الرباط - المغرب اليوم
يحتل العمل الإنساني مكانة متميزة ضمن النسخة السابعة عشرة من التدريبات المغربية-الأمريكية المشتركة، والتي لا تقتصر فقط على المناورات الحربية الميدانية؛ بل تتضمن كذلك العديد من الأنشطة الموازية، التي يأتي في مقدمتها المستشفى الطبي الجراحي المقام بجماعة “أملن” بضواحي تافراوت.
وشرعت القوات المسلحة الملكية في إعداد المستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني، في فاتح يونيو الجاري، قبل أن يبدأ في تقديم الخدمات الصحية لفائدة سكان المنطقة الجبلية خلال السابع من الشهر ذاته، على أساس أن تمتد أنشطته الميدانية إلى غاية انتهاء مناورات “الأسد الإفريقي” في الثامن عشر من يونيو.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى العسكري الميداني، وفق المعطيات المتوفرة لوسائل إعلامية، إلى 30 سريرا قابلة للزيادة حسب الحاجة الطبية، حيث يسهر أزيد من 100 إطار طبي وشبه طبي على تقديم الخدمات الاستشفائية لفائدة السكان المحليين بالمنطقة.
وتتضافر جهود الأطر الطبية، المكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، من أجل تقريب الخدمات الطبية والجراحية من السكان الذين يتوافدون بانتظام على المشفى متعدد المتخصصات المكون من جناح للعمليات الجراحية ومختبر للتحاليل الطبية ووحدة رقمية للفحص بالأشعة والصدى، بالإضافة إلى وحدة للتعقيم الطبي.
ويتيح المستشفى العسكري الميداني للسكان أزيد من 15 تخصصا طبيا؛ بينها جراحة العظام، وطب العيون والأنف والحنجرة والأذن، وأمراض النساء وطب الأطفال، وأمراض القلب والشرايين، والطب الباطني، والأمراض الجلدية، وجراحة الأسنان، والجراحة العامة، وغيرها.
تبعا لذلك، قدم المستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني للسكان قرابة 10 آلاف خدمة طبية، تتوزع على الفحوصات الخارجية والتدخل الطبي الجراحي؛ فيما استفاد ثلاثة آلاف مريض من الخدمات الطبية، إلى حدود يوم الجمعة المنصرم.
ويتوفر المستشفى العسكري على صيدلية تقوم بتوزيع الأدوية بالمجان لفائدة المرضى المستفيدين من الخدمات الطبية، بالموازاة مع تزويد الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر من نظارات طبية لتقويم النظر بالمجان. من جانب آخر، يضم المشفى مصالح اجتماعية، بتعاون بين المغاربة والأمريكيين، تناط بها مهام التوعية والإرشاد والمواكبة.
ويتجلى دور المصالح الاجتماعية في استقبال المواطنين والمواطنات، ثم تقديم الدعم النفسي، بالإضافة إلى إنشاء خيمة ميدانية مخصصة للأطفال المرافقين لأوليائهم، حيث يستفيدون بدورهم من الأنشطة التربوية؛ المتمثلة في الرسم والصباغة وتقديم الألعاب، فضلا عن تنظيم بعض الحصص التحسيسية المرتبطة بالنظافة الشخصية والتوعية بمخاطر الفيروس التاجي.
وفي ظل الظروف الوبائية الراهنة، فقد عمل المستشفى الميداني على التطبيق الصارم للتدابير الاحترازية الموصى بها، حيث يوجد طاقة طبي في مدخله للكشف عن الحالات المشتبه فيها، ليتم عزلها في مكان مخصص لذلك، حيث يوجد طبيب مسؤول عن قاعة العزل والفحص السريري، يقوم بإجراء اختبار سريع للشخص المعني الذي يتم نقله إلى المصالح الخاصة في حال التأكد الإيجابي من الإصابة.
قد يهمك ايضاً :
اقتصاد ميناء طنجة المتوسط يتحدى أزمة كورونا
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في المغرب اليوم السبت 12حزيران / يونيو 2021