الرباط - المغرب اليوم
يعيش يسري سلال، أستاذ اللغة العربية المصري، والذي يلقب على الإنترنت بألقاب عديدة؛ منها "خادم النَّحو" و"أيُّوب المعلِّمِين" و"رائد النَّحو التَّفاعليِّ في الوطن العربيِّ"؛ مأساة حقيقية، فبعدما أمضى إحدى عشرة سنة في التدريس، تم الاستغناء عن خدماته بسبب مرض ألم به وأدى إلى تدهور صحته، ليجد نفسه دون معيل. سلال، وهو مؤسِّس ومدير أشهر موقعٍ عربيٍّ للنَّحو التَّفاعُليِّ في الوطن العربيِّ، وهو موقع "نحو دوت كوم" الذي انطلق منذ سنة 2008، أمضى أربعا وعشرين سنة مدرسا، قبل أن تقرر الحكومة المصرية إحالته إلى التقاعد، بتقاعد هزيل لا يكفي حتى لعلاجه. وطالب راسل سلال المساعدة للحصول على علاج لمرضه الذي يقتضي السفر خارج بلاده، وقال: "24 عامًا أعمل في أسمى مهنةٍ عرفها الإنسان، وهي مهنة معلِّم، قبل أن تقرِّر الحكومة منذ شهورٍ إحالتي إلى التَّقاعُد بالعجز الطِّبِّيِّ، وبمعاشٍ قدره 1700 جنيه، أي ما يناهز 100 دولار"، مضيفا: "يُفترَض أن أعول منه نفسي وزوجتي وأطفالي الأربعة، وأن أُعَالَج من هذا المعاش رغم أنَّ الغيار على الجرح يتكلَّف وحده 2000 جنيه شهريًّا".
سلال عانى، منذ ثماني سنوات، من قرحة وريديَّة خبيثة بالسَّاق، قائلا إن الأمر يتعلق بـ"قرحة ملعونة من النَّوع الذي لا يقتلك فتستريح، ولا يتركك فتستريح"، مضيفا: "ثماني سنوات أصرخ من الألم ليل نهار وأعاني كما لم يعانِ بشر من قبل، ثماني سنوات أعاني من الثَّالوث المدمِّر: قرحة السَّاق ومرض السُّكَّري والسّمنة المفرطة". وأكد أستاذ اللغة العربية المصري أنه خلال ألف يوم قام بحقن حوالي ألف حقنة مسكنة من أجل القضاء على الألم الفتاك الذي يلم به، مردفا بالقول: "ما خفي كان أعظم، ممَّا يجعل من جميع أجهزتي الحيويَّة قنبلةً موقوتةً، ستنفجر في أيِّ لحظة". ويطالب سلال بمد يد العون له بعد أن تخلت حكومة بلاده عنه، مؤكدا أن ما يمكن أن ينقذه مما هو فيه هو المساعدة على السفر خارج البلاد لتلقي العلاج، ويقول: "استمرَّت معاناتي لكلِّ هذه السَّنوات، واستفحل مرضي، وتوحَّشت القرحة، واستعصت على العلاج، فلم يعد هناك بدٌّ من السَّفر للخارج"، مضيفا: "أصرخ وأستغيث ولا مغيث... سأموت، وستموت معي مواقعي وإصداراتي وسيضيع مجهود 11 عامًا سُدَى".
ويضيف رائد النحو التفاعلي بالوطن العربي قائلا: "لا أريد أيَّ شيء، لا أريد تكريمًا، لا أريد تقديرًا، فقط أريد العلاج، وإنقاذ مواقعي التي هي ثمرة 11 عامًا، والتي عجزتُ تمامًا عن تمويلها"، مواصلا: "أعرف أنَّ العلاج في الخارج ليس لأمثالي، وأنَّه من المقدَّر لي أن أظلَّ أعاني بلا رحمة؛ ولكن إذا استحال العلاج، ألا يحقُّ لي أن أطمع لتستمرّ هذه المواقع في خدمة محبِّي النَّحو من بعدي". يذكر أن سلال لم ينل ألقابه الثلاثة من هباء؛ فهو المؤسِّس والمنسِّق العامُّ لمبادرة "نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ"، التي تُعنَى بمواجهة الأخطاء في مناهج النَّحو بالمدارس، والخرافات النَّحويَّة التي تجري على الألسنة، وصاحب العديد والعديد من الإصدارات والبرمجيَّات والتَّطبيقات التي تصبُّ جميعًا في خانة تيسير النَّحو من أشهرها: تطبيق "مَن سيربح المليون في النَّحو" للأندرويد، لجميع الصُّفوف التي تدرس النَّحو، بدءًا من الرَّابع الابتدائيِّ إلى الثَّالث الثَّانويِّ، وتطبيق "نحو" للمسابقات للأندرويد، وأيضا برنامج "أولمبياد النَّحو العربيِّ " للويندوز، ناهيك عن قناة "متِّع عقلك للألغاز النَّحويَّة" على "يوتيوب"، وموسوعة "الألغاز النَّحويَّة" التي تتألَّف من 6 كتب، وكذلك مشروع "النَّحو في صورٍ".
قد يهمك ايضا :
السعودية تخصص 2020 عامًا كاملًا للاحتفاء بالخط العربي وتقديرًا لأهميته
"دبي للثقافة" تُبرز أهمية اللغة العربية في يومها العالمي بمشاركة عدد من الفنانين