الرئيسية » آخر الاخبار
لقاح "كورونا"

الرباط _ المغرب اليوم

أشارت ورقة بحثية إلى أن الصين قامت عام 2013 بتدشين مبادرة "الحزام والطريق"، التي أغرقت عددا من دول العالم النامي في الديون بسبب الاقتراض الكثيف لتنفيذ مشروعات البنية التحتية، إلا أن العام القادم (2021) سيشهد ما يمكن تسميته بـ"طريق الحرير الصحي"، من خلال توفير الصين لقاحات للدول النامية، وهو ما سيسمح لها بإعادة تشكيل صورتها الدولية كراعٍ للصحة العالمية، وليست كمقرض "متنمر" و"مفترس" كما يراها الغرب.
وأكدت المقالة، المنشورة في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أنه "في الوقت الذي يتسابق فيه العالم للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، يخضع حاليا أحد عشر لقاحا محتملا للفحوصات الخاصة بالمرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأخيرة قبل الموافقة النهائية على اعتماد اللقاح؛ ومن بين هذه اللقاحات توجد أربعة لقاحات صينية".
ومن أهم اللقاحات الصينية الواعدة في هذا الصدد اللقاح الذي طورته شركة Sinopharm التي يقع مقرها بووهان، وهي المقاطعة التي شهدت بداية ظهور وانتشار الفيروس، حيث تم بالفعل إعطاء هذا اللقاح للعاملين في المجال الطبي في بعض الدول. ويرى الخبراء أن هذا اللقاح في طريقه للحصول على الموافقة الكاملة خلال شهر نوفمبر الجاري أو دجنبر المقبل.
وفي هذا السياق أشار إيك فرايمان وجوستين ستيبينج في مقالة لهما بعنوان "الصين تفوز في سباق تطوير اللقاحات: كيف ترسخ الصين صورتها كمنقذ للدول النامية؟"، نُشرت بموقع مجلة "الشؤون الخارجية" في 5 نوفمبر الجاري، إلى أن الصين أخفقت في استجابتها الأولية لاحتواء فيروس "كورونا المستجد" في بداية العام، مما أدى إلى انتشاره في أنحاء العالم والإضرار بصورة بكين بشكل بالغ على الصعيد الدولي، لكنها عازمة على أن يكون العام المقبل هو عام تصحيح هذا الوضع، من خلال اضطلاعها بمهمة توفير اللقاح لعدد كبير من دول العالم النامي.
ويُضيف الكاتبان أن إحجام إدارة ترامب عن صياغة خطة مماثلة للمساهمة في توزيع اللقاحات حول العالم أو دعم منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن قدم للصين فرصة كبرى لترسيخ صورتها ليس فقط كقائدة عالمية في تطوير اللقاحات وتوزيعها، ولكن باعتبارها منقذة الدول النامية، تبعاً للمقال عينه.
رواج اللقاح الصيني في الدول النامية
ويشير المقال إلى أنه من المرجح ألا يَلقى اللقاح الصيني رواجا في الأسواق الغربية، حيث قامت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالتعاقد مع كبرى الشركات الغربية مثل Moderna وPfizer وAstraZeneca لتوريد كميات ضخمة من اللقاحات التي تعمل هذه الشركات على تطويرها.
ولكن اللقاحات المنتَجَة من قبل الشركات الغربية لن تنتشر في الدول النامية نظرا لارتفاع كلفتها. فعلى سبيل المثال تقدر شركة Moderna أن لقاحها سيكلف ما بين 64 دولارا و74 دولارا للشخص الواحد، وهي تكاليف ضخمة لا تستطيع غالبية الدول النامية تحملها.
ولذا فإن الأسواق الناشئة الشاسعة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم، هي الأسواق التي سيهيمن عليها منتجو اللقاحات الصينية. والمؤشر الأكبر على ذلك أن هذه اللقاحات وصلت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في 18 دولة، بما في ذلك الأرجنتين وبنغلاديش والبرازيل وإندونيسيا والمغرب وباكستان والبيرو وروسيا وتركيا.
وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ، في أيار الماضي، وعدا بأن أي لقاح صيني لفيروس "كورونا المستجد" سيكون بمثابة "منفعة عامة عالمية". كما وعد بتقديم قروض بقيمة مليار دولار إلى دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتتمكن من دفع ثمن الحصول على اللقاحات الصينية.
وعلى سبيل المثال، قامت المكسيك في أكتوبر الماضي بالتوقيع على صفقة مع شركةCanSino ، التي تعمل على تطوير لقاح صيني أيضا. وبموجب هذا الاتفاق ستشتري المكسيك 70 مليون جرعة من اللقاح، من خلال حصولها على قرض صيني لتسديد ثمن اللقاحات.
استفادة صينية
ويؤكد المقال أن من المرجح أن تستخدم الصين صفقات بيع اللقاحات في توطيد الشراكات مع الحكومات بالمناطق التي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية، مثل جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.ويستشهد المقال بما حدث بعد إرسال الصين شحنة مساعدات طبية إلى صربيا في بداية الجائحة، حيث قام الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش بتقبيل العلم الصيني. كما ظهرت لوحات إعلانية ضخمة أمام مبنى الجمعية الوطنية في بلغراد مكتوب عليها "شكرا للأخ الأكبر شي". بل حتى في إيطاليا، التي تُعد من أكثر الدول المتضررة من الفيروس، أرجع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الفضل في عدم تدهور الوضع بشكل أسوأ في روما إلى أجهزة التنفس والأقنعة الواقية التي أرسلتها الصين، حيث قال: "أولئك الذين سخروا من مشاركتنا في مبادرة "الحزام والطريق"، عليهم الآن أن يعترفوا بأن الاستثمار في تلك الصداقة سمح لنا بإنقاذ الأرواح".
ويرى الكاتبان أن الصين ستعيد إحياء موقفي صربيا وإيطاليا أثناء حملتها لتوزيع اللقاحات في الدول النامية، مما سيكسبها تأييدا ليس فقط في هذه الدول، بل من قبل المنظمات الدولية، خاصة منظمة الصحة العالمية.ولذلك قام الكاتبان بتوجيه تحذير إلى الولايات المتحدة من أن استمرارها في العزوف عن المشاركة والتنافس في سباق توريد اللقاحات، سيسمح للصين بتعزيز مكانتها وصورتها كقوة تكنولوجية من الدرجة الأولى، مما سيخلق لبكين عددا كبيرا من الحلفاء الجدد، مما قد يؤهلها للمطالبة المشروعة بالقيادة العالمية.

قد يهمك ايضا

شركة “سينوفارم” الصينية تزف خبرا سارا عن لقاح كورونا

العثماني يتطرق لتفاصيل جديدة بشأن لقاح كورونا ويكشف مدة عملية تلقيح المغاربة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ضطرابات النوم المنتظمة، ضررًا أكبر للدماغ
السجن 190 عاما لطبيب في أميركا ارتكب جريمة بشعة
الإكثار من تناول فيتامين "ب 3" قد يزيد من…
دراسة تؤكد أن مكملات فيتامين أ قد تسبب خطر…
تناول الفيتامينات بدون داعٍ يسبب مضاعفات

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

الإفراط في تناول فيتامين د يسبب آلام العظام وفقد…