بغداد– نجلاء الطائي
أكد الأديب العراقي المتخصِّص في قصص الأطفال، جاسم محمد صالح، أن الكتابة للأطفال ليست من الأمور السهلة للكاتب على الإطلاق، فلابد أن يكون مُلمًا بالمفاهيم التربوية، طامحًا إلى بناء الطفل الواعي القادر على المساهمة في بناء وطنه ومدافعًا عنه، لأنها رسالة ذات هدف نبيل.
وأوضح صالح، في حوار خاص مع "المغرب اليوم"، أن لكل كاتب رؤية وعليه أن يحقق ذلك من خلال اللغة، وأن يتعامل معها بحذر والتزام باستعمال المفردة المعروفة لدى الطفل، وأن يكون القاموس اللغوي متناسبًا مع مدارك الطفل، والتواصل معه من خلال الدراسة، مشدِّدًا على ضرورة تحمُّل الكاتب مسؤولية الكتابة للأطفال، فالمسؤولية حالة من دراسة القيم التربوية وعلم النفس.
ونوِّه إلى أن الأطفال في هذا الوقت أخذوا يبتعدون عن هويتهم الوطنية، وأن هناك هجمة شرسة توجِّه إلى الطفل العراقي من خلال القنوات الفضائية، التي تخلق له الكثير من الجمال بعيدًا عن الوطن.
وقصص الكاتب العراقي غنية بمضامينها، جميلة بشكلها، تجذب القارئ وتجعله يتابع أحداثها بسعادة، مستفيدًا من عبراتها ودروسها, يستخدم الكلمات الجميلة القريبة من مدارك الطفل لتعبر عن المعاني بأسلوب راقٍ، وهو يسعى في قصصه إلى إذكاء وصقل مواهب الأطفال، فالطفل أو الصبي حين يقرأ قصص صالح لا يفهم المغازي والمرامي للوهلة الأولى، بل لابد له من التفكير للتوصل إلى الهدف.
واستطاع جاسم محمد صالح أن يقدم للأطفال الكثير من الجمال والقيم ويجذب الطفل تجاه وطنه وتاريخه من خلال فنون القصة والمسرحية والسيناريو والرواية والدراسة ومسرح الدُمي.
ولذلك يعدّ من أهم المتخصصين في الكتابة للأطفال في وزارة التربية العراقية وفي مجال تأليف المناهج وتنقيحها لأعوام عدة, وقد شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "يعرب" للأطفال، ونشر الكثير من الدراسات والبحوث في مجال التربية، وله عدد كبير من المؤلفات، ونال الكثير من الجوائز، ويعِد النقاد كتاباته أفضل ما صدر في العراق، وله 40 كتابًا في أدب الطفل.
وتُرجمت مؤلفاته للأطفال إلى لغات عدة منها الكردية، مثل مجموعة السمكة الملونة التي ترجمت إلى التركية, ورواية ملكة الشمس والخاتم ترجمتا إلى الإنجليزية واليابانية، كما ترجمت مسرحية أصدقاء الشمس إلى الإنجليزية والفرنسية والبلجيكية.