باريس ـ الروسية
دخلت مريضة تعاني من نوبات صرع مستمرة إلى غرفة العمليات، حيث قرر أطباء الاعصاب إزالة جزء من الفص الأيمن في المخ لديها، إلا أنها خرجت من الجراحة "أكثر عاطفية" وتفهما لمشاعر الآخرين. سوزان (ليس اسمها الحقيقي) كانت تعاني من نوبات الصرع منذ سن الثانية، وهذه النوبات ترجع إلى عيوب خلقية في الفص الأيمن للمخ لديها، واستطاع الأطباء السيطرة على الحالة بنجاح باستخدام العقاقير حتى سن الـ 17. بعد ذلك، أصبحت الحالة شديدة الخطورة لدرجة لا يمكن السيطرة عليها، حتى أن أطباء الأعصاب اضطروا لإزالة جزء من الفص الأيمن للمخ، حيث كانوا يأملون فقط في تخفيف نوبات الصرع لديها. وبالفعل هذا ما حدث، إلا أن هناك تأثيرا آخر غير متوقع ظهر بعد الجراحة، حيث قالت سوزان انها أصبحت قادرة على قراءة مشاعر الآخرين، أيضا أصبحت تشعر بأحاسيس جسدية شديدة الوضوح، مثل "تمدد القلب"، عندما تتحرك مشاعرها العاطفية، أو عندما تلتقي بالأصدقاء أو العائلة. الآن تبلغ سوزان من العمر 37 عاما، وقام فريق فرنسي بقيادة ريتشارد أوريلي مورناس بإجراء اختبارات منهجية عليها أكدت أن لديها حالة تعرف باسم "التعاطف المفرط". وهنا يوضح الباحثون بعض الحقائق حول هذا الموضوع، ويقولون إن هناك نوعين من الحالات لفهم مشاعر الآخرين: الحالة الأولى متنوعة الإدراك العقلي، وهي التي تسمح لمثل هذه الحالات بفهم معتقدات ونوايا الآخرين. والحالة الثانية متنوعة العاطفة، التي تسمح لهم بفهم مشاعر الآخرين وعواطفهم. ويشرح العلماء كذلك أن التعاطف الشديد الذي أصبحت سوزان تشعر به من النوع الثاني، وهو منفصل عن العقل، ومنصب أكثر على تفهم مشاعر الآخرين. الاكتشاف الذي خرج به العلماء من الاختبارات هو أن سوزان بسبب العملية الجراحية تعززت لديها قدرة التعرف على مشاعر وعواطف الآخرين؛ وتزايد التعاطف معهم، في شكل استجابة مكثفة لمشاعرهم.