يرتشيلي - أ ف ب
تنتشر حقول الأرز في مساحات شاسعة في فيرتشيلي بمنطقة بييمونته شمال إيطاليا حيث ينتج أفضل أرز في العالم ما يثير حتى اهتمام الصينيين. ومع حوالى 16 مليار قنطار سنويا -- اي 20 % مما تنتجه بلدان مثل فيتنام او بورما حيث الحصاد يحصل مرتين سنويا --، تحتل ايطاليا صدارة الدول الاوروبية المنتجة للارز بحسب ارقام رسمية. ومركز هذه الزراعة يقع في منطقة بييمونته مع اراض مزروعة تبلغ مساحتها 116 الف هكتار خصوصا في محيط مدينة فيرتشيلي حيث يزرع ثلث المحاصيل الوطنية من الارز. وتتولى "بورصة للارز" يومي الثلاثاء والجمعة في هذه المدينة التي تعد حوالى 50 الف نسمة تحديد الاسعار (بمعدل 1200 يورو للطن وصولا الى 1450 يورو للارز من نوع "اربوريو"، مقابل 435 يورو للارز "العادي" بحسب البنك الدولي). وفي 2007، منحت اوروبا الارز المصدر من منطقتي بييلا وفيرتشيلي صفة "التسمية المحددة المصدر" شأنه في ذلك شأن اجبان الموازيلا ولحم الهام من منطقة بارما. ويفاخر ساندرو غويريني واشقاؤه الثلاثة بحقول الارز التي ورثوها عن اجدادهم والبالغة مساحتها 80 هكتارا مؤكدين انهم ينتجون "افخر انواع الارز". وللاستجابة مع ازدياد الطلب وتطوير انتاجهم، اضطر الاخوة الاربعة للتكيف اذ باتوا يحولون ويسوقون بأنفسهم 60 % من انتاجهم (من اصل 4 قنطارات سنويا). ويقول ساندرو ان "ارضا زراعية مثل تلك التي نملكها كانت في زمن اهلي توفر عملا لوالدي وعمي. اليوم، مع تنظيمنا الجديد، باتت هذه الزراعة توفر عملا لاربعة اشخاص". ويقوم اثنان من الاشقاء بتحضير رقائق الارز ودقيق الارز (المستخدم كثيرا من جانب الاشخاص الذين يتبعون حمية غذائية لانقاص وزنهم)، بالاضافة الى اطباق ريزوتو جاهزة للاستهلاك. ويعرف كريستيان فيراريس جيدا هذه الاراضي الزراعية بحقولها للارز البالغة مساحتها 250 الف هكتار في سهل بو الخصب، اذ انه يجتازها على متن دراجته الهوائية لكونه يعمل دليلا سياحيا في المنطقة. ويوضح فيراريس ان "الاراضي الزراعية مسطحة والتربة طينية، ما يسمح للماء بالبقاء على السطح"، مشيرا الى ان المياه تستخدم ايضا كـ"غطاء حراري" كي يبقى الارز على الحرارة نفسها، وهذه نقطة ايجابية تسجل لصالح هذه المنطقة ذي المناخ القاري. وبعد ادخالها عن طريق رهبان في القرن الثاني عشر كانوا مكلفين باستصلاح هذه الاراضي غير الصالحة والمشجرة والتي كانت ينتشر فيها وباء الملاريا، استفادت زراعة الارز من وصول اقنية الري والتي رسم تصميمها الرسام المبدع ليوناردو دافينشي، ثم من المكننة. ويوضح المرشد انه "حتى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان يأتي اشخاص من جنوب ايطاليا، بشكل خاص من النساء اللواتي كن يعشن ظروف حياة قاسية، للعمل هنا". ويشير كريستيان الى ان الزراعة لا تزال اليوم اساسية لهذه الاراضي. ويمثل الارز، اكثر الحبوب استهلاكا في العالم، اساس الاطباق التي يعدها دافيد بوناتو الطاهي في مطعم ماسيمو في ترينو. ويلفت الطاهي الى ان "الارز يتطلب عملا مضنيا. انه حقا تقليد قديم جدا. انه يمثل مصدر غنانا هنا"، مفاخرا بأن منطقته "تعتبر الاكثر امتيازا" في هذا المجال. ويحقق الارز الايطالي نجاحا عالميا اذ انه بات يباع في روسيا (3077 طنا في 2013 بارتفاع 47 % خلال عام)، وفي تركيا (47411 طنا بارتفاع 139 %) وحتى في الصين (25 طنا، لا احصائيات متوافرة). ويقول ساندرو غويريني ان الارز الايطالي "اصبح منتجا فاخرا بالنسبة للذين لديهم القدرة لشرائه". ويضيف كريستيان فيراريس ان "عددا لا بأس به من الصينيين يمكنهم شراء الارز الايطالي من الناحية الاقتصادية، فهم باتوا اكثر ميلا لشراء الانواع الايطالية بالمقارنة مع الارز المنتج في البلدان المجاورة" للصين. لكن هل سيطيح الارز يوما باطباق الـ"باستا" الشهيرة على موائد الايطاليين؟ "قد يكون ذلك جيدا فيما لو حصل، لكننا ايطاليون" بحسب الطاهي بوناتو.