الجزائر - وأج
يعد مصنع سيتال عنابة الذي هو عبارة عن مشروع مشترك بين مؤسسة ميترو الجزائر (إيما) و فيروفيال و ألستوم (فرنسا) لتجميع و صيانة عربات الترامواي و الذي تم تدشينه في 2015 رائدا صناعيا جديدا يسير على الطريق الصحيح.
وتعد العربات المجمعة بعنابة من نوع "سيتاديس" "من نفس نوعية تلك العربات التي تخرج من لاروشال (فرنسا) الذي يعتبر الموقع التاريخي لألستوم أو من برشلونة حسبما أوضحه مدير سيتال بييترو سيلفيسترو الذي بدا فخورا بإبراز دفتر طلبيات ب213 عربة للترامواي سيتم تسليمها بحلول 2019.
وأردف السيد سيلفيسترو بأن طاقة مصنع سيتال الجديد بقدرة تجميع ب 5 عربات تراموي في الشهر مرشحة للارتفاع تماشيا مع توسع خيارات تدخل الشعب الصناعية للمؤسسة.
وتعد مؤسسة سيتال التي تولدت من رغبة الجزائر في التزود بصناعة حديثة للتجميع و الصيانة في مجال السكك الحديدية مكلفة بتلبية الاحتياجات الوطنية من حيث عربات الترامواي من خلال إرساء صناعة في مستوى الأهداف الاقتصادية المسطرة من طرف الحكومة.
إقلاع اقتصادي
وتضمن مؤسسة سيتال عنابة صيانة عربات ترامواي الجزائر العاصمة منذ 2011 و وهران منذ أبريل 2013 وقسنطينة منذ يونيو 2013 و توقع هذه المؤسسة على إقلاع الاقتصاد الجزائري في بلد لم يفقد يوما الثقة رغم انخفاض أسعار النفط كما تعمل على رفع تحدي النمو الاقتصادي بعد أن كسبت معركة الانتعاش الاقتصادي التي أطلقت منذ 1999.
وسيعزز إنشاء هذه المؤسسة الصناعية التي تعد مؤشرا على تغير اقتصادي بالجزائر خيار الدولة بتنمية النقل العمومي الذي يعد أحد العوامل الأساسية لتطوير الشعوب و لكن أيضا للنمو الاقتصادي للشعوب.
وتضمن تشغيل هذا المصنع يد عاملة أغلبها جزائرية (96 في المائة من العمال)، حسبما أكده مسؤول هذه الوحدة مذكرا بأنه تم إجراء تربصات تكوينية بأوروبا و بالجزائر من أجل تحسين مهارات و معارف الموظفين.
وبداخل المصنع تدل سلاسل التركيب و التجميع و الشباب الجزائريون المفعمون بالطاقة و الديناميكية على حس عال من الإتقان و الدقة حيث أعرب أحدهم و هو عبد اللطيف عن "فخره و اعتزازه" عندما يذهب إلى قسنطينة و يتنقل على متن عربات الترامواي التي تحمل إلى حد ما "توقيعه".
وتتربع هذه الشركة ذات الأسهم المتخصصة في صيانة و تجميع عربات الترامواي "سيتاديس" التي تعد إحدى أهم الماركات الرائدة لمجمع ألستوم على مساحة 5,2 هكتار و مزودة بجميع التجهيزات التي تسمح بإنجاز "الاختبارات الديناميكية الخاصة بالنوع و السلسلة"، حسبما أوضحه من جهته مسؤول الاتصال بمؤسسة سيتال فاضل فيصل.
ويعد مركز الاختبارات أحد أهم أجنحة المؤسسة و هو مجهز بمسلك ب1000 متر مزود بنظام تموين عن طريق السلك الكهربائي و نظام آخر متعدد الأنماط للتموين عن طريق التربة، حسب ما أردفه ذات المسؤول.
جعل سيتال مجمعا وطنيا للسكك الحديدية
ففي واقع الأمر لا تشكل صيانة و تجميع عربات الترامواي من طرف سيتال عنابة سوى "شريطا إعلانيا" عن برنامج تنموي صناعي واسع يتعلق بإنشاء "مجمع للسكك الحديدية" بعنابة، حسبما كشف عنه مدير المصنع موضحا بأنه تم التوقيع مؤخرا على بروتوكول اتفاق بين كل من سيتال و فيروفيال و مؤسسة ميترو الجزائر (إيما) و الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لتوسعة نشاط سيتال في الهندسة و تجميع و صيانة قطارات الخطوط الطويلة.
ويتضمن بروتوكول الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بمناسبة انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الحكومية الجزائرية-الفرنسية رفيعة المستوى تجميع 98 قطارا بين المدن "كوراديا الجزائر" من طرف مؤسسة سيتال عنابة حسبما أوضحه ذات المسؤول الذي أبرز أهمية هذه الصفقة في تعزيز المردود الاقتصادي لهذا الاستثمار الوطني.
ويعد تصنيع عربات الترامواي بعنابة انطلاقا من تقطيع و تشكيل الصفيحة إلى غاية تجميع جميع القطع من بين الأهداف التي تسعى المؤسسة الى تحقيقها على المدى القصير حسبما تم تأكيده. و أوضح مسؤولو المصنع بأن معدل الإدماج يقدر في الوقت الحالي ب15 في المائة قبل أن يعلنوا عن إنشاء عما قريب مكتب دراسات مكلف بتحديد الاحتياجات من طرف مؤسسة سيتال مما سيسمح بفتح الطريق أمام "استقلالية أسهم الطرف الجزائري".
و الأفضل من ذلك أن مؤسسة سيتال تخطط مستقبلا لتصدير عربات الترامواي نحو المغرب العربي و افريقيا.