القاهرة _ أحمد سامي
أكد نائب رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين على أرض الـ48 الشاعر أحمد فوزي أبو بكر، أنّ الأديب الفلسطيني "جدع وابن بلد" وراسخة جذوره في الأرض وعليه ما على شعبه، يناضل بالقلم والزيتون والصوت العالي الذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم ولا طغيان سلطان جائر.
وذكر أبو بكر في لقاء خاص مع "المغرب اليوم" أنّ الشعراء والكتاب الفلسطينيين أول من يقتلون وآخر من يموتون والكلمة في فلسطين كانت قبل الرصاصة ومع الرصاصة وبعد الرصاصة.
وأوضح أن حال اللغة العربية أصبح تعيسًا جدًا لأن اللغة العربية تمر في مرحلة الخصخصة للأسف، فكل يروضها حسب لسانه فالمصري يمصرها والشامي يشمّلها والمغربي يغربها والأخطاء اللغوية إمّا في النحو وإمّا في الإملاء فحدث ولا حرج.
وعبر أبو بكر عن أسفه لظهور فئة الكتاب المرتبطين بالسلطة وقال "للأسف ظهر في الآونة الأخيرة بعد الربيع العربي "المغدور" ما يسمى بالمثقف المطاطي يتسع لكل حجم ولكل ذمة ويتقلب كالفيروس، مسخ ثقافي يحرض كما تحرض الكلاب، وبقي من بقي من القابضين على الجمر وهم الثلة الناجية موقفًا وتاريخًا".
وأشار إلى أنه يجب على المثقف لكي يقود الفكر البناء وليس ليقتاد نحو الفكر الجاهز أن يفقه لسانه وأن يتعلم الأسماء كما تعلمها أبونا آدم وأن يملك الأدوات اللازمة لايصال المعلومة، وأن يكون مبدئيًّا مصغيًا يحلل الأمور ولا يعمم، وألا يتبع نهجًا مطاطيّا في التعامل مع الأزمات، وألا يستخدم آراء مسبقة عن أي كان، وأن يحدّث وسائله وأن يكون تعددي الثقافة لا يحرم ولا يحلل، هناك من هم مختصون بذلك، لا طابو على المعرفة.
وأوضح أن أفضل المعايير النّقديّة لتقييم الإبداع هي النزاهة ثم النزاهة ثم الدهشة، ويجب أن تتجرد من كل محسوبياتك عندما تدخل إلى محراب الإبداع، فإذا دهشت فحدّث وقل صدقًا أو أصمت، إذا خرجت لا تطوف فوق رأسك ألف حمامة.
وانتقد أبو بكر بعض لجان التحكيم أو "بعض أفرادها" لأنهم يتعاملون مع الأدب حسب معايير خاطئة سياسية فئوية جنادرية، مضيفًا "الأدب والإبداع عامة يجب التعامل معه وبه كالنبيذ في فرنسا وزيت الزيتون في فلسطين"، ذوّاقة الأدب هم المحكمين على الأدب.
وفي النهاية أكد الشاعر الكبير أن مستقبل الأدب العربي بخير، لأن الأدب والإبداع البقاء فيه للأفضل، فالمبدع ميت لا محالة ويبقى ما يمكث في الذهن، ولا حاجة للتمسح في كاتب مات ولا فائدة من لعق عتباته.