ابوظبي -وام
أجرى فريق طبي بمستشفى برجيل أبوظبي عملية جراحية أنقذت حياة مريض كان يعاني من نزيف حاد في بطنه، كان يعاني من داء الأكياس المتعددة في الكلى وفشل كلوي مزمن، حيث أنه قد أجرى سابقاً عملية جراحية لاستئصال إحدى كليتيه بسبب إصابته بسرطان الكلى، ونتيجة لذلك خضع لغسيل كلى دوري في إحدى المستشفيات المحلية.
وبعد أن تفاقمت حالة المريض بعد تطور المضاعفات، بدأ يتقيأ كميات كبيرة من الدم، وتمّت معالجته عن طريق نقل الدم بصورة متكررة لتعويضه عن كميات الدم التي خسرها. وعند توقف النزيف، وُضع المريض تحت المراقبة في وحدة العناية المركزّة، ولكن النزيف عاوده مجدداً بعد 5 أيام، فأجري له المزيد من عمليات نقل الدم. ثم أجريت له صورة مقطعية للأوعية الدموية بشكل عاجل أظهرت وجود مجموعة متشابكة من الأوعية الدموية غير طبيعية والتي تُعرف بخلل التنسّج، والتي كانت تغطي جزءاً كبيراً من معدته. وكانت هذه الحالة من خلل التنسّج هي المسؤولة عن حدوث نزيف المعدة الذي شكّل تهديداً مباشراً على حياة المريض.
من جانبه قال أخصائي الأشعة التداخليّة بمستشفى برجيل أبوظبي، الدكتور فيغي تشاندران، "كانت حالة المريض خطيرة جداً بسبب فقدانه كميات كبيرة من الدم، كما أنه لم يكن مهيأً كما يجب للجراحة بسبب معاناته من قصور حاد في وظائف الكلى. ولكننا لم نستطع المجازفة بتركه ينزف أكثر من ذلك لأنه كان سيفقد حياته بكل تأكيد، لذلك قمنا بالتدخل على الفور وإجراء إصمام للأوعية الدموية النازفة".
وأضاف الدكتور تشاندران بأن استخدام الأشعة التداخليّة كان الحل الأمثل حيث تتطلب هذه المعالجة حداً أدنى من التدخل الجراحي مع الاستعانة بالتصوير الشعاعي لتشخيص وعلاج الأمراض في جميع أجهزة الجسم"وقد خضع المريض لتصوير أوعية طارئ (وهي تقنية تشخيصية لمراقبة الشرايين في حالات النزف) ثم لعملية إصمام أوعية دموية (وهي عملية تستخدم لوقف إمداد الدم) في البطن والتي تزود التشوهات الوعائية بالدم في معدته، وتكللت جميع هذه العمليات بالنجاح".
وتتميز عمليات التصوير الوعائي والجراحة داخل الأوعية الدموية بفعاليتها في إيقاف نزيف أعضاء متنوعة في الجسم وإنقاذ حياة المرضى. ويتمّ إجراؤها دون المخاطرة التي تنطوي عليها العمليات الجراحية العادية. وتُجرى هذه العمليات التي تتطلب حداً أدنى من التدخل الجراحي من خلال إدخال قسطرة (أنبوب مجوّف دقيق) في شريان المريض عبر الفخذ للوصول إلى الأوعية الدموية النازفة من الداخل ثم إغلاقها.
وأضاف الدكتور تشاندران: "هذه الحالة كانت من الحالات المعقدة حيث كنا قلقين حول مدى استجابة المريض للعملية نظراً لسوء وضعه الصحي قبل الجراحة. ولحسن الحظ، فقد استجاب بشكل جيد حالما تمكّنا من إيقاف النزيف، وبعد عدة جلسات غسيل كلوي بمستشفى برجيل، تعافى وعاد لمنزله. وقد حرصنا بشكل أساسي على سلامة وراحة المريض حيث كان يعاني من آلام مبرّحة، وتطلبت حالته المعقدة عناية شديدة ومراقبة مستمرة. وقد اتخذنا كافة التدابير اللازمة لجعل حالته مستقرة وإيقاف النزيف الذي أصبح يهدد حياته. ونحن على استعداد دائم لتقديم الرعاية اللازمة للمرضى حتى يصلوا إلى بر الصحة والعافية".