بقلم : محمد صلاح
تلك العصافير التي أدمنت حب الرياح أو المطر..
عيونها خاصمت الفجر وهجرته عمدًا بعد طلوعه صافيًا طيلة تلك السنين..
تعشق الغيم.. أو تعشق الريح.. كيف ؟!
تعشق تلك السحابة الحُبلى فتطمئن لحضورها مراسم الخروج إلى الحياة..
لكنّ حبها للريح يُغويها فتتمنى هطول الدم وإجهاض الجنين..
الريح جاءت على غير عادتها المسالمة..
لأنكِ فقط أردتِ تلك الطقوس الغريبة للحياة.. فطاوعتكِ ؟!!
أم لأن الريح تُشبه عقلكِ الواعي بدون قرار.. أو استقرار.. أو نجاةٍ.. أو غرق؟!!
جاءت على غير عادتها المزاجية..
وذلك - إن علمتِ - تضحية..
هبّت على غير عادتها المُحبة للحياة..
تخسف الغيم.. وتُغرق السماء في الدماء..
جوزائيةُ الهوى أنتِ..
تلك العصافير التي أدمنت حب الرياح أو المطر..
راقها لون الدم الهادر..
رائحة انطفاء العمر..
انقباض القلب حين إدراكه حجم الخطر..
مرافقة الغيوم للفجر وانسكاب الدموع عند الرحيل !..
راقها الآن..
سن القضبان الحاد..
وهي تشاهد..
سجن الألوان..
تفكك أصابع الأرواح..
تفحُّل البعوض.. والأوجاع..
واشتهاء الريح !!..
تلك العصافير التي أدمنت حب الرياح أو المطر..
قبل اندفاع الريح بثوان..
قبل احتفال الرياح وهي تشاهد تلك الأعين الفرحة حتى دون امتنان..
تُعلّق نفسها من ذلك السن الحادّ..
تنسكب دما هادرا على القضبان..
وهي تُفارق..
تسمع أصوات اللوم من هؤلاء المشتهين..
للريح..
لصفاء الفجر..
لتلك الألوان دون الأحمر..
تسمع صوت الإدانة من فاقدي الأرواح..
تلك العصافير التي أدمنت حب الرياح أو المطر..
هاهي معلقةٌ على القضبان..
تحتضن الوداع والبعوض..
تحتضن الوهم وتسير به قبل النهاية المُبشّرة..
تجرّب الآن انقباض القلب والألوان الباهتة..
لكنها تُردد " القدَر.. القدَر " !!..
تلك العصافير.. تشاهد قبل الوداع الأخير..
دماء الريح والمطر !!!..