القدس ـ ناصر الاسعد
تنتشر في مدينة القدس، الأحاديث عن تاريخ الهوايات المسلية التي سادت المدينة في الماضي، ويبدو أن النقاش بخصوص أصول وجبات الطعام الشهية، عاد من جديد. وسوق محني يهودا الصاخب، كان لفترة طويلة من الزمن بمثابة قبلة الطهي للمواطنين القادمين من مختلف الأنحاء، حيث تتواجد به أنواع عدّة من الأطعمة الشعبية كالفلافل والحمص، حتى جاءت عليها أنواع أكثر حداثة من الطعام كالبرغر والبوريتو.
وتظل وجبة "ميكس غريل القدس"، الطبق الحصري للمدينة، وتتكون من أحشاء الحيوانات المسموح بأكلها طبقًا للشريعة اليهودية، والتي يكون مصيرها سلة المهملات، إذا لم تكن جزءًا من تلك الوجبة، وتشمل قلوب الدجاج مع الكبد المقلي ودهون الضأن، إضافة إلى كميات كبيرة من البصل والتوابل، وتوضع داخل الخبز الطازج في صورة "ساندويتش".
وعودة الحديث عن الأطعمة الشهية التي اشتهرت بها مدينة القدس، عبر أعوام طويلة من الزمن، يرجع إلى وفاة أسطورة الطهي حاييم بيرو، عن عمر يناهز 73عامًا، وكان صاحب الطبق الذي اشتهرت به المدينة عن غيرها. وأقدم سكان المدينة يعرفون السيد بيرو وشريكه جدعون اوميغا، والذي كان أول من افتتح مطعمًا لشرائح اللحم في المدينة، وكان عبارة عن فتحة في الحائط، أطلق عليها بعد عام واحد، اسم "مقام"، وهو الاختصار العبري لكلمة "رادار"، تكريمًا للبعثة الإسرائيلية التي تمكنت من الحصول على نظام الرادار المصري، خلال حرب الاستنزاف.
ويقدم المطعم الطبق الشهير بأسعار مرضية وغير مكلفة للسكان، والذين ينتمون في أغلبهم إلى الطبقات الفقيرة، ويأتي اليهود الذين يزورون تلك المنطقة، من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان المطعم تم إغلاقه منذ فترة طويلة، إلا أن نجل السيد أوميغا، ويدعى شمعون، والذي يبلغ من العمر 34 عامًا، يدير حاليًا مطعمًا للفلافل بالقرب من المطعم القديم، والذي يتواجد عليه علامة المجلس المحلي، للحفاظ على التراث في إسرائيل، وهي العلامة التي تقدم شهادة لمكان ميلاد الطعام الأشهر في المدينة.