الرباط - المغرب اليوم
بتعليمات ملكية، تحتضن المكتبة الوطنية معرضا تنظمه القوات المسلحة الملكية بشراكة مع البعثة الدبلوماسية الأمريكية بالعاصمة والحرس الوطني لولاية يوتاه بالولايات المتحدة، احتفاء بـ”عملية المشعل” التي نزلت فيها القوات الأمريكية بالبلاد لقيادة “الحلفاء” ضد “المحور” في الحرب العالمية الثانية.
يسلط هذا المعرض، الذي جرى افتتاحه اليوم الاثنين، الضوء على 245 عاما من العلاقات بين البلدين، منذ الاعتراف المغربي باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، ويضم صورة عامة عن العلاقات المغربية الأمريكية، والمراسلات والمعاهدات بين البلدين، والمحطات المشتركة، خاصة “عملية المشعل”، وصداها في الصحافة والكتابات المغربية والدولية، كما يضم أدوات وملابس حربية وخرائط من أمريكا والمغرب.
في تصريح لهسبريس، قال محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إن هذا المعرض “يأتي في إطار الاحتفال بعملية المشعل، التي كانت من المحطات الكبرى التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.”وأضاف الفران أن “المملكة المغربية أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم كانت معاهدات هي الأطول التي تربط الولايات المتحدة بدولة أجنبية (…) وهذا يعكس متانة العلاقات التي تربط بين البلدين؛ فالاعتراف تبعته مجموعة من المحطات، عملية المشعل من أهمها، لذلك نلاحظ من الناحية التاريخية أن المغفور له محمد الخامس دافع عن هذه العملية العسكرية ضد المستعمر آنذاك، وكان حازما في عدم الوقوف أمام نجاحها.”
ورأى الفران في هذا الاحتفاء “إشارة قوية إلى أن العلاقات التي تربطنا ليست علاقات سياسية اقتصادية فقط، ولو أنها نموذجية ومعروفة، بل هي علاقات ثقافية أيضا، والمعرض من شأنه أن ينبش في ذاكرة التاريخ الراهن لنعرف المشترك بيننا، الذي لا شك أنه، بعراقة المملكة المغربية وموقع الولايات المتحدة في العالم، يدعم التسامح والتعايش، وعوض الحديث عن نهاية التاريخ وصدام الحضارات، يدافع عن عالم آمن، وتعاون وتضافر الحضارات من أجل مستقبل باسم لشعوبها كلها”.
الكولونيل ماجور سعد الكيزي، رئيس مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تحدث عن المعرض قائلا إن مقصده “إطلاع الزوار على جوانب مهمة من الإنزال الأمريكي على الشواطئ المغربية، الذي مكن الحلفاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، من تدشين مرحلة جديدة غيرت مسار الحرب العالمية الثانية”، ابتداء من شمال إفريقيا بالمغرب، وتونس، فإيطاليا.
وأضاف أن “المغرب كان في قلب هذه الأحداث المهمة (…) والسلطان محمد بن يوسف اصطفّ مع الحلفاء، نصرة للسلم والأمان وضد الاستبداد (…) وعارض مقاومة الإنزال الأمريكي، وخاصة لما طلب منه المقيم العام مغادرة الرباط (…) وقال إن القوات الحليفة أتت كقوات صديقة، وعلينا وقف القتال، وذكّر بواجب حقن الدماء.”
موقف السلطان “لم يكن وليد الصدفة”، يورد المسؤول العسكري ذاته، بل “مستمد من عمق وصلابة الصداقة بين المغرب وأمريكا التي جددها سلاطين الدولة العلوية عبر التاريخ والرؤساء الأمريكيون”.الجنرال مايكل تورلي، قائد الحرس الوطني لولاية يوتاه الأمريكية، قال إن هذا المعرض منظم في إطار “الاحتفاء بالذكرى الثمانين لعملية الشعلة والصداقة الرائعة التي جمعت لسنوات عدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب”.وختم الجنرال الأمريكي تصريحه لوسائل الإعلام بالحديث عن العلاقات مع المغرب، قائلا: “أصدقاء كبار وأشياء كبيرة تعلمناها من بعضنا، أتطلع لاستمرارها واستمرار قيادة البلاد للأسد الإفريقي”.يذكر في هذا الإطار أن سنة 2022 الراهنة قد شهدت احتفاء بالذكرى الثمانين لـ”عملية الشعلة”، من خلال أنشطة من بينها ندوةٌ أكاديميةٌ مغربية أمريكية عقدت بالمكتبة الوطنية للمملكة في يونيو الماضي.
قد يهمك ايضاً