الرباط - المغرب اليوم
في سياق مجابهة أطماع الرّوس في الانتشار أكثر في المتوسّط، أجرت القوات المسلحة الإسبانية مناورات وسلسلة تداريب ميدانية قبالة سواحل المغرب، بالضّبط على مستوى صخرة جبل طارق، بمشاركة ما يقرب من 200 جندي وباستعمال آليات مدفعية ولوجستية.
المناورات العسكرية التي قام بها الجيش الإسباني في كامبو دي جبل طارق، كان هدفها الأساس اختبار الدفاع الساحلي للمنطقة، حيث “تعتبر المياه التي تفصل إسبانيا عن المغرب من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى للقوات المسلحة”، كما نقلت “فوز بوبيلي”.
أكثر من ذلك، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، أصبح المضيق نقطة رئيسية للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وهكذا تم تنفيذ التمرين من قبل فوج مدفعية الساحل الرابع التابع لقيادة المدفعية الميدانية (MACA) بالجيش الإسباني، تحت السيطرة العملياتية لقيادة العمليات (MOPS).
وبحسب المعلومات التي قدمتها هيئة الأركان العامة للدفاع، تم تركيب “مجسات وقطع مدفعية وعناصر إرسال”، وشارك في المناورات “أكثر من 200 جندي”. من بينهم “سرية رينا فوج المشاة رقم 2” ومقره قرطبة لضمان الحماية الذاتية للقوة المنتشرة.
كما تؤكد إسبانيا أن الهدف من هذا التّمرين هو “تبيان أنّ مدريد لديها الأداة المثلى لمراقبة المناطق الساحلية ذات الأهمية”. ومن خلال هذه التدريبات، تسعى إسبانيا لتعزيز التكامل مع الموارد التي تنشرها عادة البحرية في المنطقة لحماية المصالح الوطنية.
“تم منح وتدريب فوج مدفعية الساحل الرابع، التابع لقيادة المدفعية الميدانية، لتوليد القدرة على الدفاع والسيطرة على السواحل في أي نقطة في الجغرافيا الإسبانية، أو في أي مكان آخر تتطلب الالتزامات الدولية ذلك”، يضيف جيش الإسباني.
كما شدد على أن “القوات المسلحة مكلفة بمهمة حماية مختلف مجالات المصلحة الاستراتيجية الوطنية، من بينها مضيق جبل طارق”، موردا أن “الجيش وضع قدراته الدفاعية على المحك مع وحدة مدفعية، لكن لدى السلك العسكري أيضًا وحدات مختلفة مسؤولة عن حماية الجيوب الإسبانية الموجودة في المنطقة، مثل الحسيمة أو جزر شافاريناس”.
بالإضافة إلى ذلك، تحمي البحرية بسفنها المساحات البحرية للسيادة الوطنية للمضيق. وينتشر حاليا زورق الدورية “أتالايا” على ارتفاعات عالية، وقد توقف بالفعل في مليلية المحتلة ليوم واحد. من جهته، يحمي جيش الجو والفضاء المجال الجوي في المنطقة.
ويكتسب مضيق جبل طارق أهمية استراتيجية ليس فقط لأنه يمثل الحدود الطبيعية بين إفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى التقسيمات البرية لسبتة ومليلية المحتلتين، ولكن أيضًا لأنه المدخل الرئيس إلى البحر الأبيض المتوسط، مع تركيز حركة المرور البحرية المكثفة. لهذا السبب، أبلغت القوات المسلحة عن وجود سفن تقوم بأي نوع من الأنشطة المشبوهة.
وقد اكتسبت الحركة البحرية في الآونة الأخيرة أهمية خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ووفقًا للمعلومات التي نشرتها مؤخرًا “El País”، فإن بوتين سيتجنب الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي عن طريق نقل النفط الخام بالقرب من سبتة المحتلة في ناقلات النفط التي ترسو في جبل طارق. ولعل كل هذه المؤشّرات تجعل من المضيق منطقة استراتيجية للأمن القومي.
قد يهمك أيضا
المغرب وإسبانيا يُرسيان التعاون في مجال الإنتاج الرقمي للنصوص التشريعية والتنظيمية