شيكاغو - رولا عيسى
انتقدت الناشطة الحقوقية ليندا صرصور، المحافظين الذين اتّهموها بحثّ المسلمين على شنّ حرب مقدّسة ضد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن أشارت إلى "الجهاد" خلال خطاب قامت بإلقائه، حيث كانت صرصور، وهي أحد الرؤساء المشاركين الأربعة لمسيرة المرأة التاريخية في واشنطن، قد ألقت خطابًا في الاجتماع الإسلامي السنوي لأميركا الشمالية في شيكاغو في نهاية الأسبوع الماضي.
وأشارت صرصور في حديثها، إلى قصة رجل سأل النبي محمد صلي الله عليه وسلم "ما هو أفضل شكل من أشكال الجهاد، أو النضال؟، وقال لنا النبي الحبيب، قول كلمة الحقيقة أمام حاكم أو زعيم طاغية، هذا هو أفضل شكل من أشكال الجهاد"، مضيفة "آمل أن عندما نقف أمام أولئك الذين يضطهدون مجتمعاتنا، يقبل الله منا ذلك باعتباره شكل من أشكال الجهاد، إننا نكافح ضد الطغاة والحكام ليس فقط في الخارج في الشرق الأوسط أو على الجانب الآخر ولكن هنا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث الفاشيين والأبناء المتفرجين والإسلاموفوبيين الذين يسكنون في البيت الأبيض".
وقالت صرصور، إنها كانت تدعو فقط إلى المعارضة السلمية اللاعنفية، ولكن بعض المحافظين لا يرونه بهذه الطريقة على الإطلاق، وهم يعتقدون أنها تحاول حثّ المسلمين على شن حرب مقدسة ضد إدارة ترامب، التي قالت في عنوان لها "ليندا صرصور تدعو المسلمين لشنّ "الجهاد" ضد ترامب"، وصفت هذه المقالة إشارات صرصور إلى الجهاد بأنها جزء مرعب من خطابها.
وسارع بريتبارت، إلى إدانة صرصور من خلال مقاله الذي نشر بعنوان "ليندا صرصور تدعو إلى "الجهاد" ضد إدارة ترامب"، وكتب بريتبارت في المقال أن "سياق تصريحات صرصور يشير إلى أنها تعني الجهاد باستخدام الكلمات"، ومع ذلك، فقد استخدم هذا المصطلح لوصف الصراع العنيف، بما في ذلك التطرّف، ضد غير المسلمين أو ضد الحكومات التي وصفت بأنها أعداء "كتب موقع إخباري يمين متطرف، وفي يوم الجمعة، صرّحت صرصور إلى صحيفة "بوست"، "أقول للأشخاص الذين يتقوّلون عليّ دون علم، إن الدعوة إلى أي نوع من العنف ضد الرئيس أمر مثير للسخرية، فهذا ليس فقط ما سأكونه، الدعوة للعنف لم تكن من الأساس أحد أفكاري".
وشاركت صرصور بشكل كبير في الاحتجاجات ضد إدارة ترامب منذ تولى منصبه، تم اعتقالها مع 12 آخرين خلال مظاهرات خارج فندق ترامب الدولي في نيويورك، وقد تم اعتقال 13 سيدة بسبب العصيان المدني بعد أن تم منع حركة المرور خارج الفندق، وفقا لما ذكره متحدث باسم شرطة نيويورك في ذلك الوقت.
تربت صرصور عند والديها الفلسطينيين المهاجرين في بروكلين، تزوّجت وهي في سن ال 17 وأنجبت أول طفل لها في 19، بدأت عملها كناشط يدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001، وفي السنوات الأخيرة، احتجاجا على مراقبة المجتمعات الإسلامية، في يونيو، أثارت احتجاجات عندما اختارتها جامعة مدينة نيويورك كلية الدراسات العليا للصحة العامة والسياسة الصحية لها كمتحدث. كانوا غاضبين من معارضتها لإسرائيل. أعطى الخريجين لها حفاوة دائمة عندما قالت "نحن في هذه القاعة معا يجب أن نلتزم بالا نكون أبدا مشاهدين ومتفرجين على الفقر، ونقص فرص العمل والرعاية الصحية"/ انتقد النقاد المؤيدون لإسرائيل تقارير كاذبة عبر الإنترنت يزعمون من خلالها أنها تدعم مقاتلي الدولة "داعش".
وكرست صرصور نشاطها تجاه قضايا أخرى، بما في ذلك حركة "حياة السود"، وكانت واحدة من أربعة مقاعد وطنية لمسيرة المرأة التي أدت إلى إقبال كبير في العاصمة، وفي جميع أنحاء العالم، وقد أرسل منتقدوها صورة لها بإصبع واحد، وقالوا إنها كانت تصنع بادرة لدعم "داعش"، عندما وصفتها بأنها سرطان عالمي، وتشمل الاتهامات الكاذبة الأخرى أنها تدعم الشريعة الإسلامية التي وضعت بدلا من النظام القانوني الأمريكي، استنادا إلى تغريدة ساخرة من عام 2015 كانت في الواقع حول سخرية نظريات المؤامرة حول المسلمين والشريعة. وأشارت صرصور إن كل هذه الاتهامات سخيفة وكاذبة.