الرئيسية » آخر الاخبار
مرض ألزهايمر

لندن - المغرب اليوم

أظهرت نتائج دراسة حديثة نُشرت (الأربعاء) في دورية «ساينس ترانسليشين ميديسين»، أن الأشخاص في المرحلة الأولى من مرض ألزهايمر- مع بدء حدوث تغيرات في الدماغ وقبل ظهور أعراض المرض - يؤون مجموعة متنوعة من البكتيريا في أمعائهم تختلف عن تلك الموجودة في أمعاء الأصحاء.

خلال تلك المرحلة المبكرة من ألزهايمر، يُرَاكم الأشخاص المصابون كتلاً من بروتينات أميلويد بيتا وتاو في أدمغتهم، وهي المرحلة التي قد تستمر لعقدين أو أكثر، ومع ذلك لا تظهر على المرضى أية علامات للتنكس العصبي أو التدهور المعرفي. ولم يسبق لأحد أن نظر إلى ميكروبات الأمعاء في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض، وفق نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس.

قال الباحث المشارك في الدراسة، غوتام دانتاس، وأستاذ الطب الجينومي، وخبير في ميكروبيوم الأمعاء بالجامعة، في بيان صحافي صادر الأربعاء: «يمكن أن يكون التغيير في ميكروبيوم الأمعاء قراءة لتغييرات المرضية بالدماغ».

وأضاف: «البديل الآخر هو أن يكون ميكروبيوم الأمعاء مساهماً في الإصابة بألزهايمر، وفي هذه الحالة قد يساعد تغييره باستخدام البروبيوتيك (نظام غذائي مفيد) أو عمليات نقل البراز (بما يحمله من بكتيريا مفيدة) في تغيير مسار المرض».

وتفتح النتائج إمكانية استخدام تحليل بكتيريا الأمعاء لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر في وقت مبكر جداً، وبالتالي تصميم علاجات وقائية لتغيير الميكروبيوم لدرء مخاطر الإصابة بالمرض الذي يعد الخرف والتدهور المعرفي أبرز سماته.

قال بو إم أنيس، أستاذ طب الأعصاب بالجامعة، وباحث مشارك بالدراسة: «مع ظهور الأعراض المعرفية تكون هناك تغييرات حرجة قد طرأت ولا رجعة فيها غالباً»، موضحاً أنه: «إذا كان بإمكانك تشخيص المريض في وقت مبكر من المرض، فسيكون هذا هو الوقت الأمثل للتدخل الفعَّال للعلاج».

قام الباحثون بتقييم المشاركين، حيث كان جميعهم طبيعيين معرفياً. أُخذ من المشاركين عينات من البراز والدم والسائل النخاعي، بالإضافة إلى قوائم الطعام؛ كما خضعوا لفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

لتمييز المشاركين في مرحلة مبكرة من المرض عن الأصحاء، حلل الباحثون علامات تراكم بروتينات أميلويد بيتا وتاو. من بين 164 مشاركاً، كان لدى حوالي الثلث تقريباً (49) علامات مبكرة على الإصابة بالمرض.

كشف التحليل أن الأشخاص المصابين بألزهايمر طوروا في مرحلة مبكرة من حياتهم بكتيريا أمعاء مختلفة بشكل ملحوظ عن نظرائهم الأصحاء، من حيث أنواع البكتيريا والعمليات البيولوجية التي تشارك فيها. يقول باحثو الدراسة إن هذه الاختلافات يمكن أن تستخدم للكشف المبكر عن ألزهايمر.

من جانبه، قال الدكتور، وليد محمود الشارود، أستاذ فسيولوجيا الميكروبات وسلامة الغذاء بجامعة المنصورة المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تظهر النتائج وجود ارتباط بين نوعية ميكروبات الأمعاء والمراحل المبكرة من الإصابة بألزهايمر، التي لا تظهر فيها اعتلالات ذهنية وإنما تحدث تغييرات في مستوى بروتينات الأميلويد والتاو في خلايا وأنسجة الدماغ، وهي المرحلة التي يعقبها حدوث التغييرات الذهنية المصاحبة لمرض ألزهايمر خلال مدة قد تصل إلى عشرين عاماً».

ووفق الدراسة، ترتبط هذه الاختلافات بمستويات بروتينات الأميلويد والتاو، والتي ترتفع قبل ظهور الأعراض المعرفية، لكنها لا ترتبط بالتنكس العصبي، الذي تبدأ أعراضه في الظهور هى الأخرى مع الوقت.

يقول أنيس: «الجميل في استخدام ميكروبيوم الأمعاء كأداة فحص هو بساطته وسهولة استخدامه»، موضحاً أنه: «قد يتمكن الأفراد يوماً ما من تقديم عينة من البراز ومعرفة ما إذا كانوا معرضين لخطر متزايد للإصابة بألزهايمر».

ويرى الشارود أن «نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام وتؤكد على العلاقة بين ما تحتويه الأمعاء من ميكروبات وصحة الإنسان».

وعن الخطوات القادمة، أطلق الباحثون دراسة متابعة مدتها خمس سنوات أخرى تهدف إلى معرفة ما إذا كانت الاختلافات في ميكروبيوم الأمعاء سبباً أو نتيجة لتغيرات الدماغ التي لوحظت في مرض ألزهايمر المبكر.

ويوضح دانتاس: «إذا كان هناك ارتباط سببي، فمن المرجح أن يكون الارتباط التهابياً»، مشيراً إلى أن «البكتيريا بمنزلة مصانع كيميائية مدهشة، وبعض من مستقلباتها تؤثر على الالتهاب في الأمعاء، وقد تصل إلى مجرى الدم، حيث يمكنها التأثير على مناعة الجسم»، مشدداً على أنه إذا اتضح أن هناك علاقة سببية، فيمكننا البدء في التفكير فيما إذا كان تعزيز البكتيريا «الجيدة» أو التخلص من البكتيريا «السيئة» يمكن أن يبطئ أو حتى يوقف تطور أعراض مرض ألزهايمر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

النظام الغذائي السليم يُقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

دراسة حديثة تُؤكد أن الأشخاص الذين يعانُون من الشخير أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ضطرابات النوم المنتظمة، ضررًا أكبر للدماغ
السجن 190 عاما لطبيب في أميركا ارتكب جريمة بشعة
الإكثار من تناول فيتامين "ب 3" قد يزيد من…
دراسة تؤكد أن مكملات فيتامين أ قد تسبب خطر…
تناول الفيتامينات بدون داعٍ يسبب مضاعفات

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

الإفراط في تناول فيتامين د يسبب آلام العظام وفقد…