وكالات
بعنوان «إلى أى حد سينخفض الجنيه المصرى؟»، نشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تقريرًا عن انخفاض قيمة الجنيه المصرى رغم استمرار البنك المركزى فى طرح عطاءات الدولار، وقالت «يوم آخر، وعطاءات دولار أخرى من البنك المركزى، وانخفاض آخر فى قيمة الجنيه المصرى إلى مستويات جديدة.. أين ستتوقف؟». وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بعد ذعر السوق المالية منذ بداية يناير الجارى، يبدو التخفيض غير المنضبط لقيمة العملة أمرًا غير مطروح وهذا وفقًا لمحافظ البنك المركزى الجديد وعديد من الاقتصاديين. الصحيفة أشارت إلى أنه رغم عطاء البنك المركزى الحادى عشر يوم الخميس بقيمة 72.9 مليون دولار، منذ بدأ النظام الجديد نهاية ديسمبر فى محاولة من البنك للسيطرة على انخفاض قيمة العملة، انخفض الجنيه بقيمة 0.3% ليصل إلى 6.6 مقابل الدولار، مما أسهم فى الانخفاض الكلى 6.3% منذ العطاء الأول فى 30 ديسمبر. وفى تصريح للصحيفة يقول دانيال بروبى كبير مسؤولى الاستثمار فى «سيلك إنفيست»، إن الأسوأ بالنسبة إلى الجنيه بالفعل قد مر، مضيفًا «نعتقد أن الجزء الأكبر من تحركات العملة قد حدث بالفعل، فى الأساس كانت السوق تروّج شائعات حيث كان الناس يتوقعون انخفاض قيمة كبيرة وحادة، وتمكَّنت السلطات بوضوح من إدارة الموقف بشكل جيد». بروبى يرى أنه «لا يزال لدى مصر أصدقاء من الخليج واحتياطى العملة، ويعنى هذا أنها أقل اعتمادًا على ما يميل إليه مديرو الصندوق الغربيون «صندوق النقد الدولى»، ويعتقد أنه ليس هناك داعٍ للشعور بالذعر من دون مبرر، رغم أنه يحذِّر من أن السيناريو الحميد يمكن أن ينقلب ويكون هناك اندفاع من قبل الشعب المصرى لتحويل أموالهم إلى الدولار. وفى المقابل يعتقد وليام جاكسون الخبير الاقتصادى لدى «كابيتال إيكونوميكس» فى لندن، أنه تم تجنب التخفيض غير المنضبط لقيمة للجنيه. ويرى أن «هذا يعتمد على تدفقات رؤوس الأموال المحدودة مع قدرة البنك المركزى على تلبية الطلبات على الدولار، بدعم من مساعدات قطر». وأضاف «لكن الخطوط الأساسية لهذا هو أن يواصل، مع تراجع الجنيه بطريقة منظمة إلى 7.5 مقابل الدولار فى الشهرين القادمين». ومن جانبها قالت علياء مبيض كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى بنك «باركليز» لندن، إن «الدعم الجديد من قطر جنبًا إلى جنب مع تعيين رامز الذى كان يعمل رئيس البنك التجارى الدولى، من شأنه أن يعزز الثقة». وأضافت أنه «كان على صلة مع الأسواق، ونحن نعتقد أنه سيتحرك نحو مزيد من الشفافية كما أنه يسعى إلى تحديد سعر الصرف فى السوق وهذا ما صرح به بوضوح». وتابعت القول إن «هذا هو السبب، نظرًا إلى ظروف السوق الحالية، نحن نرى أن الجنيه من المرجح أن ينحدر إلى أسفل فى الأشهر المقبلة، على الرغم من أن وتيرة انخفاض القيمة ستتباطأ». الصحيفة البريطانية قالت إن التغيرات فى سعر العملة فى السوق لمدة 12 شهرًا مقبلة، تبين أن توقعات السوق لخفض قيمة العملة أصبحت أقل حدة. ولكن محمد أبو باشا الخبير الاقتصادى فى المجموعة المالية «هيرميس»، الذى كان يراقب تطورات السوق السوداء للعملات، لديه مخاوف أكثر شدة، فقال إن «تطور سعر الدولار فى السوق السوداء يشير إلى أننا نعانى من تخفيض قيمة العملة غير المنضبط فى هذه اللحظة»، وأضاف «البنك المركزى تمكَّن من أن يبطئ الانخفاض من خلال العطاءات، ولكن فى غياب التطورات الإيجابية على الصعيد الاقتصادى، القليل يمكن أن يحقّق هذه العطاءات».