الرباط -المغرب اليوم
بين “شرّح ملّح” و”حب وتبن” و”حسّي مسّي”، أغنى الممثل والمخرج المسرحي عبد الإله عاجل رفقة رفيق دربه حسن فولان الخزانة الفنية الوطنية بأعمال مسرحية وتلفزيونية عدة، حيث يعتبر أحد مؤسسي فرقتي “مسرح الحي” و”مسرح الكاف”.في الحوار التالي، يبدي الممثل عبد الإله عاجل نوستالجيا ل مسرح الحي، ويكشف سبب فشل تجربة إعادة الفرقة إلى ركح المسرح، ويتحدث عن الأعمال الدرامية المغربية واقتحام نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الساحة الفنية.
بداية، نعود بك إلى نوستالجيا مسرح الحي، ماهي المقومات التي جعلت اسم الفرقة حاضرا في ذاكرة الجمهور المغربي إلى اليوم؟
مسرح الحي تأسس في حقبة زمنية برزت فيها فرق مسرحية عدة، وخلال تلك الفترة كان المغرب يعيش حركة مسرحية واضحة يتتبعها الجمهور وتحظى بمواكبة إعلامية خاصة، سواء في ما يتعلق بالإعلام السمعي البصري أو المقروء.على مستوى المضمون، مسرح الحي خرج بشكل جديد من الفرجة آنذاك، واعتمد على البطولة الجماعية في العمل المسرحي والجرأة في طرح مواضيع تعتمد على الآنية وتتقاسم مع الجمهور مشاكله.
كانت هناك محاولات عدة لإعادة مسرح الحي إلى الركح لكنها باءت بالفشل، ما السبب؟
صحيح، كانت هناك محاولات عدة لإعادة لمّ شمل الفرقة، لكننا فشلنا في ذلك نظرا لغياب التنسيق الجيد بين أعضائها. اليوم، نحن بصدد محاولة أخرى جديدة تعيد فرقة مسرح الحي إلى الركح بتنسيق مع مؤسسات يهمها الأمر، خصوصا ونحن على أبواب افتتاح المعلمة المسرحية الجديدة “المسرح الكبير”، وهنا يطرح تساؤل كبير: ماذا أعدت الدار البيضاء لهذه القاعة؟ وهل ستحج إليها أعمال أجنبية أو محلية؟
ما رأيك في ما يقدمه الجيل الجديد من الشباب باسم “ستاند آب” أو “وامان شو”؟
لا أظن أن “ستاند آب” أو “كوميديا” يدخلان في إطار المسرح. المسرح له قواعد وشروط أخرى، ليس له جمهور مصطنع مهيأ، يعني جمهورا يصفق لكي ينجح البرنامج. المسرح هو اختياري من الشخص نفسه، يعني المتفرج والمتلقي هو الذي يخرج من بيته ويشتري تذكرة وإن كان الجو أو الطقس باردا والسماء ممطرة، فهو عشق شخصي وطقوس خاصة بنوع من الجمهور المغربي؛ فالجمهور المغربي في السبعينات أو الثمانينات كان يلتحم التحاما لصيقا جدا بالعروض المسرحية، ولكن إن لم تعجبه المسرحية يغادر بهدوء، والمسرح لن يطبل ولن يخضع كما يقول المثل المصري لـ”الجمهور عايز كدا”. المسرح آنذاك لم يكن ينزل عند الجمهور بينما الجمهور الذي يصعد عند المسرح.
ما تقييمك للمشهد الفني اليوم؟
المسرح المغربي فرض نفسه بقوة، لكن اليوم نتطلع إلى آفاق جديدة، هل هناك آفاق ستنير لنا الطريق نحو مسرح جديد خاضع للأزمنة الحالية ومواكب للتكنولوجيات الحديثة؟ أما البنية أو الهندسة المسرحية، فهي مازالت على حالها.
أما على مستوى الأعمال التلفزية، فهي تتنوع بين أعمال مقبولة وأخرى دون المستوى وأعمال جيدة ترقى إلى المستوى العربي من الناحية التقنية أو الإخراج، لكن تحتاج إلى تطوير على مستوى كتابة السيناريو؛ فلازال ينقصها شيء ما، لذلك يجب الانفتاح على كتاب متمكنين، فكتابة السيناريو هي علم من عوالم الإبداع.
يعرف المجال الفني اقتحام العديد من الوجوه أو مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أي حد نجحت هذه الفئة في تشخيص الأدوار المسنودة إليها؟
هؤلاء مجرد دخلاء على المهنة، وأنا لا أعترف بهذا النوع من الفن أو ما يسمى بـ”الخزعبلات”، لا يمكن لهؤلاء الاشخاص إقناعي على مستوى التشخيص، ولا أستوعب المعايير التي يتم من خلالها إقحام هذه الفئة في بعض الأعمال.
كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا شخص بدائي، لا أفهم في مجال تكنولوجيات التواصل الحديثة، لدي هاتف بسيط للتواصل هاتفيا مع الأصدقاء والمقربين.
ما جديدك الفني؟
عمل مسرحي باسم فرقة “مسرح الحي”.
قد يهمك ايضاً :
التشييد الإسمنتي يعرقل "البناء الدرامي" للمسرح الملكي في مراكش
مسرحية " شا طا را " لفرقة ثفسوين من الحسيمة تلهب جمهور مدينة الرباط