الدوحة ـ قنا
استضافت الدوحة اليوم فعاليات المؤتمر السنوي لمعهد تشارترد البريطاني للبناء والذي يعقد لأول مرة خارج المملكة المتحدة وفي منطقة الشرق الأوسط، وذلك بشراكة مع غرفة تجارة وصناعة قطر وتحت رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني وحضر المؤتمر سعادة الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون الخدمات العامة بوزارة البلدية والتخطيط العمراني نيابة عن سعادة وزير البلدية، إلى جانب كل من السيد ناصر المير عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر والسيد عبدالله المحشادي الرئيس التنفيذي لشركة مشيرب العقارية والمهندس أحمد الجولو رئيس جمعية المهندسين القطريين، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، ود.غسان عواد رئيس المعهد البريطاني للبناء وعدد من أعضاء المعهد ورجال الأعمال القطريين والبريطانيين. وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسات نقاش وعروض حول آخر المستجدات على الساحة القطرية لاسيَّما في مجالات البنى التحتية والنهوض بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية بالدولة. غرفة قطر والمعهد البريطاني وقال المهندس ناصر المير عضو مجلس إدارة غرفة قطر في كلمته الافتتاحية للمؤتمر: إن الاتفاقية التي أبرمتها غرفة قطر مع المعهد البريطاني للبناء ليكون له مقر وحضور في دولة قطر وأن يعقد مؤتمره السنوي في الدوحة، كان لها أبعاد كبيرة بالغرفة حيث تم عرض الفكرة على مجلس إدارة الغرفة والذي تبناها بدوره وتم اتخاذ قرار بأن يتم التعاون وعمل اتفاقية مع المعهد البريطاني للبناء. وأشاد بعقد المؤتمر في الدوحة حيث يعتبر مؤتمر العام الحالي لمعهد البناء البريطاني هو أول مؤتمر يتم تنظيمه خارج بريطانيا بمنطقة الشرق الأوسط وفي دولة قطر تحديداً، لافتا إلى أن الهدف من المؤتمر أن يتمكن الأعضاء من تبادل الخبرات التكنولوجية والأفكار المختلفة فيما بينهم. وأكد أن استضافة الدوحة لهذا المؤتمر السنوي تهدف إلى جلب الخبرات الأجنبية المتمثلة في المشاركين بالمعهد البريطاني والخبراء الموجودين بالدولة وأيضا الذين يحضرون هذه الفعالية المهمة، بما يضمن التقاء هذه الأفكار المختلفة، وتبادل الخبرات المشتركة بينهم وأعضاء المعهد بجانب استفادة الأعضاء المنضمين للمعهد من جانب دولة قطر مستقبلاً. مشاريع ضخمة من جانبه، قال الدكتور غسان عواد رئيس المعهد البريطاني للبناء: إن المؤتمر عبارة عن اجتماع عالمي يعقد ليوم واحد ولكن أعماله المكملة تستمر لمدة أسبوع، ويهدف إلى تشارك الأفكار واستكشاف فرص التعاون والاجتماع بالمجموعات الهندسية والإنشائية لسماع أفكارهم والتطورات الحاصلة في هذا المجال. وأوضح أن الإحصاءات التي تشملها التقارير العالمية تؤكد على الفرص الهائلة التي تمتلكها دولة قطر ليس على الساحة العربية فقط ولكن على الساحة العالمية أيضا، حيث تمتلك الدولة مشاريع ضخمة في المجالات المختلفة وعلى رأسها البنى التحتية. ولفت إلى أن شراكة المعهد مع غرفة قطر تهدف إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات دولة قطر والمعهد البريطاني للبناء بما يخدم الخروج بشراكات بناءة وتحقيق الاستفادة المشتركة، مشيراً إلى أنه وفقا لتقرير التنافسية العالمية للعام 2013 الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي فقد احتلت دولة قطر المرتبة 28 عالمياً في مجال البنية التحتية بعدما كانت في المرتبة 39 في العام 2009، مما يعكس تنامي مشروعات البنية التحتية في قطر. مشيرب قلب الدوحة من جانبه قدم المهندس عبدالله حسن المحشادي، الرئيس التنفيذي لشركة مشيرب العقارية عرضاً توضيحياً حول مشروع مشيرب قلب الدوحة والجهود التي تبذلها شركة مشيرب العقارية في إطار الاستدامة والحفاظ على البيئة وتخفيض الانبعاثات الكربونية وتوفير الطاقة، وتأكيد إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع. ويمثل مشروع مشيرب قلب الدوحة نقطة تحول استثنائية في تاريخ وسط العاصمة القطرية، ويهدف إلى تطوير الحي التجاري القديم عبر مفردات لغته المعمارية العصرية المستوحاة من الإرثين التراثي والمعماري لدولة قطر؛ إذ إنه يراعي عدداً من الأولويات مثل التناسب، والبساطة، والمساحات الواسعة، والإضاءة الجيدة، وتنوع الطبقات، والإدارة، والانسجام مع المناخ المحلّي. ويستفيد مشروع "مشيرب قلب الدوحة" من التقنيات الحديثة في اعتماده لأفضل معايير الأبنية الخضراء، أما الهدف الاستراتيجي الأول للمشروع فيتمثل في الحد من التوجه السائد منذ سنوات في القطاع العقاري بالدوحة، والذي يتسم باستخدام الأراضي المعزولة بأسلوب يتطلب كمية كبيرة من الطاقة، والاعتماد المفرط على السيارات كوسيلة نقل. القلب النابض وسيصبح مشروع "مشيرب قلب الدوحة" القلب الاجتماعي والمدني النابض في مركز مدينة الدوحة، ليقدم لسكان الدولة مكاناً يتمتعون فيه بأوقات رائعة في حياتهم اليومية والعملية، ووجهة رئيسية للتسوق والزيارة وقضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء. تكلفة المشروع وتبلغ تكلفة مشروع مشيرب قلب الدوحة نحو 20 مليار ريال قطري وهو مشروع متعدد الاستخدامات يقوم على مساحة 31 هكتاراً في قلب مدينة الدوحة ويقدم المساحات المخصصة للمكاتب والمحلات التجارية، والمرافق الترفيهية، والمنازل والشقق الفخمة، والفنادق والمتاحف والخدمات المدنية، والعديد من الوجهات الترفيهية والثقافية، كما سيتم ربط أجزاء المشروع بشبكة ترام خاصة. أشغال قدم المهندس يوسف إبراهيم العمادي مدير إدارة تشغيل وصيانة الطرق بهيئة الأشغال العامة "أشغال" عرضاً عن الدور الذي تلعبه "أشغال" في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تلتزم بالقيام بأعمال تطوير حيوية للبنية التحتية لدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي للدولة، ولا يركز هذا التطوير فقط على تحسين وصيانة البنية التحتية الموجودة حالياً، بل يشتمل أيضاً على تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المباني العصرية والخدمات الصحية والمنشآت التعليمية وانتهاءً بالطرق السريعة وشبكات الصرف المتطورة والتي ستوفر عند اكتمالها فوائد جمة للمواطنين والمقيمين وزوار الدولة على حد سواء. مسؤولية أشغال وأوضح العمادي أن أشغال مسؤولة عن تصميم، وبناء، وتسليم، وصيانة كافة الطرق الرئيسية والسريعة التي تلبي احتياجات المرور الحالية والمستقبلية في قطر، حيث تركز "أشغال" على تأمين حركة تنقّل أسرع، واختصار مدّة السفر وتأمين السلامة، ومن بين هذه المشاريع أعمال تطوير طريق دخان السريع، وطريق لوسيل السريع، وطريق سلوى المرحلة الثانية، والطريق الدائري السادس، وغيرها من المشاريع التي تخدم السيولة المرورية وتعزز البنى التحتية بالدولة. وتطرق أيضاً إلى العديد من المشاريع المتنوعة التي تقوم بها أشغال لاسيَّما في مجال الصرف الصحي، موضحاً أن "أشغال" مسؤولة عن تصميم، وبناء، وتسليم وصيانة كافة المشاريع الكبرى بما في ذلك معالجة مياه الأمطار، ومياه الصرف الصحي، والنفايات في قطر، كما تعمل أيضا على مشروع إستراتيجية تنفيذ إعادة تأهيل الصرف الصحي في مدينة الدوحة الداخلية. وعن المباني أوضح العمادي أن "أشغال" مسؤولة عن تصميم، بناء وتسليم المباني العامة التي تخدم كافة قطاعات الدولة، وتشمل المدارس والمستشفيات والحدائق العامة والمراكز الثقافية. مترو الدوحة قدم د.ماركوس ديلمر مدير البرامج الرئيسية بشركة سكك الحديد القطرية "الريل" عرضاً حول ما تقوم به "الريل" من أعمال فيما يخص شبكة خطوط مترو الدوحة، وكيف تقوم الشركة بحفر 21 نفقاً تحت مدينة مزدحمة دون الإضرار بالصالح العام أو إزعاج المواطنين، بما يجعلها تجربة تساهم في تنمية القطاعين الاقتصادي والاجتماعي. أشار إلى أن تكلفة مشروع سكك الحديد ومترو الدوحة تبلغ نحو 38 مليار دولار وهو مشروع يهدف إلى توفير نظام نقل حديث وعصري، لافتا إلى استخدام تقنية TBM في المرحلة الأولى من المشروع التي يتم فيها بناء أنفاق المترو والتي من المنتظر تشغيلها في العام 2019 المقبل، لافتا إلى أن إنفاق الخط الأخضر سوف تكتمل في يونيو 2018 والخط الذهبي في أغسطس 2018. وتواصلت فعاليات المؤتمر تحت شعار "بناء إرث للأجيال المقبلة" وتم التركيز على موضوعين رئيسيين هما: البنية التحتية، وكيفية قيام قطر بتطوير مشاريع عالمية المستوى، وتم عقد جلسات نقاش تضم متحدثين من مؤسسات محلية وبريطانية لتبادل الخبرات المشتركة والتوصل إلى أفضل آليات العمل السليمة والخروج بمشاريع تهدف إلى النهوض العمراني في الدولة. وتأسس معهد تشارترد للبناء منذ 180 عاما، ويتخذ من مدينة أسكوت البريطانية مقرا له، وهو هيئة عالمية متخصصة تضم في عضويتها أكثر من 45 ألف عضو من مختلف أنحاء العالم، كما أن هناك العديد من الجامعات المعتمدة من المعهد حول العالم، لما يحتله من مكانة وقيادة في مجال تطوير الكفاءة والمهنية في قطاع البناء.