الرباط - المغرب اليوم
أَسال موضوع بقاء أو رحيل الناخب الوطني هيرفي رونار رفقة الفريق الوطني المغربي الكثير من المداد وما يزال، خاصة عقب التلميحات المتكرّرة للمدرب الفرنسي بإمكانية مغادرته "عرين الأسود" بعد سنتين ونصف على تسلّمه زمام قيادة المنتخب، الذي قاده إلى الدور الثاني من كأس أمم إفريقيا 2017 والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018.
وعلى الرّغم من وجود شبه إجماع على احترافية العمل الذي يقوم به هيرفي رونار على رأس الفريق الوطني المغربي بخلاف بعض الاستثناءات، إذ يعتبر البعض أن المرور إلى الدور الثاني من "الكان" بعد 13 سنة من الانتظار والتأهل إلى "المونديال" بعد 20 سنة من الغياب، ليس بذلك الإنجاز الذي يستحق الذكر، إلا أن تحرّكات المدرب في الكواليس تؤكّد ترقّبه للفرص من أجل الخروج صوب تجربة جديدة.
وسبق لهيرفي رونار أن دخل في مفاوضات مباشرة مع محمد روراوة، الرئيس السابق للاتحاد الجزائري، بعد أن أكّد في محادثة مع مسؤولين في جامعة الكرة، عاينتها "هسبورت" في أكتوبر 2016، وجود بعض "الإغراءات" من اتحاد الجارة الجزائر، وكذا اتصالات أخرى من قبل اتحادات كروية أخرى مثل الصين.
رونار كان قد أدلى في تصريحات للصحافة الفرنسية في تلك الفترة نفى من خلالها وجود اتصالات أو رغبة للاتحاد الجزائري في التعاقد معه، رغم أنه طلب شخصيا من مسؤولي التواصل داخل الـFRMF نشر بلاغ من أجل تأكيد تشبّثه بالبقاء في منصبه رغم وجود اتصالات من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
وبعد مرور قرابة سنتين على هذه الحادثة، عاد الناخب الوطني مجدّدا لنفي وجود اتصالات مع جهات معيّنة في إشارة منه إلى الأخبار التي ربطته بالانتقال إلى الجزائر لتدريب منتخبها الوطني، رغم تأكيدات مسؤولين بارزين في الاتحاد الجزائري بوجود اتصالات مباشرة مع "الثعلب"، وهو ما أكدته كذلك محادثات بين المدرب الفرنسي وأحد الوسطاء.
ويبدو أن هيرفي رونار قد استعمل ورقة الجزائر في أكثر من مناسبة للضغط على جامعة الكرة المغربية من جهة وزيادة راتبه من جهة أخرى، وكذا الترويج لاسمه مدربا مطلوبا على الساحة الإفريقية والدولية، رغم خروجه بنقطة واحدة فقط من أول تجربة له في كأس العالم.
وأثار انتقال عدد مهم من لاعبي الفريق الوطني المغربي إلى دوريات الخليج العربي، وترقّب التحاق أسماء أخرى، العديد من الشكوك حول إمكانية بقاء رونار على رأس الإدارة الفنية للنخبة الوطنية، خاصة أنه أعلن في أكثر من مناسبة عدم تحمّسه للمناداة على لاعبين ينشطون في دوريات مشابهة.
وينتظر الشارع الكروي المغربي الأيام القليلة المقبلة بترقّب كبير من أجل الكشف عن مصير المدرب الفرنسي رفقة المنتخب، خاصة وأن "الأسود" على بعد أسابيع قليلة من استئناف مسار تصفيات "كان" 2019، التي تضعها جامعة الكرة نصب عينيها من أجل العودة إلى منصة التتويج القاري بعد غياب لـ 42 عاما.