طنجة - المغرب اليوم
نزيف متواصل في حالات الانتحار في مدن الشمال، بعد الكشف عن الرقم الذي وصل إليه، وهو ما جعل فاعلين جمعويين وحقوقيين يدقون ناقوس الخطر.
وكشف فرع جمعية “وضوح طموح شجاعة” بتطوان، أن عدد الحالات المسجلة في كل من أقاليم طنجة وتطوان وشفشاون، تجاوز 35 حالة، منذ مطلع السنة الجارية فقط. موجهة نداء إلى جميع المؤسسات، وفعاليات المجتمع المدني، قصد التعاون والعمل المشترك، لإعداد ملف متكامل حول تصاعد حوادث الانتحار، والخروج بخلاصات من شأنها أن تسهم في توقيفها.
وتفيد إحصائيات الجمعية بتسجيل أزيد من 62 حالة انتحار بكل من تطوان وشفشاون ووزان، خلال الفترة الممتدة من دجنبر 2018 إلى غاية 18 من شهر يوليوز الجاري.
وعن جنس المنتحرين، أظهرت الحالات أنه تم تسجيل 40 حالة انتحار في صفوف الذكور مقابل 22 في صفوف الإناث.
وشدد فرع الجمعية على سعيه إلى إنجاز دراسة علمية وميدانية، تحت إشراف خبراء ومختصين، وذلك بغرض تشخيص وكشف الأسباب الحقيقية، وتقديم مقترحات والعمل عليها رفقة باق الفعاليات لتوفير الحق في الحياة، مسجلة قلقها بشأن توالي عمليات الانتحار التي بلغت 35 حالة منذ بداية السنة الجارية فقط، “وسط صمت تام للسلطات المركزية والجماعات المنتخبة تجاه الظاهرة التي تسجل أرقاما مرعبة”.
وأضافت الجمعية في ندائها أن الوقوف على الأسباب الحقيقية يتطلب عملا جادا وإعداد ملف متكامل لإنجاز دراسة عملية بتضافر جهود كل المتدخلين، قائلة: “هذا النداء هو رسالة إلى كل الإطارات المدنية والحقوقية المدافعة على الحق في الحياة كمبدأ كوني، وإلى جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الصحة النفسية والعقلية، وكذلك إلى الأساتذة الباحثين، للاجتماع أولا، ومن ثم التفكير جماعة لبحث سبل المساهمة في الحد من هذه الآفة”.
وأظهرت معطيات منظمة الصحة العالمية بخصوص حالات الانتحارات في العالم، أن المغرب من بين الدول المسجلة لعدد أقل في القارة الإفريقية. حيث بلغ العدد 3,1 حالة لكل 100 ألف نسمة.
الأرقام التي أوردتها المنظمة تظهر أن المغرب البلد الأقل تسجيلا لنسب الانتحار في إفريقيا، متقدما على تونس التي تسجل 3.2 والجزائر بـ3.3، ومصر التي تبلغ حالات الانتحار فيها 4.4 على غرار ليبيا، أما موريتانيا فتبلغ النسبة 7.4. وتأتي دولة ليسوتو في مقدمة الدول الإفريقية بـ28.9 تليها الكوت ديفوار بـ23 حالة.
عربيا، المغرب ثالث بلد عربي الأقل تسجيلا لنسب الانتحار لكل 100 ألف نسمة، بعد الكويت 2,2 حالة، والإمارات العربية المتحدة 2,7 حالة، في حين أن الدولة العربية التي تسجل أعلى معدلات الانتحار هي دولة اليمن بـ 9,8 حالات في كل 100 ألف نسمة.
وأشارت المنظمة في آخر تقريرها إلى أن نسب الانتحار في المغرب شهدت مع ذلك ارتفاعا نسبيا. وتقول المنظمة إنه في كل عام يضع أكثر من 800 ألف شخص عبر العالم نهاية لحياتهم، ما يعني أن كل أربعين ثانية ينتحر شخص ما في مكان ما، منبهة إلى أن 75% من حوادث الانتحار في العالم مسجلة بالبلدان المنخفضة، والمتوسطة الدخل. ويعتبر الانتحار، حسب إحصاءات المنظمة، ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، كما تورد أن ابتلاع المبيدات والشنق والأسلحة النارية، هي الأساليب الأكثر شيوعًا للانتحار على مستوى العالم.
قد يهمك ايضا :