الرئيسية » تقارير خاصة
كوفيد 19

الرباط _ المغرب اليوم

ساهمَ فيروس "كورونا" المستجدّ في إنعاش تجارة المخدّرات في الشّرق الأوسط، وذلكَ بسبب تصدّع بنى الدول الوطنية وتعثر الأجهزة الأمنية وإدارات أمن الحدود البرية في أداء مهامها، لاسيما في ظل حدود مترامية الأطراف يتعذر تأمينها، وصعود فاعلين مسلحين من غير الدول، سواء كانوا تنظيمات إرهابية أو ميلشيات مسلحة. من هذا المنطلق، تؤكّد ورقة بحثية منشورة في مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة أنّ "تجارة المخدّرات تمثّل أحد المتغيرات التي أثرت في تفاعلات منطقة الشرق الأوسط في عصر "كورونا"، القائم على إغلاق الحدود البرية ومراقبة المنافذ البحرية وتعليق الرحلات الجوية وفرض حظر التجوال كنوع من الإجراءات الاحترازية، على نحو ما تمثل في تمويل أنشطة الميلشيات المسلحة في مناطق النفوذ الإستراتيجية.

وتطرّق المركز البحثي إلى بعضِ مؤشّرات هذا التصاعد المتزايد لتجارة المخدّرات في منطقة الشّرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تزايدَ تمويل أنشطة الميلشيات المسلحة في مناطق النفوذ الإستراتيجية؛ وهو ما ينطبق على ميلشيا المتمردين الحوثيين في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى واقعة تحت سيطرتها، إذ ضبطت الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية، في الثُلث الأول من يوليوز الجاري، أطناناً من المخدرات، قالت إنها "كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميلشيا الحوثية". واعتبرت الورقة البحثية أنّ "تجارة وترويج وتعاطي المخدرات باتت تحدث بصورة شبه علنية في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد إنشاء الكثير من الأوكار في الأحياء الشعبية، تشرف عليها عصابات إجرامية مدعومة من قادة حوثيين بهدف تكوين

ثروة طائلة من وراء الاتجار بالمواد المخدرة من ناحية، وتعزيز سيطرة الميلشيات على عقول الشباب الذين عجزت عن استقطابهم لجبهات القتال بإدمانهم للمخدرات من ناحية أخرى". كما باتت المخدرات، وفقاً للدّراسة البحثية التي أعدّها مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة، مصدراً لتمويل الميلشيات المسلحة في العراق، وخاصة فصائل الحشد الشعبي، لاسيما في ظل الحدود السائبة مع إيران، لما تدره من أموال ضخمة، إذ تحول العراق إلى منطقة عبور للمخدرات الإيرانية تمهيداً لتصديرها إلى دول الجوار. كما تشكّل المخدّرات مادّة أساسية لتمويل الإرهاب، إذ تحاول التنظيمات المتطرّفة استعادة نشاطها على الحدود الرخوة؛ على نحو ما تعبر عنه تحركات كوادر "داعش" على الحدود العراقية- السورية. ونظراً لأن تدابير العزل التي فرضها

فيروس "كورونا" المستجد ساهمت في عرقلة إنتاج وتوزيع المخدرات المصنعة في أوروبا، بعد إغلاق الحدود، فقد سعى المهربون إلى جلبها من سوريا التي تشهد صراعاً حاداً. وتذهبُ الورقة البحثية إلى أنّ "العصابات الإجرامية اتبعت طرقا جديدة لتهريب المواد المخدرة، إذ إن ثمّة تكيفا سريعا لجماعات الجريمة المنظمة مع البيئات الجديدة في بعض دول الإقليم، لاسيما في ظل انتشار وباء عالمي مثل "كوفيد-19"، بحيث يتم التفكير في أساليب جديدة للالتفاف على إجراءات أجهزة الأمن المعنية بمكافحة المخدرات.

وأكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عبر تقريره لعام 2020 أن تأثير جائحة "كوفيد-19" على أسواق المخدرات غير معروف تماماً حتى الآن، إلا أن القيود الحدودية والقيود الأخرى المرتبطة بالتصدي لها تسببت في نقص فعلي في المخدرات في الشوارع، ما أدى إلى زيادة الأسعار وانخفاض في درجة النقاء. وتتشكّل "اقتصاديات المعابر" على الحدود الجغرافية الرخوة، التي تسيطر عليها ميلشيات وليست أجهزة حكومية، وهو ما ينطبق على الحدود العراقية- الإيرانية، إذ تشير العديد من التقارير إلى أن محافظات البصرة وميسان وواسط التي تتاخم الحدود الإيرانية قد تحولت إلى مراكز استيراد للمخدرات من الأخيرة عبر منفذ الشلامجة الحدودي بين البصرة والأهواز ومنفذ مهران الحدودي بين واسط وكرمنشاه، حيث يدخل مخدر

"الكريستال"، ويتم استقدام خبراء من أفغانستان وإيران لبيع المخدرات. وتشير الورقة البحثية إلى أنّه "ثمة هيمنة من الميلشيات المسلحة على المعابر الحدودية بين العراق وإيران، مثل سيد الشهداء والخرساني والجهاد والبناء ومنتظرون، وأصبحت ترتبط بعصابات الاتجار بالمخدرات بمصالح متبادلة، حيث تُؤِّمن الميلشيات حركة مرور العصابات، في حين تدفع الأخيرة مبالغ مالية كبيرة". وتعتمد تلك العصابات على وسائل نقل متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، وزرع كاميرات مراقبة حديثة لتأمين تحركاتها ومصانعها؛ بل تمتلك أسلحة لا تتوافر لدى الأجهزة الأمنية النظامية. ولا يرجح أن يكون تفشي "كورونا" عاملاً لعرقلة هذه التجارة "غير المرئية".

قد يهمك ايضا

حصيلة "كورونا" تتخطى 2000 إصابة بجهة فاس

كورونا يقلص نفقات الفندقة والاستقبال وندوات الإدارة بـ300 مليار

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تفاصيل مراجعة الضريبة على الدخل وفرض جبايات على "ألعاب…
الحكومة تدعم أسعار البوطة والدقيق والكهرباء بـ20 مليار درهم…
ارتفاع قياسي في أسعار اللحوم بإقليم الحسيمة في ظل…
عجز الميزانية في المغرب يتراجع إلى 32.8 مليار درهم
القضاء اللبناني يُصدر مذكّرة توقيف بحق رياض سلامة بعد…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُوجه الشكر إلى رئيس جمهورية بنما…
السكوري يُجري مشاورات مع جميع الفرق البرلمانية بشأن مشروع…
انتخاب المغربي عمر هلال رئيساً لمؤتمر إنشاء منطقة خالية…
حموشي يُجري مباحثات مع نظيرته البلجيكية حول سبل الارتقاء…

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…

الأخبار الأكثر قراءة