الجزائر – ربيعة خريس
نشرت الجزائر تعزيزات كبرى من أفراد الجيش والدرك الجزائري في عدة محافظات على مقربة من حدوها مع تونس, مباشرة بعد العملية التي نفذتها قوات الحرس الوطني التونسي, التي تمكنت من القضاء على عنصرين إرهابيين في مرتفعات جبال القصرين, وسط غربي تونس, أحدهما حسب المعطيات الراهنة قائد كتيبة عقبة بن نافع في جهة القصرين على الحدود مع الجزائر.
ورجحت مصادر أمنية محلية أن يكون أحد العنصرين اللذين قضي عليهما قائد كتيبة بن نافع في جبال القصرين، الجزائري مراد الشائب المكنى بــ " أبو عوف المهاجر "، وهو شقيق القيادي البارز خالد الشائب المكنى بـ" لقمان أبو صخر" الذي قتل في 2016.
وتتخوف السلطات الأمنية الجزائرية من تسلل إرهابيين إلى التراب الجزائري بعد الحملة العسكرية التي شنتها القوات العسكرية التونسية خلال الساعات الماضية لمطاردة باقي أفراد الخلية التي تتحصن بالقرب من الحدود الجزائرية ولازالت متواصلة لحد الساعة, وحسب مصادر أمنية تتكون الخلية من 4 إلى 7 إرهابيين تم القضاء على عنصرين فقط.
وكثفت أجهزة الأمن الأربعة بالتنسيق مع قوات الجيش الجزائري, الرقابة على مراكز العبور الحدودية في محافظات الطارف وسوق أهراس وتبسة والوادي الجزائرية ومركز رأس جدير التونسي بعد غلقه ليوم واحد, لمواجهة أي طارئ أمني محتمل. وتواجه الجزائر وتونس والمغرب تهديدات أمنية خطيرة, أبرزها خطر انبعاث " داعش ", وكشف تقرير أمني صدر عن منظمة " إنترناشيونال كرايسيس غروب "، اليوم الأربعاء, من الخطر الذي يشكل تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " على كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا.
وكشف التقرير أن التنظيم يشهد تقهقرا حادا في حظوظه؛ إذ في خضم هزيمته ثمة دروس مهمة وتهديدات كامنة”، مبرزا أن البلدان المغاربية الأربعة، التي يغطيها التقرير، تشكل نموذجا مصغرا عن هوية التنظيم ومساره وحظوظه المتفاوتة حتى الآن. وكشف التقرير أن عمليات التنظيم في المنطقة المغاربية لها 3 وظائف رئيسية، أولاها مستمدة من كون "داعش" وكالة لتجنيد المتشددين المستعدين للقتال من أجل خلافته في العراق وسوريا؛ والثانية: بوصفه مجموعة تشن هجمات دموية ضد المدنيين, والثالثة كون داعش منظمة عسكرية تسعى إلى فرض سيطرتها على الأراضي وفرض آلية حكمها ".
وفي المقابل حذر التقرير، من " أن الأبعاد الأخرى الآتية بحاجة إلى درجة مساوية من الاهتمام " ويقصد التقرير بهذه الأبعاد " تسوية الصراع في ليبيا, وذلك لمنع بقايا داعش من إعادة التجمع داخل البلاد أو استخدامها كمنصة انطلاق لمهاجمة دول ضعيفة في المنطقة، وزيادة قدرات النخب في الدولة واستعدادها السياسي لمعالجة المظالم المحلية والصراعات الكامنة بطريقة شاملة وذلك لتوجيه الاحباط الشعبي بعيدا عن الخيارات العنيفة، إلى جانب تنظيم وضبط المجال الديني لمحاربة النزعة الجهادية، بحيث ينبغي السماح بالتعبير عن الأشكال الدينية غير العنيفة للمعارضة ".
وجاء في التقرير أن المنطقة المغاربية " أظهرت أنها تمتلك، في معظمها، القدرة على صمود دولها", لكن التقرير كشف أيضا استمرار وجود التوترات داخل المجتمعات ونخبها.
وأشار إلى أن "تجنب ظهور موجة جديدة يتطلب تركيزا أكبر على تهدئة هذه التوترات وإيجاد مسارات مناسبة لها بعيدا عن العنف، وعدم الاكتفاء باستخدام المقاربات الأمنية التالية للأحداث ".