بكين - سبأ
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، حزمة من القرارات والمشاريع الاستراتيجية التي تعتزم الصين تنفيذها خلال العشرية الثانية لمنتدى التعاون العربي- الصيني، تمهيداً لبدء تنفيذ مشروع الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري في القرن الـ 21، وذلك بالمشاركة الفاعلة مع البلدان العربية. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس الصيني اليوم الخميس لأعمال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون العربي – الصيني في بكين اليوم بمشاركة اليمن بوفد برئاسة وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي الى جانب 200 شخصية يمثلون وزراء خارجية الدول العربية وسفراء الدول العربية في الصين والمسئولين الصينيين. واكد الرئيس الصيني ان السنوات المقبلة، تعد مرحلة حيوية للتنمية بالنسبة إلى كلا الجانبين الصيني والعربي .. موضحاً ان الصين دخلت مرحلة حاسمة لإنجاز بناء مجتمع رغيد على نحو شامل، والذي يعد خطوة حاسمة لتحقيق الحلم الصيني للنهضة العظيمة للأمة الصينية. واضاف ان الشرق الأوسط يمر حالياً بتغيرات وتعديلات كبيرة وغير مسبوقة، وما زالت الدول العربية تقوم باستكشاف طرق التغيير والإصلاح بإرادتها المستقلة. واكد ان المهام والتحديات المشتركة في تحقيق نهضة الأمة تتطلب تجسيد روح طريق الحرير، بما يزيد قوة دافعة للتنمية ويضفي الحيوية للتعاون ويعمق باطراد علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة. واوضح ان "تجسيد روح طريق الحرير يقصد بتعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات.. لا أفضلية لمختلف الحضارات، وإنما يزداد تنوع هذه الحضارات من خلال التواصل على قدم المساواة". وكشف عن وضع خطط واستراتيجيات عامة لتعميق سياسة الإصلاح الشامل وتعزيز التعاون الدولي في أبعاده الشاملة وعلى مستويات متعددة وتوسيع دائرة القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة والكسب المشترك مع مختلف الدول والمناطق التي يطل عليها طريق الحرير البري والبحري بنظام اقتصادي منفتح أكثر استكمالاً ونشاطاً. واوضح ان تجسيد روح طريق الحرير والحزام الاقتصادي سيحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك ويدفع الاقتصاد في مختلف الدول إلى ترابط أكثر ويحفز الإبداع على مستويات البنية الأساسية والمؤسسات والمنظومات بحيث يخلق تحفيزاً للاقتصاد والتوظيف، وبالتالي يزيد من القوة الذاتية لنمو الاقتصاد في مختلف الدول ويعزز قدرتها على التصدي للمخاطر الاقتصادية. واكد في هذا الصدد سعي الصين إلى تحقيق التنمية المشتركة، من خلال خططها خلال الخمس السنوات القادمة لإدخال سلع وبضائع بقيمة إجمالية تتجاوز 10 تريليونات دولار إلى الصين، فيما ستخرج من الصين أكثر من 500 مليار دولار من الاستثمار المباشر. وبين أن قيمة البضائع التي استوردتها الصين من الدول العربية خلال عام 2013م، بلغت أكثر من 140 مليار دولار وبنسبة 7 % فقط من الواردات الصينية السنوية البالغ قيمتها تريليوني دولار. كما اوضح الرئيس الصيني ان حجم التبادل التجاري بين بلاده والدول العربية خلال العام الماضي، بلغ اكثر من 240 مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة في الدول العربية 2.2 مليار دولار . الا ان هذه النسبة لا تشكل سوى 2.2 % فقط من الاستثمارات الصينية المباشرة، وان من المنتظر ان تصل قيمتها السنوية إلى 100 مليار دولار خلال الفترة القادمة. وأكد أن تشارك الجانبين الصيني والعربي في بناء الحزام والطريق برؤى ثاقبه وخطوات ثابته، تتطلب وضع تصميم على أعلى مستوى وحسن تخطيط الاتجاه والأهداف لتشكيل إطار تعاون لتشكيل إطار تعاون (1+2+3) . واوضح ان الاول يمثل التعاون في مجال الطاقة كقاعدة اساسية، ويشمل اتخاذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين لتعزيز التعاون الصيني - العربي في مشاريع تنموية كبرى ومشاريع نموذجية. واضاف ان هذا الاطار سيكون هدفه زيادة حجم التبادل التجاري الصيني العربي من 240 مليار دولار العام الماضي إلى قرابة 600 مليون دولار في العشر السنوات القادمة. واعلن الرئيس الصيني عن سعي بلاده لزيادة رصيد الاستثمار الصيني غير المالي في الدول العربية من 10 مليارات دولار العام الماضي، إلى 60 مليار دولار ضمن الخطة العشرية الثانية للمنتدى. واضاف ان ما يقصد بالإطار الثالث، هو الارتقاء بمستوى التعاون العملي الصيني - العربي في 3 مجالات تشم التكنولوجيا المتقدمة، في مجالات الطاقة النووية والفضاء والاقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة. كما يشمل بحث إقامة المركز الوطني الصيني - العربي لنقل التكنولوجيا، والتشارك في بناء مركز التدريب العربي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية وبحث مشروع تشغيل نظام (بيدو) الصيني لتحديد المواقع عبر الأقمار الأصطناعية في الدول العربية. واشار الى اتفاق الجانبين الصيني والعربي لجعل عامي 2014م-2015م للصداقة الصينية – العربية .. مشيراً الى إقامة مجموعة من فعاليات التواصل في هذا الاطار، وذلك من خلال توسيع نطاق فعاليات التواصل الثقافية . واوضح ان ذلك سيشمل تشجيع مزيد من الطلاب الشباب على السفر إلى بلدان الجانب الآخر للدراسة والتواصل، وتعزيز التعاون في مجالات السياحة والطيران والإعلام والنشر. واكد في هذا الصدد، اعتزام الصين خلال السنوات الثلاث القادمة، القيام بتدريب نحو 6 آلاف موهبة عربية في مختلف التخصصات، وتقاسم الخبرة في التنمية ومكافحة الفقر، كما ستقوم خلال العشر السنوات القادمة بتنظيم زيارات متبادلة بين أكثر من 10 آلاف فنان صيني وعربي للتواصل، وتشجيع ودعم التعاون التخصصي بين 200 مؤسسة ثقافية صينية وعربية. واضاف ان ذلك سيشمل ايضاً تقديم الدعم لـ 500 موهبة ثقافية وفنية عربية ودعوتها الى الصين للمشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والتدريبية والدراسية.