بقلم : جهاد الخازن
قال الكميت بن زيد في مديح النبي محمد:
فاعتتب الشوق عن فؤادي / والشعر الى من اليه معتتب
الى السراج المنير أحمد لا / تعدلني رغبة ولا رهب
عنه الى غيره ولو رفع الناس / اليّ العيون وارتقبوا
اليك يا خير من تضمنت الأرض / ولو عاب قولي العيب
وقال ابن ميادة:
أتظهر ما في الصدر أم أنت كاتمه / وكتمانه داء الذي هو كاتمه
واضماره في الصدر داء وعلّة / وإظهاره شنع لمن هو عالمه
وقال أبو الشيص:
ضع السر في صماء ليست بصخرة / صلود كما من سائر الصخر
ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة / يرى ضيعة الأسرار من أكبر الشر
يموت وما ماتت كرائم فعله / ويبلى ولا يبلى ثناه على الدهر
فذاك ولا صماء من رام كسرها / بمعوله ذلّت بكفيه للكسر
ولكلثوم بن عمرو:
يا ليلة لي في حوران ساهرة / حتى تكلم في الصبح العصافير
أفي الأماقي انقباض عن جفونهما / أم في الجفون عن الآماق تقصير
وقال طرفة بن العبد:
يا لك من قنبرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي وأصفري
قد رُفع الفخ فماذا تحذري / ونقري ما شئتِ أن تنقري
قد ذهب الصياد عنكِ فأبشري / لا بد يوما أن تُصادي فاصبري
وقال أبّان اللاحقي:
اخفض الصوت إن نطقت بليل / والتفت بالنهار قبل المقال
ليس للقول رجعة حين يبدو / بقبيح يكون أو بجمال
وقال ابن عبدل:
يا أبا طلحة الجواد أغثني / بسجال من سيبك المقسوم
أحيّ نفسي فدتك نفسي فإني / مفلس قد علمت ذاك عديم
أو تطوع لنا بسلفٍ دقيق / أجره إن فعلت ذلك عظيم
قال الأعشى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل / وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها / تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
هجا الأعشى قوماً وقارنهم بالقراد:
فلسنا لباغي المهملات بقرفة / إذا ما طها بالليل منتشراتها
أبا مسمع أقصر فان قصيدة / متى تأتكم تلحق بها أخواتها
قال ابن أبي فنن:
رأوا مال الإمام لهم حلالاً / فقالوا الدين دين بني صهارى
ولو كانوا يحاسبهم أمين / فقد سلحوا كما سلح الحبارى