الدار البيضاء - جميلة عمر
ناقش عدد من المتخصصين المغاربة والأجانب وصناع القرار والفاعلين الاقتصاديين، الجمعة والسبت في الرباط، في إطار ندوة وطنية، إمكانية بلورة تفكير شمولي يمكن من استشراف بروز أرضية مغربية للبحث في الطب الإحيائي
وتشكل هذه الندوة الوطنية الأولى المخصصة للبحث في الطب الإحيائي في المغرب، والتي تنظمها مقاولات الأدوية في المغرب بشأن موضوع "البحث في الطب الإحيائي تحدي العقد المقبل"، فرصة للمشاركين لإجراء تحليل معمق من قبل المقاولات الصيدلانية في المغرب، والفروع التابعة للشركات متعددة الجنسيات، لتمكين المغرب من استثمارات دولية، خصوصًا في مجال البحث في الطب الإحيائي، الذي سيصبح لا محالة أحد التحديات الكبرى للقطاع خلال العقد المقبل
ومن خلال هذه الندوة الوطنية التي تستمر يومين، والتي تجمع مختلف الفاعلين في القطاع الصحي وصناعة الأدوية، يمكن للمغرب أن يراهن على صناعة جديدة واعدة في قطاع مادي وغير مادي، وهو قطاع البحث العلمي
وأكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن هذا اللقاء سيتناول كيفية إرساء حكامة جيدة للبحث، وضمان حماية الأشخاص من خلال قاعدة قانونية، وتأهيل نظام للبحث في الطب الإحيائي والابتكار، بفضل نقل التكنولوجيا والتطوير المهني المستمر
واعتبر العثماني أنه "إذا كانت القدرة على الابتكار هي الهدف الذي يطمح إليه الباحث، فيجب أن تكون نتيجة لرؤية واضحة لتطور منظومتنا الصحية"، مسجلا أنه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التغيرات العميقة الناتجة عن التحولات الديمغرافية والوبائية، التي أدت إلى انخفاض انتشار الأمراض المعدية مقابل الأمراض غير السارية
وسجل في هذا الصدد أن صناعة الأدوية في المغرب عرفت دينامية ونجاعة، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لإقلاعها من خلال رؤية جهوية أفضل، بل دولية
ودعا رئيس الحكومة إلى تحسين الأساس القانوني للبحث في الطب الإحيائي، مع الحرص على حكامة ناجعة حيث يتم التعبير عن الرغبة في تبسيط المساطر، انطلاقا من إطلاق طلبات المشاريع إلى النشر النهائي لنتائج البحث
وتطرق وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، إلى مشكلة الميزانية التي تخصصها المقاولات المغربية للبحث والتنمية، حيث غالبا ما تكون ضعيفة جدا، إن لم تكن منعدمة، مشددا على ضرورة الاستثمار في البحث والتنمية لتحسين تنافسية المقاولات
وسجل في هذا الصدد أن الصناعات الصيدلانية والمعايير الدولية تحدد معدل الاستثمار في البحث والتنمية بين 15 و 20 في المائة من رقم الأعمال
ودعا أمزازي أيضا إلى الاهتمام أكثر بتثمين النباتات والمواد الطبيعية، التي تعد ثروة حقيقية للمغرب، مشيرا إلى أن البحث الوطني يعد قويا ونشيطا في مجال كيمياء استخراج وعزل الجزيئات الطبيعية، ويتوفر على جميع الموارد التي يمكن أن تجعله مصدرا لهذه المواد الطبيعية.
من جانبه، قال أمين بنعبد الرزاق، رئيس جمعية مقاولات الأدوية بالمغرب، إن طموح جمعيته هو الارتقاء بالمغرب إلى المراكز الثلاثة الأولى في مجال الأبحاث السريرية الإفريقية في السنوات الخمس المقبلة، مضيفا أن هذه الندوة الوطنية تعد خطوة أولى لإطلاق هذه الاستراتيجية
وأكد أن الأبحاث السريرية لها قيمة مهيكلة على المديين المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أنها طريقة متميزة للوصول إلى الابتكار في مجال العلاج، وهي مصدر التكوين المستمر لمهنيي الصحة، وكذا مسرع اقتصادي للقطاع الصيدلاني
وتجمع هذه الندوة كبار الباحثين في مجال الطب الإحيائي بالمغرب وحول العالم، وممثلين عن الحكومة المغربية، والجهات الفاعلة في القطاع الصحي، وصناعة الأدوية، وباحثين وأكاديميين من المغرب والخارج، فضلا عن أطراف أكاديمية وجمعوية واقتصادية ودبلوماسية
يذكر أن مقاولات الأدوية في المغرب جمعية مهنية تأسست سنة 2005 وتتألف من شركات مغربية وشركات تابعة للمجموعات الصيدلانية الدولية تعمل في مجال البحث والتنمية