الهندسة لكنه فشل.
أصدر «هوجو» سنة 1822 أول ديوان له «أغان وقصائد مختلفة»، وفي العشرين وقع ديوانه في يد لويس الثامن عشر، الذي كان يعشق القراءة، وأصدر قراراً بمنح «راتب أبدي» لهوجو وجعله متفرّغاً للأدب، وتزوج هوجو بعد هذا القرار بزوجته أديل فوشيه في 14 أكتوبر سنة 1832. وبعد عام من زواج «هوجو» توفى لويس الثامن عشر وولى إمرة البلاد شارل العاشر، فأنشد شاعرنا قصيدة عصماء فى مدح الحاكم الجديد سمّاها (تتويج شارل العاشر)، ثم أصدر مسرحيته (كرومويل) عن الزعيم الإنجليزى الثائر كتب هوجو أروع مسرحياته، مسرحية (هرنانى) التى أثارت جدلاً نقدياً واسعاً بين انتقاد ومدح، أصدر هوجو رائعته (أحدب نوتردام)، ثم مسرحية (الملك يلهو)، ثم مسرحية نثرية هى (لوكريزيا بورجيا)، ثم ديوانه (المفاجأة القلبية)، فلما استولى نابليون الثالث عام ١٨٥١ على الحكم فى فرنسا قاومه هوجو مدافعاً عن الحرية والديمقراطية، بل خرج إلى الشارع طالباً من الشعب أن يثور ضد من سمّاه بالطاغية، فطلب الحاكم اعتقاله وهرب هوجو إلى جزيرة جيرسى، وفى المنفى كتب رائعته الشعرية (أسطورة القرون) ورواية «البؤساء»، ووصل لقمة المجد فلما اندلعت الحرب عام 1870 بين نابليون الثالث وبسمارك وانتهت بهزيمة نابليون عدو هوجو عاد إلى باريس، وألف (السنوات المشؤومة) و(الباقة الأخيرة)، ولما بلغ الثمانين من عمره، أقامت له فرنسا احتفالاً عظيماً وخرجت المظاهرات سنة ١٨٨٢ محتشدة حول داره تحيّيه، إلى أن توفى في 22 مايو 1885.كان يري في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وانما بالكلمة والفكرة. فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية فضلاً عن كونه عضواٌ بمجلس الشيوخ الفرنسي، وعضو بالجمعية الوطنية الفرنسية.