الرباط - المغرب اليوم
أبدي السكان المجاورون لمحطة سيارات الأجرة الكبيرة بمدينة خريبكة، خاصة في الآونة الأخيرة، امتعاضا كبيرا واستنكارا شديدا بسبب المشاكل الناتجة عن “علاقة الجوار” التي تربطهم بهذا المرفق العمومي، مما دفعهم في مناسبات كثيرة إلى المطالبة برفع الضرر عنهم وإبعاد المحطة عن منازلهم.وفي الوقت الذي يترقب جيران “الطاكسيات الكبيرة” اليوم الذي ستُنقل فيه المحطة إلى مكان بعيد عن منازلهم لكي ينعموا بقسط من الراحة، يشير المهنيون المشتغلون في القطاع إلى أنهم يتقاسمون مع السكان أمنية الانتقال إلى مكان آخر، لكي يتمكنوا من مزاولة مهامهم في ظروف تحفظ لهم كرامتهم، وتساعدهم على كسب قوت يومهم في أجواء يطبعها التنظيم والاستقرار.
مشاكل يومية متعددة
يونس بشرات، أحد القاطنين بالقرب من محطة سيارات الأجرة الكبيرة، قال إن “المعاناة التي يعيشها السكان باتت يومية ولا تنتهي منذ سنوات طويلة، بدءا بالضجيج الذي يقض مضاجع الجيران بسبب شروع سائقي سيارات الأجرة في عملهم في وقت مبكر كل يوم، مع ما يرافق ذلك من انبعاث الأدخنة وارتفاع أصوات المحركات، إضافة إلى الإزعاج الذي يحدثه استعمال مكبرات الصوت للتواصل مع السائقين والركاب والمكلفين بتنظيم المحطة”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السائقين يضطرون إلى ركن سيارات الأجرة أمام أبواب المنازل بسبب ضيق المحطة، فيجد بعض السكان أنفسهم مجبرين على ركن سياراتهم في مواقف بعيدة بسبب غياب أماكن فارغة أمام منازلهم”، مشيرا إلى أن “كثرة سيارات الأجرة الكبيرة، خاصة في أوقات الذروة، تعرقل وصول السكان إلى منازلهم باستعمال سياراتهم الخاصة”.
وتابع بشرات قائلا إن “منبهات سيارات الأجرة تزعج السكان القريبين من المحطة، كما أن بعض الخلافات تصل أحيانا إلى درجة التراشق بالكلام القبيح الذي يحرج العائلات، فيما يزداد المشكل حدة خلال شهر رمضان، دون الحديث عن جنبات المحطة وبعض الأماكن التي تحولت إلى مراحيض عشوائية تزيد روائحها الكثيرة ومناظرها القبيحة من معاناة الساكنة، مما يخلق، بين الفينة والأخرى، حزازات بين مهنيي القطاع وجيران المحطة”.
وأوضح بشرات أن “لجوء الجيران إلى السلطات المحلية للمطالبة برفع الضرر عنهم لا يعني أنهم يعادون السائقين أو يستهدفون أرزاقهم، بل فقط يطالبون بنقل المحطة إلى مكان بعيد عن المنازل، وتوفير فضاء ملائم يحفظ للساكنة راحتها من جهة، ويضمن في الوقت نفسه ظروف الاشتغال للمهنيين بشكل منظم، قصد المساهمة في صفاء العلاقات بين السكان والمهنيين، التي يحاول الجميع المحافظة عليها”.وختم بشرات كلامه قائلا: “تربطنا علاقة جيدة بالكثير من السائقين، ومصلحتنا مشتركة”.
معاناة ومجهودات المهنيين
في المقابل، أوضح زكرياء عسون، أمين قطاع سيارات الأجرة الصنف الأول بخريبكة، أن “المهنيين يتفهمون الأوضاع التي يعيشها جيران المحطة، ويحاولون ما بوسعهم حل جميع المشاكل وتنظيم القطاع في ظل الظروف الراهنة المتسمة بضيق المكان وغياب الشروط الضرورية لمزاولة المهنة بالشكل المطلوب، في انتظار خروج مشروع إنشاء محطة جديدة إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف عسون، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “تجديد أسطول سيارات الأجرة الصنف الأول ساهم في ضيق المحطة أكثر، كما أن مرور بعض الحافلات وسط المحطة يزيد من الاختناق المروري”، مشيرا إلى “المشاكل التي يخلقها بعض العاملين في محطة حافلات النقل العمومي المجاورة، والمشتغلين في سيارات النقل المزدوج، والذين يقومون في الآونة الأخيرة بدور سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، أي نقل المواطنين خارج المدينة وبين أحيائها السكنية”.وأوضح أمين قطاع سيارات الأجرة الصنف الأول أن “المشاكل التي يعيشها المهنيون كثيرة، من بينها انتشار الحفر، وعدم الوفاء بوعود إصلاح الطرقات، وغياب الإنارة العمومية وكاميرات المراقبة، وقلة علامات التشوير…”، مشيرا إلى أن “المهنيين اضطروا إلى إنشاء واقيات من مالهم الخاص، من أجل حماية أنفسهم وكذا الزبناء من لهيب الشمس وقطرات الأمطار”.
في انتظار محطة جديدة
وعن السلوكات التي قد تصدر عن السائقين أو الزبناء وتزعج السكان، قال عسون إن “أعراف القطاع تفرض أداء غرامات مالية على كل مهني أزعج جيران المحطة بالشجار أو التفوه بالكلام النابي أو استعمل الأزقة المجاورة كمرحاض عمومي”، مضيفا أن “السائقين يتفادون ركن سياراتهم أمام بعض المنازل، التي يتوفر أصحابها على سيارات خاصة، حفاظا على الاحترام المتبادل بين المهنيين والسكان”.
وتابع قائلا: “بالرغم من عدم وجود محطة خاصة بسيارات الأجرة الصنف الأول، في انتظار إنشاء محطة طرقية جديدة بناءً على اللقاءات التشاورية مع عامل الإقليم وباشا المدينة وكافة الأطراف المعنية بالموضوع، فإن المهنيين يتغلبون على المشاكل والصعوبات، التي يعرفها تسيير القطاع، بفضل التشاور والحوار المفتوح والدائم مع باشا المدينة والنقابات وجمعية السلامة”.وبعدما أكد أن “السلطات الإقليمية والمحلية والأمن الوطني والدرك الملكي ومختلف النقابات والجمعيات والأطراف المعنية بسيارات الأجرة من الصنف الأول…، تبدي استعدادها لحل مشاكل القطاع وإنجاح مشروع المحطة الجديدة”، طالب عسون بـ”الإسراع بإنشاء المرفق الجديد بعدما تم ضبط مكانه دون أن تحدد تفاصيله”، مؤكدا أن “المهنيين بحاجة إلى محطة نموذجية تتوفر على كل المتطلبات كالمسجد والمرافق الصحية والمقاهي والواقيات ومكان صيانة السيارات…”.
قد يهمك أيضَا :
سائقو الطاكسيات الصغيرة يدعون إلى وقف فوضى قطاع النقل
مهنيو الطاكسيات الكبيرة يطوّقون أعناقهم بالسلاسل في شوارع الرباط