دبي ـ المغرب اليوم
حافظت دبي على موقعها العالمي في المرتبة الثانية بين أهم وجهات تجارة التجزئة العالمية للسنة الثالثة على التوالي، وذلك بعد لندن، التي احتفظت بموقع الصدارة أيضاً بهامش ضئيل فقط، وذلك وفقاً لتقرير "ما مدى عالمية تجارة التجزئة 2014"، الذي تصدره شركة "سي بي آر إي" العالمية، المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية . ووفقاً للنتائج التي توصلت إليها "سي بي آر إي"، احتلت أبوظبي المرتبة ال 4 عالمياً بين الأسواق التي نجحت في اجتذاب علامات تجارية جديدة إليها، حيث تمكنت من اجتذاب 42 علامة خلال عام 2013 . أكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي خلال مؤتمر صحفي عقدته "سي بي آر إي" في مقر الغرفة صباح أمس للإعلان عن تفاصيل التقرير: أن دبي مقبلة على مرحلة جديدة من النمو في قطاع التجزئة، وذلك بفعل العديد من العوامل التي تدعم القطاع وعلى رأسها قطاع السياحة والطيران، فضلا عن الخدمات اللوجستية ذات المواصفات العالمية . وأضاف بوعميم، أن دبي رسخت مكانها في استقطاب العلامات التجارية العالمية ،لكن ينبغي في الوقت نفسه التركيز على تنمية وتطوير العلامات التجارية الوطنية والمحلية وبذل مزيد من الجهود لتصديرها إلى خارج الإمارات . وأفاد تقرير "سي بي آر إي" بأن لندن ودبي تتصدران قائمة أهم وجهات تجارة التجزئة العالمية بفارق كبير عن كل من نيويورك وموسكو وشنغهاي، المدن الثلاث الأخرى التي تشكل المدن الخمس الكبار في التقرير . ويحلل التقرير السنوي الذي تصدره "سي بي آر إي" للسنة ال 7 على التوالي الشبكات التشغيلية ل334 من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التجزئة في 189 مدينة حول العالم تتوزع على 61 بلداً، ما يغطي الجزء الأكبر من الاقتصاد العالمي وتم الكشف عن نتائج هذا التقرير في الشرق الأوسط بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي، وبالتعاون مع ماجد الفطيم العقارية، المتخصصة في مجال إدارة المشاريع العقارية المتنوعة والتي تضم المراكز التجارية والفنادق والمجتمعات متعددة الاستخدامات وقال نك ماكلاين، المدير التنفيذي ل "سي بي آر إي" الشرق الأوسط: "إن نجاح دبي في الحفاظ على مرتبتها الثانية عالمياً من حيث حضور شركات التجزئة العالمية يعكس الدورَ المهم الذي تلعبه هذه المدينة كمركز إقليمي للسياحة والأعمال التجارية . ولا يزال قطاع التجزئة واحداً من أنشط القطاعات الاقتصادية في الإمارة، ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً مطرداً مع اقتراب موعد استضافة معرض إكسبو 2020 خلال ست سنوات" . وأضاف: "شهدت دبي دخول 19 علامة تجارية عالمية جديدة عليها خلال ،2013 ومع الشروع في مشاريع جديدة لبناء مراكز تجارية كبرى، إلى جانب عمليات التجديد والتحديث والتوسعة في المراكز القائمة حالياً، من المتوقع أن يتزايد اهتمام شركات التجزئة العالمية بالمدينة إلى مستويات أعلى" . وقال حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي: "شهد اقتصاد دبي نمواً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، حيث استفادت الإمارة بشكل واضح من قدراتها الاقتصادية التنافسية، مع استمرار قطاع التجزئة في الإمارة بالنمو مدفوعاً بالأداء المتميز لقطاعي السياحة والطيران، إلى جانب نمو استقطاب رؤوس الأموال" . وأضاف بوعميم: "تقدم دبي فرصاً لا مثيل لها للشركات الأجنبية، وتحافظ على مكانتها كوجهة أساسية للسياحة والأعمال التجارية في المنطقة، وتعد جودة المساحات التجارية المتاحة، والتوقعات المستقبلية الإيجابية عوامل محفزة لتجار التجزئة العالمية الباحثين عن التوسع . وتعمل حكومة دبي في سياق رؤيتها لعام 2020 على تعزيز القطاع السياحي، حيث تهدف إلى جذب 20 مليون زائر سنوياً، وهو ما سيضيف زخماً كبيراً لقطاع التجزئة، في حين يوفر استضافة دبي لمعرض إكسبو ،2020 وجهود الإمارة لتعزيز مكانتها كعاصمة للاقتصاد الإسلامي دفعة إلى الأمام نحو فرصٍ جديدة للتجزئة المبتكرة" . واستعرض تقرير "سي بي آر إي" هذا العام موضوع "الأسواق الساخنة لعام 2013"، الذي قدم عرضا شاملا للمدن والدول التي استهدفتها شركات التجزئة العالمية خلال العام . واحتلت باريس المرتبة الأولى عالمياً بين الأسواق التي نجحت في اجتذاب علامات تجارية جديدة عليها العام ،2013 حيث نجحت في جذب أكبر عدد من العلامات التجارية الجديدة عليها، والتي بلغت 50 علامة في عام 2013 . وقال ماكلاين: "يعد الشرق الأوسط المنطقة الأسرع نمواً في العالم بالنسبة لشركات التجزئة العالمية من حيث تزايد حضور العلامات التجارية، ومع مخططات ضخمة لمراكز تسوق جديدة قيد الإنشاء توفر أبوظبي فرصا تجارية مهمة بالنسبة لهذه الشركات . وأتاح افتتاح "ذا غلاريا" والمواقع النخبوية في جزيرة الماريا منصة راقية حقيقية لتجارة التجزئة في الإمارة وبالتالي توافدت أعداد من علامات التجزئة الراقية العالمية الجديدة إلى العاصمة" . ووفقاً للتقرير، ركزت شركات التجزئة على عدد أقل وأكبر حجماً من الأسواق في عام ،2013 حيث يُنظر إلى 18 أهم مدينة مستهدفة بصفتها أسواقاً ناضجة، مقارنة مع 14 مدينة في عام 2012 . وشهدت 83% من المدن المشمولة بالدراسة دخول علامة تجارية واحدة على الأقل في عام 2013 (مقارنةً مع 81% في السنة السابقة)، حيث تشهد أهم المدن المستهدفة زيادة في الداخلين الجدد بنسبة 28% . من جانبه، قال جورج كوستاس، الرئيس التنفيذي لشركة "ماجد الفطيم العقارية": "نجح الاقتصاد الإماراتي في العودة بقوّة إلى مسار النمو، وباتت شركات التجزئة اليوم تعتمد في استراتيجيات توسعها على توقعات متينة بزيادة القوة الشرائية لدى المستهلكين، إلى جانب اتساع الفئة العمرية الشابة وانخراط المستهلكين بشكل أكبر في مجال الموضة والأزياء، إلى جانب ذلك، تسهم سمعة دبي الكبيرة كمدينة متعددة الثقافات ووجهة عالمية لنمط الحياة المترف في بناء بيئة مناسبة لازدهار أعمال العلامات التجارية الفاخرة" . وأضاف كوستاس: "شهدت مراكز التسوق التابعة لماجد الفطيم العقارية في دبي نمواً بنسبة 8% في عدد الزوار الذي وصل إلى 81 مليون زائر، وشكل السياح نسبة كبيرة وصلت إلى 25% من عدد زوار مول الإمارات في العام 2013 على سبيل المثال، ونحن على يقين بأن مستوى الطلب سيواصل نموّه، الأمر الذي دفعنا لنستثمر 3 مليارات درهم في توسعة مرافقنا الحالية وتطوير مشاريع جديدة وذلك من أجل تلبية الطلب في المستقبل . وتشمل الخطة الاستثمارية هذه عملية إعادة تطوير متعددة المراحل لمركز مول الإمارات بقيمة تناهز المليار درهم، وعملية إعادة تطوير مركز سيتي سنتر، ديرة بقيمة 22 مليون درهم، وبناء مركز تسوق جديد في المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي بدبي .