كوفيد 19  ينعش تجارة المخدرات في الشرق الأوسط
آخر تحديث GMT 01:14:59
المغرب اليوم -

"كوفيد 19 " ينعش تجارة المخدرات في الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

كوفيد 19
الرباط _ المغرب اليوم

ساهمَ فيروس "كورونا" المستجدّ في إنعاش تجارة المخدّرات في الشّرق الأوسط، وذلكَ بسبب تصدّع بنى الدول الوطنية وتعثر الأجهزة الأمنية وإدارات أمن الحدود البرية في أداء مهامها، لاسيما في ظل حدود مترامية الأطراف يتعذر تأمينها، وصعود فاعلين مسلحين من غير الدول، سواء كانوا تنظيمات إرهابية أو ميلشيات مسلحة. من هذا المنطلق، تؤكّد ورقة بحثية منشورة في مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة أنّ "تجارة المخدّرات تمثّل أحد المتغيرات التي أثرت في تفاعلات منطقة الشرق الأوسط في عصر "كورونا"، القائم على إغلاق الحدود البرية ومراقبة المنافذ البحرية وتعليق الرحلات الجوية وفرض حظر التجوال كنوع من الإجراءات الاحترازية، على نحو ما تمثل في تمويل أنشطة الميلشيات المسلحة في مناطق النفوذ الإستراتيجية.

وتطرّق المركز البحثي إلى بعضِ مؤشّرات هذا التصاعد المتزايد لتجارة المخدّرات في منطقة الشّرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تزايدَ تمويل أنشطة الميلشيات المسلحة في مناطق النفوذ الإستراتيجية؛ وهو ما ينطبق على ميلشيا المتمردين الحوثيين في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى واقعة تحت سيطرتها، إذ ضبطت الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية، في الثُلث الأول من يوليوز الجاري، أطناناً من المخدرات، قالت إنها "كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميلشيا الحوثية". واعتبرت الورقة البحثية أنّ "تجارة وترويج وتعاطي المخدرات باتت تحدث بصورة شبه علنية في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد إنشاء الكثير من الأوكار في الأحياء الشعبية، تشرف عليها عصابات إجرامية مدعومة من قادة حوثيين بهدف تكوين

ثروة طائلة من وراء الاتجار بالمواد المخدرة من ناحية، وتعزيز سيطرة الميلشيات على عقول الشباب الذين عجزت عن استقطابهم لجبهات القتال بإدمانهم للمخدرات من ناحية أخرى". كما باتت المخدرات، وفقاً للدّراسة البحثية التي أعدّها مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة، مصدراً لتمويل الميلشيات المسلحة في العراق، وخاصة فصائل الحشد الشعبي، لاسيما في ظل الحدود السائبة مع إيران، لما تدره من أموال ضخمة، إذ تحول العراق إلى منطقة عبور للمخدرات الإيرانية تمهيداً لتصديرها إلى دول الجوار. كما تشكّل المخدّرات مادّة أساسية لتمويل الإرهاب، إذ تحاول التنظيمات المتطرّفة استعادة نشاطها على الحدود الرخوة؛ على نحو ما تعبر عنه تحركات كوادر "داعش" على الحدود العراقية- السورية. ونظراً لأن تدابير العزل التي فرضها

فيروس "كورونا" المستجد ساهمت في عرقلة إنتاج وتوزيع المخدرات المصنعة في أوروبا، بعد إغلاق الحدود، فقد سعى المهربون إلى جلبها من سوريا التي تشهد صراعاً حاداً. وتذهبُ الورقة البحثية إلى أنّ "العصابات الإجرامية اتبعت طرقا جديدة لتهريب المواد المخدرة، إذ إن ثمّة تكيفا سريعا لجماعات الجريمة المنظمة مع البيئات الجديدة في بعض دول الإقليم، لاسيما في ظل انتشار وباء عالمي مثل "كوفيد-19"، بحيث يتم التفكير في أساليب جديدة للالتفاف على إجراءات أجهزة الأمن المعنية بمكافحة المخدرات.

وأكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عبر تقريره لعام 2020 أن تأثير جائحة "كوفيد-19" على أسواق المخدرات غير معروف تماماً حتى الآن، إلا أن القيود الحدودية والقيود الأخرى المرتبطة بالتصدي لها تسببت في نقص فعلي في المخدرات في الشوارع، ما أدى إلى زيادة الأسعار وانخفاض في درجة النقاء. وتتشكّل "اقتصاديات المعابر" على الحدود الجغرافية الرخوة، التي تسيطر عليها ميلشيات وليست أجهزة حكومية، وهو ما ينطبق على الحدود العراقية- الإيرانية، إذ تشير العديد من التقارير إلى أن محافظات البصرة وميسان وواسط التي تتاخم الحدود الإيرانية قد تحولت إلى مراكز استيراد للمخدرات من الأخيرة عبر منفذ الشلامجة الحدودي بين البصرة والأهواز ومنفذ مهران الحدودي بين واسط وكرمنشاه، حيث يدخل مخدر

"الكريستال"، ويتم استقدام خبراء من أفغانستان وإيران لبيع المخدرات. وتشير الورقة البحثية إلى أنّه "ثمة هيمنة من الميلشيات المسلحة على المعابر الحدودية بين العراق وإيران، مثل سيد الشهداء والخرساني والجهاد والبناء ومنتظرون، وأصبحت ترتبط بعصابات الاتجار بالمخدرات بمصالح متبادلة، حيث تُؤِّمن الميلشيات حركة مرور العصابات، في حين تدفع الأخيرة مبالغ مالية كبيرة". وتعتمد تلك العصابات على وسائل نقل متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، وزرع كاميرات مراقبة حديثة لتأمين تحركاتها ومصانعها؛ بل تمتلك أسلحة لا تتوافر لدى الأجهزة الأمنية النظامية. ولا يرجح أن يكون تفشي "كورونا" عاملاً لعرقلة هذه التجارة "غير المرئية".

قد يهمك ايضا

حصيلة "كورونا" تتخطى 2000 إصابة بجهة فاس

كورونا يقلص نفقات الفندقة والاستقبال وندوات الإدارة بـ300 مليار

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوفيد 19  ينعش تجارة المخدرات في الشرق الأوسط كوفيد 19  ينعش تجارة المخدرات في الشرق الأوسط



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة

GMT 02:38 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الوصية" مسلسل كوميدي يجمع "أبوحفيظة" ومقدم "البلاتوه"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib