واشنطن ـ يوسف مكي
تعهد الرئيس باراك أوباما، في خطاب إلى الشعب الأميركي مساء الأحد بملاحقة المتطرفين أينما كانوا، داعيًا شركات التكنولوجيا إلى الانضمام لهذه المعركة من خلال المساعدة في تعقب هؤلاء المتطرفين الذين وصفهم بـ "البلطجية والقتلة".
وأفاد أوباما في الخطاب التليفزيوني الذي ألقاه من مكتب البيت الأبيض: "التهديد المتطرف حقيقي ولكننا سننتصر عليه، سنقضي على تنظيم داعش وعلى أي تنظيم آخر يحاول إيذاءنا".
وجدد الرئيس الأميركي، المطالبة بتشديد قوانين حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، بدءًا بمنع الموضوعين على قائمة المنع من السفر ومن شراء أسلحة.
وتابع أوباما: "البداية يجب أن تكون من الكونغرس، الذي يتعين عليه التحرك لضمان عدم تمكن أي شخص موضوع على قائمة الممنوعين من السفر من شراء سلاح ناري، ما هو العذر الذي يمكن إيجاده للسماح لمشبوه بالتطرف أن يشتري سلاحًا نصف آلي؟، هذه مسألة أمن قومي".
ودعا في الخطاب الثالث له منذ أصبح رئيسًا قبل سبعة أعوام، المسلمين إلى التصدي للفكر المتطرف، مؤكدًا أن تنظيم داعش لا يتحدث باسم الإسلام.
وتابع: "لا يمكننا أن نسمح بأن تصبح هذه حربًا بين أميركا والإسلام، فهذا أيضًا هو ما تريده تنظيمات مثل داعش، إنهم بلطجية وقتلة".
وأضاف أوباما: "لا يمكننا نكران واقع أن داعش أيديولوجية متطرفة انتشرت في بعض المجتمعات المسلمة، هذه مشكلة جدية يتعين على المسلمين التصدي لها دون أية أعذار".
وأعلن مسؤول في الإدارة الأميركية أن الرئيس باراك أوباما سيتعهد باستخدام "كل أشكال القوة الأميركية" لتدمير تنظيم "داعش" في العراق والشام"، وذلك خلال خطاب نادر يلقيه في المكتب البيضاوي اليوم الأحد في مسعى لطمأنة الأميركيين من خطر الإرهاب.
وأضاف المسؤول أن أوباما سيستعرض الخطوات التي تتخذها الحكومة للحفاظ على أمن الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 ومنذ هجمات باريس.
وخاطب أوباما مساء الأحد الأميركيين في شأن الجهود التي تبذلها إدارته لمكافحة الإرهاب، فيما أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة من التهديد الإرهابي.
ويأتي خطاب أوباما بعد أربعة أيام على هجوم كاليفورنيا الذي ترجح السلطات انه إرهابي واشاد به تنظيم "داعش في العراق والشام"-"داعش".
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن الخطاب الذي سيلقيه اوباما من مكتبه في البيت الابيض وهو امر نادر، سيتضمن "الخطوات التي تتخذها حكومتنا لتحقيق أولويتها الاولى وهي إبقاء الاميركيين آمنين".
وكان أوباما تعهد في وقت سابق السبت بأن الولايات المتحدة "لن تخضع للترهيب" بعد الهجوم المسلح في سان بيرناندينو الاربعاء الذي اسفر عن سقوط 14 قتيلا و21 جريحا. واكد "داعش" ان منفذيه هما مناصران له.
وقال اوباما في خطابه الاسبوعي السبت: "نحن اميركيون وسندافع عن قيمنا، قيم مجتمع منفتح وحر. نحن اقوياء ومقاومون ولن نسمح بترهيبنا".
وأوضح البيت الأبيض في بيانه أن "الرئيس سيتحدث في خطابه عن سير التحقيق في الهجوم المأسوي الذي وقع في سان بيرنادينو". واضاف ان "الرئيس سيتناول ايضا التهديد الارهابي بشكل عام بما في ذلك طبيعة التهديد وكيفية تطوره وكيف سنهزمه".
وسيكرر اوباما في خطابه "تأكيد قناعته الراسخة بأنه سوف يتم القضاء على تنظيم "داعش" وبأن الولايات المتحدة يجب ان تستند الى قيمنا - التزامنا الراسخ بالعدالة والمساواة والحرية - للانتصار على الجماعات الإرهابية التي تستخدم العنف لنشر ايديولوجية مدمرة".
ويعود آخر خطاب ألقاه اوباما من المكتب البيضاوي الى آب 2010 عندما اعلن انتهاء العمليات القتالية في العراق.
واطلاق النار في كاليفورنيا هو الهجوم الاكثر دموية في الولايات المتحدة منذ المذبحة في مدرسة نيوتاون عام 2012.
وكان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي صرح ان "التحقيق كشف اشارات تطرف من جانب القاتلين وانهما استوحيا على ما يبدو افكارا من منظمات ارهابية اجنبية". لكنه اضاف ان "لا شىء يدل على ان القاتلين كانا جزءا من مجموعة منظمة واسعة او خلية".
من جهته، صرح ديفيد باوديش المسؤول في الاف بي آي في لوس انجليس "نحقق الان في هذه الوقائع الفظيعة بوصفها عملا ارهابيا. لدينا ادلة تثبت انها اعدت بشكل دقيق".
وتدقق السلطات في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" اعلنت فيها تافشين مالك مبايعتها لتنظيم الدولة.
وكان الزوجان وهما ابوان لفتاة في شهرها السادس خططا للهجوم الذي استهدف غداء لعاملين في قطاع الصحة حيث كان يعمل فاروق، بمناسبة عيد الميلاد.
ولا تجد سيرا خان احدى اخوات فاروق جوابا لتساؤلاتها عن تخلي الزوجين عن ابنتهما. وقالت لصحيفة "نيويورك تايمز": "كيف تمكنا من ترك ابنتهما الوحيدة؟ كيف يمكن لام ان تفعل ذلك؟".
ولا تستبعد السلطات فرضية ان يكون الزوجان قد اعدا لهجوم آخر.
وقال وزير الامن الداخلي جيه جونسون للصحيفة نفسها: "دخلنا مرحلة جديدة تماما في ما يتعلق بالتهديد الارهابي العالمي وجهودنا في مجال الامن الداخلي".
واضاف ان "الارهابيين عملوا بالوكالة لمحاولة مهاجمة وطننا، وهذا يتطلب معالجة جديدة".
وحذرت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون خلال كلمتها في منتدى سبان في واشنطن مساء الأحد من أنه على الرغم من الإدعاءات الإسرائيلية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن البديل عنه من المحتمل بأن يكون الأعلام السوداء لداعش.
ودعت كلينتون الدول العربية إلى تحديث مبادرة السلام العربية التي عرضت عام 2002، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، كما طالبت إسرائيل بالاستجابة لمثل هذه الخطوة، والعمل من أجل السلام، بما في ذلك ما يخص موضوع المستوطنات.
وتطرقت إلى عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرة إلى أنه يمكن اتخاذ خطوات ليست بالضرورة عبارة عن اتفاق سلام شامل ونهائي؛ مؤكدة أنها ليست مستعدة للتنازل عن حلّ الدولتين، وأن حلّ الدولة الواحدة ليس حلًا وإنما هو وصفة لصراع بلا نهاية.
وأضافت كلينتون: "سوف نعمل من أجل تعزيز العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة التي تقف جانبها إلى الأبد"، وبحسب أقوالها فإن حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية في العالم يجب أن تتوقف، وذلك لأن الضغط الخارجي لن يؤدي إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ ودعت قادة السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن التحريض ضد إسرائيل.
وأوضحت كلينتون أن على إيران أن تفهم أنه إذا قامت بخرق الاتفاق معها فإن الولايات المتحدة سوف تعمل ضدها بكل قوة بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.
وتابعت: "الخيار العسكري ضد إيران يجب أن يبقى مطروحًا على الطاولة؛ إيران تدعم اللاعبين السيئين في الشرق الأوسط، وتهدد إسرائيل من هضبة الجولان ومن خلال تسليح حزب الله".