لايبسيغ - و م ع
أكد السيد محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، يوم الأربعاء، أن جهودا جبارة تبذل سواء في المغرب أو بدول إفريقية أخرى من أجل النهوض بقطاع النقل بمختلف أنماطه. وأضاف السيد بوليف، في معرض تدخله ضمن إحدى جلسات المنتدى الدولي للنقل المنعقد حاليا بمدينة لايبسيغ (شرق ألمانيا) ، والتي خصصت لموضوع " إدماج شبكات الطرق في خدمة التطور والتنمية المستدامة"، أن بلدان إفريقيا تمكنت من رفع تحديات كبيرة وسجلت خطوات هامة في السنوات الأخيرة على مستوى تنمية قطاع النقل. وأشار إلى أن إكراهات كبيرة مازالت تحول دون خلق شبكات طرق تربط بين دول جنوب الصحراء، حيث أن ما يقرب من 80 في المائة من هذه الدول يصعب ربطها بشبكة سكك حديدية لكن ، حسب الوزير ، فإن قنوات عدة يتم تطويرها لتحسين خدمات النقل.وأوضح أن المغرب الذي يتوفر على 3500 كلم من الشواطئ، بصدد تطوير استراتيجية النقل البحري والانفتاح أكثر على دول إفريقيا إلى جانب استراتيجية الخطوط الملكية المغربية التي تسعى إلى اتخاذ عدة تدابير عملية للنهوض بخدماتها التجارية لدى دول القارة وجعل المغرب نقطة التقاء هامة بين أوروبا وإفريقيا. وأبرز في هذا الصدد أن المغرب يبذل جهودا جبارة ولديه رؤية وأهداف تسعى إلى الوصول إلى أبعد نقطة في إفريقيا وربطها بأوروبا. ولاحظ أن مختلف المشاكل التي تعرفها القارة الإفريقية على مستوى قطاع النقل تأتي أساسا على خلفية غياب الحكامة الجيدة ووجود مشاكل في تدبير الشأن العام المحلي وغياب القرار السياسي أكثر من إشكالية الإمكانيات لتمويل المشاريع، معتبرا أن مناطق بإفريقيا في حاجة إلى تأهيل وتطوير وملاءمة مع التطورات الجارية وإلى شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم وتحسين مستوى الطرق وخدمات النقل. واستعرض السيد بوليف بالمناسبة الخطوط العريضة للسياسة التي تنتهجها وزارة النقل للنهوض بالقطاع والتي تأخذ بعين الاعتبار دعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني والجهوي وتحقيق تطور منسجم ومتكامل للبنيات التحتية للنقل والرفع من مستوى العرض وجودة الخدمات، إلى جانب جعل قطاع النقل وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة. وقد شارك في هذه الجلسة عدد من المسؤولين، من بينهم الرئيس المدير العام لشركة السكك الحديدية الألمانية روديغر غروبه ، والمسؤول عن قطاع النقل في البنك الدولي كارك جوهيل، والمستشار الرئيسي في النقل لدى بنك التنمية بأمريكا اللاتينية جورج كوغان. وتركزت محاور الجلسة على أهمية تنسيق سياسات النقل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وربطها ببعد التنمية المستدامة ومحاربة الفقر وتحسين الخدمات وتسهيل ولوج المواطنين إليها. كما تميزت الجلسة بتقديم تجارب عدد من الدول التي تمكنت من تسجيل تطور هام في قطاع النقل على غرار ألمانيا إلى جانب استعراض بعض المشاكل التي مازالت تعرفها بعض الدول خاصة الصين مع آفة التلوث.