الرئيسية » حوارات وتقارير

صنعاء ـ معين النجري

وصف الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان الواقع الثقافي في بلده بـأنه "شبه مشلول" نتيجة لمخرجات الأحداث الجارية التي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد وأكد في حديثه إلى "مصر اليوم" أن من أبرز إيجابيات الربيع العربي على الشارع الثقافي كشف المثقفين على حقيقتهم بل وبعضهم، حد تعبيره، على حقائقهم المتعددة التي تغلب انتماءاتهم على مصلحة المجتمع كلا وفق نظريته، وعمم ما يحدث في اليمن على جميع البلدان العربية، ولو بنسب مختلفة، مطالبًا الجميع بضرورة الاستفادة من تجارب الأخر طالما وهي تؤتي ثمارها وتصب في خانة بناء المجتمعات محذرا من الإصرار على نقل مساوئ التجارب بداعي الانفتاح والوقوع في عقدة التقليد الأعمى. واعتبر غيلان الثقافة اليمنية جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي وقال "الثقافة في اليمن ترتكز على محورين، الأول الموروث الثقافي والإنساني الذي تزخر به اليمن، والثاني الثقافة العصرية التطورية من خلال التواصل مع الثقافة العربية والعالمية، لكن وبحكم أننا جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي فإننا بلا شك نلحظ مثلاً مدى الانفتاح الثقافي والإعلامي والسياسي عقب ما يُسمّى بثورات الربيع العربي، لكنّ المشهد بشكله العام مازال إلى الآن تحت وطأة الكثير من الإخفاقات والنتوءات والتراكمات وهذا ما يجعل المشهد الثقافي اليمني شبه مشلول حاليًا نتيجة للمتغيرات غير الواضحة حتى الآن"، وأضاف "بلا شك يبقى العمل الثقافي انعكاسا للواقع السياسي ومدى اهتمام السياسي في البلد بالثقافة و المثقف". وقال غيلان " كما ذكرتُ آنفًا أن المشهد الثقافي شبه مشلول نتيجة مخرجات الأحداث الجاري والتي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد بما يكفل شهادتنا الواضحة على المشهد الثقافي، وفي اعتقادي أن العمل الثقافي لا يكتمل نجاحًا ما لم يوفر السياسي المناخ المناسب لتحقيق فاعلية العمل الثقافي وإبراز دوره الإنساني". وأوضح غيلان أن المبدع اليمني يكافح بكل الوسائل المتاحة أمامه داخل الوطن، وإن كان ما يزال محاصر بالكثير من العقبات والنتوءات المختلفة والتي أعاقته كثيرًا للحاق بالركب التقدميّ والعصريّ لأغلب ما يتواجد على ثرى خارطة الإبداع العربيّ، والمبدع اليمنيّ في مجمله تجاوز حالة الإحباط المتعمد وغير المتعمّد بكل طرائق الاجتياز، وبذل ما بوسعه للتواصل مع النتاج العربيّ سواء عبر الصحف الورقية العربية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات الفضائية، لكنه مازال يحتاج الكثير من إزاحة العقبات المرابطة أمام جديّة انتماءه وتحقيق فاعليته في محيط الإبداع العربيّ . وبشأن دور المثقف في الحراك السياسي الذي يشهده بلده قال "لعلّ أكبر نقمة اقترفها الربيع العربي هو ما أفرزته مخرجاته في كشف المثقفين على حقيقتهم وبعضهم على حقائق متعددة وفق النتاج غير الإنساني وغير العقلاني، إذ اتضحت الانتماءات وتغليبها على مصلحة المجتمع كلاً وفق نظريته وقناعاته المتراكمة المخفيّة في قعر أيدلوجيته ووفق هواه و ميولاته المتعددة إلا ما رحم ربي، لكن يظلّ السؤال قائمًا .. إلى متى سيبقى المثقف مجرد تابع للسياسي ؟ وهل من أملٍ يبدد مخاوف المواطن البسيط التعيس والذي انبهر بالمثقف و تنظيراته المتلونة ! واستدرك "مع ذلك فقد برزت مجموعة بسيطة من المثقفين الحقيقيين المستنيرين بدوافعهم الوطنية، متجاوزين كل الإشكالات الحزبية والفئوية والسياسية بكافة أشكالها وانتصروا لقضايا وطنهم". ونفى أن يكون بصدد إصدار ديوان جديد قائلاً "لا جديد سوى ما تبعثره الأصابع من ارتجالات مرحلةٍ حرجة يمرّ بها وطني وتتناثر في قوالب متعددة لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ وتتشكّل على خارطة صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف اليومية". وفي ختام حديثه لـ"مصر اليوم" أكد الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان أن اليمن يمرّ حاليًا بمنعطف خطير نتيجةً لتراكمات سابقة، ثم ما أعقبها من مواجهةٍ مباشرة مع ما يُسمّى بالربيع العربي، حيث اتجهت إليه اليمن كمحاكاة تجارب عربية بطريقةٍ انفعالية عاطفية لم يدرك الكثير من الشباب مدى خطورة ما سيعقب ذلك حين لم يلجأوا للاحتياط المعرفي وسرعة دراسة الواقع وما يتطلبه من حيثيات مسانِدة لاستمرارية الثورة قبل أن ينقضّ عليها المؤلفة قلوبهم وعقولهم وجيوبهم ويفسدوا الانبعاث الحقيقيّ في أجمل صوَر نقائه الشبابي وفورته المتعطشة ليمن المستقبل بعيدًا عن نظريات الاستحواذ للشلل الحاكمة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، ولهذا نأمل في مؤتمر الحوار في آذار/ مارس المقبل، الكثير من ترحيل أوجاعنا السخيفة لنتفق على خطوط عريضة وذات فاعليّة لأوجاعنا الكبيرة المشتركة ونخرج بحلول عمليّة لتدارك الأخطار المحيطة بنا. وأضاف غيلان :"إنّ ما تعيشه شعوبنا العربية، وليس اليمن وحسب، يجعلنا نتطلع لتبادل تجاربنا الإنسانية البنّاءة في رأب الصدع والوصول لطريق الخلاص بأبسط الطرق دون تعقيدات لا طائل منها سوى إنهاك الشعوب المريضة بالنزاعات والخلافات التافهة والنبيلة، نحن كأوطان عربية أمام منحنى خطير، وفي معترك أزمات متوالية إن لم نغلّب مصالح شعوبنا على مصالحنا الشخصية والفئوية لن نصل لشواطئ الأمان، بل سنظلّ أُسارى لخيباتنا المتراكمة، نسعى لأجلها ونحوم حولها ثم ندفع الثمن الفادح لفواجعنا التي لا تنتهي وليس عيبًا أن تتكرر تجربة بلدٍ مّا في بلدٍ آخر طالما وهي تؤتي ثمارها الناضجة الصالحة لبناء المجتمع، لكنّ الإصرار على نقل مساوئ تجربةٍ مّا دون الانتباه لنتائجها الكارثيّة وندّعي أننا ذوي أرواح قوميّة دون الفكاك من عقدة التقليد الأعمى، فذاك هو الغباء الذي لا تُحمدُ عقباه".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أحمد التوفيق يؤكد أن لمبالغ التي يتلاقاها المؤذنون المغاربة…
عبد الإله عاجل يؤكد أن إستعادة مسرح الحي المغربي…
غابرييل بانون يتحدث حول روايته الأخيرة "ربوتات نهاية العالم"…
مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما
العيسى ينادي بتنقية الإسلام من التفسيرات الخاطئة

اخر الاخبار

الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم…
رئيسة جمهورية مقدونيا الشمالية تُهنئ الملك محمد السادس بمناسبة…
المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34 بإذن…
وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية…

فن وموسيقى

محمد صلاح يتصدر المرشحين للفوز بالكرة الذهبية 2025 بتواجد…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…
النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…

أخبار النجوم

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
سلاف فواخرجي تخطف الأنظار بحكاية سلمي في مهرجان القاهرة…
شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة