رام الله – مها عواد
أرادت شيرين عفانة 20 عامًا أن تجد شيئًا يعبر عن طاقتها الفنية غير دراستها الأكاديمية إدارة الأعمال.
واستطاعت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن تتعرف على فنانة مصرية تصنع شموعًا غير تقليدية إذ تقوم بخلط الكتابة مع الشمع أو الرسم بطريقة فنية غاية في الأناقة.
وتمكنت ابنة مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة وأم لطفلين من خلال عملها من صناعة الشموع المكتوب عليها.
ووجدت لها مكانًا متواضعًا في منتدى سيدات الأعمال من خلال مشاركتها الوحيدة في معرض المنتدى الذي أقيم أخيرًا في مدينة رام الله إذ لفتت أنظار مرتادي المعرض بشموعها المكتوب فيها آيات قرآنية أو حكم وأمثال أو أبيات من الشعر .
وذكرت شيرين غب حوار خاص لـ"المغرب اليوم" في منزلها في مخيم قلنديا، أنها تعرفت على فنانة مصرية تصنع شمعًا بشكل احترافي فأخذت الأخيرة من خلال تواصلها معها على صفحة "فيسبوك" طريقة صناعة الشمع المكتوب والكتابة عليه.
وأضافت "بدأت شراء المواد وخلطها وصولًا إلى كيفية تشكيل الشمعة التي تعبر عن شخصية صاحبها، موضحة أنها جربت ما علمتها إياه المصرية أكثر من مرة حتى اتقنت العمل وأصبح لديها نماذج من شموع تدوم وتضيئ.
وتعتبر شيرين مادة الشمع مادة طيعة ويسهل التعامل معها إلا أنها في ذات الوقت لا تحتمل أي خطأ، مشيرة إلى أنها تقوم بإذابة خمس كيلو من الشمع لتصنع ثلاث شمعات فقط.
وعند صناعة الشمعة تضيف لها ما يريد الزبون من عبارات أو صور أو نباتات جافة أو تطريز أونحاس وتستغرق عملية صناعة الشمع خمس ساعات عل الأقل وتسكب الشمع مع الكتابة المطبوعة على ورق خاص جدًا وتقوم بعد ذلك بتشكيلها في قالب على شكل مربع أو مستطيل أو بيضاوي.
وتابعت مصممة الديكور أن لون الشمع الأصلي أبيض وتقوم هي بتلوينه بألوان مختلفة من ألوان الشمع التي يستخدمها تلاميذ المدارس في الرسم، مشيرة إلى أنها جربت أنواع وملونات إلا أنها لم تتشكل كما هو مطلوب.
ولفتت إلى أنها ترفض استخدام الزيوت المعطرة لإضافتها للشمع لأن الزيت يمنع تشكل الشمع فاستعاضت عنها بنكهات متوفرة عند العطارين.
وناشدت شيرين من خلال "فلسطين اليوم" كافة المسؤولين والمؤسسات المعنية في الصناعات اليدوية إلى مد يد العون لها لمساعدتها في ترويج صناعتها من خلال المعارض والمنتديات .
وأعربت ابنة مخيم قلندانيا عن أملها في أن تتعلم الحفر على الشمع، مؤكدة أنها لا تتدخل في مزاج الزبون من حيث اللون والشكل وطبيعة الكلمات والحجم التي يطلبها لشمعته.
واختتمت شيرين عفانة قولها أن العديد من المطاعم وبعض المؤسسات في رام الله فقط تطلب منها شموعًا لتحمل اسم المطعم أو المؤسسة وهو مصدر فخر لها، إلا أنها تتمنى أن يتفهم محيطها لفنها.
وأكدت الفنانة الفلسطينية أن عامل المحسوبية يقف عائقًا أمام انتشار فنها، وتمكنت من خلال تشجيع ومساندة زوجها لها في نشر أعمالها عبر صفحة التواصل الاجتماعي الخاص بها في محاولة للتغلب على الصعوبات التي تواجهها في عملية الترويج والتسويق والمنافسة .
وتعكف شيرين عفانة حاليًا على إيجاد قوالب غير تقليدية للتمكن من عرض نماذج جديد من شموعها ذات الألوان والاحجام المختلفة حتى تشارك في معارض قادمة بشكل جديد.