تونس ـ أزهار الجربوعي
أكدت الفنانة التونسية لبنى نعمان، في مقابلة مع "المغرب اليوم"، أن الفنان في بلادها بات مهددًا في زمن حكم حزب "النهضة" الإسلامي، معتبرة أن أفكارهم ومبادئ الإسلاميين
تتعارض مع حرية الفكر والإبداع.
وقالت لبنى، "إن الفنان التونسي يعاني من مشكلة التمويل، وهو ما انعكس سلبًا على ضعف إنتاجه لسب غياب شركات الإنتاج، وفرض قيود على دعم وزارة الثقافة التي لا تزال تنتهج سياسة المحاباة في دعم الفنانين، وتتدخل في صلب الإنتاج الفني"، مؤكدة أنها اختارت الفن الملتزم الجاد لأنه يساهم في توعية الناس، ويترك أثرًا في نفوسهم على عكس موجة الفن الحالية، المعتمدة على الإيقاعات السريعة، التي وصفتها بـ"الضحك على الذقون"، لافتة إلى أنها تنتظر عرض فيلمها الجديد "باستاردو"، الذي لعبت فيه دور البطولة، ومن المنتظر عرضه في قاعات السينما التونسية خلال تشرين الأول/أكتوبرالمقبل.
وأضافت نعمان، أنها بصدد إعداد أغاني جديدة على غرار "بيت بلا نافذة"، من كلمات وحيد العجيمي، و"الريح آتية" للصغير أولاد أحمد، وجميعها من تلحين زوجها الفنان والملحن مهدي شقرون، وأنها تعكف حاليًا على البحث في التراث التونسي لإعادة إحيائه وتوزيعه بروح العصر، فضلاً عن عدد من الأغاني العربية والأجنبية الملتزمة، إلى جانب التحضير لمشروع أسطوانة عالمية يتمحور موضوعها عن الحرية، لمنتج نرويجي مع فنانين من العالم، ستكون مشاركتها فيه بأغنية "كان يا ما كان" من ألحان مهدي شقرون، وكلمات وحيد العجمي، موضحة أنها "اختارت نحت مسيرتها الفنية الخاصة بها، باختيارها للأغنية الملتزمة في اللحن والكلمة، وقد يسميها البعض الأغنية الجادة أو البديلة أو الملتزمة، لكن وبغض النظر عن هذه التسميات، فكل ما يهمني هو أن تكون الأغنية راقية، لحنًا ومضمونًا، وتحاول أن ترتقي بسمع الإنسان وذوقه، وتترك بصمة في روحه، وتتناول مشاغله وهمومه وهواجسه، وأنها ترفض ركوب موجة الأغاني الخفيفة الطاغية على المشهد الفني التونسي والعربي والعالمي"، والتي وصفتها بـ"التجارة والضحك على الذقون" لأنها تعمل على تغييب فكر المستمع وإحساسه وقضاياه، بينما تستهدف غرائزه فقط.
واعتبرت لبنى، أن ما ينقض الفنان التونسي لبلوغ العالمية، هو الإنتاج والدعم المادي، مستنكرة غياب أي إطار تشريعي وقانوني يحمي حقوق التأليف في تونس، فيما دعت إلى ضرورة استبدال سياسة الدعم الحكومي للمشاريع الموسيقية، التي تسندها وزارة الثقافة والتي لا تزال تمنح على أساس "المحاباة"، وتعويضها بأخرى أكثر عدلاً ومرونة، وأقل تدخلاً وإجحافًا في حق العمل الفني.
وعن تجربتها في ميدان التمثيل، قالت الفنانة التونسية، " درستُ مسرح وتمثيل في الأساس، وأنتظر عرض فيلمي (باستاردو) في قاعات العرض التونسية، في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وهو فيلم للمخرج التونسي نجيب بالقاضي، ولعبت فيه دور البطولة للمرة الأولى، كما كانت لي تجارب سابقة في السينما، على غرار فيلم (براندو و براندو) للمخرج التونسي رضا الباهي".
وبشأن موقفها من اقتحام العديد من الفنانين لمجال السياسة، أو إبداء رأيهم في التطورات السياسية الحالية في تونس، قالت لبنى، "الفنان صوت الشعب، وهو مواطن في الدرجة الأولى، ومن واجبه المشاركة في الحراك السياسي والدفاع عن حقوق شعبه، ومقاومة الظلم والاستبداد، والنزول إلى الشارع مع الشعب"، محذرة من محاولات البعض الاستيلاء على حقوق وحرية المرأة وجعلها تابعة للرجل، معتبرة أن "الحرية شرط أساسي للإبداع الفني، والرقابة على الفن في تونس عادت بقوة بعد الثورة، ولكن بقناع آخر مغلف بكل ما هو قيمي وديني، يُوازيه تحريم كل فكر معارض، وأن الفن في تونس بات مهددًا خلال حكم الإسلاميين، لأن مبدأ الحرية والإبداع يتعارض مع أفكارهم وأيديولوجيتهم"، مطالبة بسنّ قانون يحمي حقوق الفن والحرية والإبداع في تونس.