بيروت - سليان أصفهاني
كشف الفنان فضل شاكر، عقب اعتقال جهاز الأمن العام للشيخ أحمد الأسير في مطار بيروت الدولي، عن أنّ الأخير لم يكن في منزله قبل يوم من توقيفه، كما روّجت بعض الأخبار أنّه خلال وجود الأسير في مخيم عين الحلوة لم يلتق معه على الإطلاق لخلاف حصل بينهما قبل حصول المعركة مع الجيش اللبناني في منطقة عبرا داخل مدينة صيدا جنوب لبنان.
وأوضح شاكر، في تصريح صحافي إلى "المغرب اليوم"، لم أره ولم نتواصل على الإطلاق، وأساسًا لم أكن معه في المشكلة التي أفتعلها مع الجيش، وأنا سلمت ما لدي من سلاح قبل أسبوع، إلى المخابرات وعلمت في محض الصدفة أنّ ثمة اشتباكات تحصل من حولي حين كنت نائمًا".
وأبرز أنّ الأسير سيضع في اعترافاته النقاط على الحروف بالنسبة إلى الدور الذي لعبه شاكر من أجل نصرة الثورة السورية ليس إلا، مبيّنًا: "لم أقاتل الجيش، وحين لمست بعض الأمور التي لا تتناسب مع قناعتي والرسالة التي كنت اهدف اليها ابتعدت عن الأسير كليًا، ولا شك أنّ ما سيدلي به كفيل في توضيح الصورة أمام الرأي العام والإضاءة على الدور الذي أتولاه في تلك المرحلة"، مؤكدًا أنّ عملية تسليم نفسه مرتبطة مع سير المرافعات التي تتم في الوقت الحالي تمهيدًا للوصول إلى الحكم.
وكان الفنان فضل شاكر أعلن قبل بضع سنوات اعتزاله الفن والتحاقه بالشيخ أحمد الأسير الذي يتزعم حركة أصولية متطرفة في مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا ونشطت حركته وذاع صيتها بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وما نجم عنها من عداء شريحة واسعة من اللبنانيين للنظام السوري ومن تزايد حدة الشرخ بين الحركات والمنظمات السياسية والدينية والطائفية خاصة بين السنة والشيعة على خلفية تأييد حزب الله للنظام السوري ومعه تيار شيعي واسع ونشطت حركة الشيخ أحمد الأسير في ذلك الوقت من خلال خطبه التي كان يهاجم فيها النظام السوري ومؤيديه في لبنان وعلى رأسهم حزب الله ومن معه واستطاع استقطاب أعداد كثيرة من الشباب من مختلف المناطق اللبنانية كما تمدد خارج مخيم عين الحلوة الى منطقة التعمير المجاورة للمخيم وحصلت بينه وبين حزب الله عمليات خطف متبادلة وما لبث أن اصطدم بقوة الجيش اللبناني المتمركزة على مداخل المخيم ثم اتسع نطاق الاصطدام الى مواجهة واسعة اثر صدور قرار من النائب العام اللبناني باعتقال الاسير بسبب مواقفه وتصريحاته التي اعتبرت انها تدعو الى الفتنة واشعال الصراعات الطائفية ونجم عن هذه المواجهة مقتل عدد من ضباط وجنود الجيش وعدد من اتباع الشيخ الاسير واقتحمت قوة من الجيش معقل الاسير الذي توارى مع فضل شاكر وعدد من اتباعه وبقي مختفيا لفترة طويلة حيث قيل انه لجأ الى مناطق سورية تسيطر عليها المعارضة . وبعد عدة أشهر من هذه المواجهة بدأت الاقاويل تتسرب عن أن الفنان فضل شاكر يتجه للعودة الى
الوسط الفني بعد أن تخلص من ذقنه الطويلة وعاد الى مظهره الاول كمطرب وبدأت الاتصالات تجري لايجاد تسوية بينه وبين القضاء اللبناني الذي سبق وحكم عليه وعلى الشيخ الاسير غيابيا بالاعدام على خلفية تصريحاتهما المتلفزة خلال المواجهة مع الجيش بقتل اربعة جنود وتدمير عدة ملالات عسكرية . وامتدت المساعي الى الوقت الراهن الذي تم فيه اعتقال الشيخ
الاسير وهويحاول السفر من مطار بيروت الدولي متنكرا"وذكر في سياق الاخبار التي رافقت وتلت عملية اعتقاله ان المطرب فضل شاكر كان في منزل الاسير قبل توجه الاخير الى مطار بيروت حيث تم القاء القبض عليه .