الرباط -المغرب اليوم
ما مدى مركزية القضية الفلسطينية في الأجندة السياسية للمغرب؟ وهل لا تزال في مقام الوحدة الترابية؟ سؤالان يطرحان بقوة على المملكة المغربية في هذه الفترة، خصوصا في ظل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.في هذا الإطار، ذكّر موساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات الدولية، برسالة الملك محمد السادس في دجنبر الماضي إلى الرئيس الفلسطيني، والتي أبرز فيها كون القضية الفلسطينية هي في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية. كما أكد العاهل المغربي، من خلال الرسالة ذاتها، عدم تخليه عن التزامات المملكة بهذا الشأن.
وقال العجلاوي، ضمن حديثه مع هسبريس، إن الأمر مرتبط بالتزام دولة بل وأكبر مؤسسة في البلاد، مفيدا بأن “الإدارة الأمريكية يجب أن تأخذ بالاعتبار أن إعادة العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية ورقة لها أساسها في تسوية الصراع وحل الأزمات والصراعات في الشرق الأوسط”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “المغرب يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تثبيت السلم في الشرق الأوسط إذا أردت الإدارة الأمريكية ذلك”؛ وهو ما “سيعضد الموقف الأمريكي في مغربية الصحراء”.
وأكد المختص أن الشعب المغربي بجميع فئاته اعتاد التضامن منذ القدم إلى يومنا هذا مع القضية الفلسطينية، موضحا أنه “ليس هناك تناقض فيما بين الدفاع عن الشعب الفلسطيني أمام جبروت التعنت الإسرائيلي وقضية الصحراء المغربية”.
وأشار العجلاوي إلى أن غالبية الدول أدانت العربدة الإسرائيلية في غزة، مؤكدا أن “ما يجري في أرض فلسطين لم يعد صراعا عربيا إسرائيليا”، مفيدا بأنه حتى داخل المجتمع الإسرائيلي هناك اعتراف بأن “السياسة الحالية هي نتيجة لسيطرة اليمين المتطرف على الشأن السياسي”.
من جهته يرى عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن القضية الفلسطينية قضية وجدان شعبي وقضية لا تتقادم بتغير الظروف سواء في فترات الهدنة أو التصعيد، مشيرا إلى أن الخطاب الرسمي لا يتردد في التأكيد بعلى أن الموقف من قضية فلسطين هو موقف ثابت، ويعتبرها على درجة بالغة الأهمية وأولوية تضاهي القضية الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية.
وسجل رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في تصريح لهسبريس، أنه لا يمكن المزايدة إطلاقا على الموقف الذي عبر ويعبر عنه المغاربة منذ البدء، في سنوات الاستقلال، وطيلة تطورات هذه القضية؛ وذلك بالجهر والكتابة والبذل والعطاء.
وأوضح المتحدث ذاته أن كل القوى الحية الوطنية، السياسية منها والمدنية، هي على الموقف نفسه حينما يتعلق الأمر بفلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في العودة والانعتاق من الاحتلال يوحد هذه القوى باختلاف توجهاتها ومشاربها. ولعل تلك الهبة التي يباشرها المجتمع المغربي إبان أي انتفاضة في فلسطين لخير مثال على مكانة هذه القضية العادلة ضمن أولويات المجتمع.
واعتبر أستاذ التعليم العالي أن القضية الفلسطينية قضية ملك وشعب، ومسار السلام لا يمكن موضوعيا أن يكون خارج ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة، موضحا أن المغرب أرض المواقف والقرارات المهمة التي خدمت قضية فلسطين سواء في عهد الراحل الحسن الثاني الذي كان إلى جانب الراحل ياسر عرفات أخا ومساندا وناصحا، أو في عهد الملك محمد السادس الذي لا يفوت فرصة في مواكبة القيادة الفلسطينية ورئيسها السيد أبو مازن.
وقال البلعمشي إن المغرب يقدم كل الدعم المعنوي أو المادي عبر وكالة بيت مال القدس لفائدة الأشقاء في القدس والقطاع، ثم الاستثمار الإيجابي لعلاقات المغرب الدولية في صيانة الطابع الإسلامي للقدس الشريف، والعمل لصالح هذه المبادئ قولا وفعلا، مبرزا أن نداء القدس الذي وقعه الملك والبابا فرانسيس بالرباط في مارس 2019م يعد خير ترجمة لهذه المواقف، وترسيخ هذا الثابت من ثوابت الأمة، ألا وهو قضية فلسطين.
قد يهمك ايضاً :
المواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل تتجه إلى البحر بعد إعتراض غواصات مسيّرة لحماس
بايدن يقول اننا نسعى لـ"تهدئة دائمة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين