القاهرة - وكالات
أدت الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي تتخذها الأجهزة الأمنية المصرية في شمال سيناء إلى توقف حركة نقل البضائع عبر الأنفاق تماما منذ 4 أيام. وذكرت مصادر تجارية فلسطينية في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» أن الأيام الأخيرة كانت الأسوأ منذ الشروع في استخدام الأنفاق وسيلة لنقل البضائع من مصر إلى غزة المحاصرة، إذ يعمد الأمن المصري إلى منع وصول شاحنات البضائع إلى مداخل الأنفاق، إضافة إلى تسليم الأنفاق التي يعثرون عليها إلى سلاح الهندسة في الجيش المصري الذي يقوم بتدميرها. ونقل موقع «الرسالة نت» الفلسطيني النقاب عن مصادر مطلعة قولها إن الجيش المصري وضع خطة تهدف إلى زيادة العتاد العسكري الموجود في شمال سيناء ورفع عدد الطائرات الحربية والمدفعية لأول مرة منذ اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. ونوهت المصادر إلى أن قرار زيادة العتاد العسكري للقوات المسلحة بسيناء جاء عقب انتهاء اجتماع قيادة الجيش المصري مساء الأحد الماضي. من جانبه، قال أحد أصحاب الأنفاق لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد بالإمكان إدخال ولو إبرة خياطة بفعل الإجراءات الأمنية المصرية». ونوهت المصادر إلى أن المئات من عناصر قوات الصاعقة في الجيش المصري انتشروا بشكل كبير في مدينة رفح المصرية، لا سيما في منطقة الأنفاق، ويحولون دون الوصول إليها. وأشارت المصادر إلى أن الشاحنات التي كانت تقل مواد بناء والتي كان من المفترض أن يتم إدخال حمولتها عبر الأنفاق قد عادت أدراجها، من حيث أتت، وهو ما أثر بشكل واضح على حركة البناء والإنشاءات في قطاع غزة، التي شهدت طفرة كبيرة قبل اتخاذ الإجراءات الأخيرة. ويمكن ببساطة ملاحظة توقف العمل في الكثير من مشاريع البنى التحتية التي بدأت حكومة غزة في تنفيذها، علاوة على توقف العمل في مشاريع البناء الخاصة. وقد حدث ارتفاع كبير في أسعار مواد البناء بسبب النقص الشديد في هذه المواد، وهو ما دفع الكثير من الفلسطينيين الذين شرعوا في بناء منازل جديدة إلى تأجيل تنفيذ مشاريع البناء. ونوهت مصادر فلسطينية إلى أن عناصر قوات الصاعقة يقومون في بعض الأحيان بتسليم الأنفاق التي يعثرون عليها إلى سلاح الهندسة في الجيش المصري الذي يقوم بتدميرها. وقال رئيس بلدية مدينة رفح الفلسطينية صبحي أبو رضوان إن ما يجري ضد الأنفاق «غير مبرر»، على اعتبار أن المواطنين الفلسطينيين في غزة لا يملكون بديلا يضمن توفير حاجياتهم الأساسية. واستدرك رضوان قائلا إنه يتفهم تفهمه سرعة تأثر غزة بما يجري في مصر، منوها إلى أن الأمن السياسي والاقتصادي مرتبط بمصر، مشددا على أهمية استقرار الأوضاع في مصر. وتوقف تدفق الوقود عبر الأنفاق كليا، حيث خلت معظم محطات توزيع الوقود من الوقود مما خلق أزمة مواصلات عامة خانقة تمثلت في عدم مقدرة الكثير من الغزيين على الالتحاق بأعمالهم لعدم تمكن الكثير من وسائط النقل العام من العمل. ومما يدلل على توقف العمل غياب الشاحنات الضخمة التي كانت تأخذ طريقها في شارع صلاح الدين الذي يصل جنوب القطاع بشماله، والتي كانت تنقل البضائع بعد خروجها من الأنفاق.