الرباط -المغرب اليوم
ظلت ثمار شجرة الزيتون، "الشجرة المباركة" المنتشرة على مساحة شاسعة بالمغرب، وما تزال مصدر رزق العديد من العائلات بإقليم وزان على امتداد عقود خلت، يمتح منها الرجال والنساء قوتهم بعد مشقة وعناء بداية كل موسم.
يلعب قطاع الزيتون بإقليم وزان دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما في موسم ما تزال "منطقة جبالة" تتعامل معه بكثير من الحزم والاستعداد، ينتعش خلاله الرواج الاقتصادي والتجاري ويخرج المدينة والإقليم من ركودهما، غير أن موسم جني الزيتون هذه السنة يتزامن مع ظروف استثنائية خيم عليها شح التساقطات المطرية وجائحة "كوفيد-19".
تطور المساحة
تنتصب الشجرة العجوز موغلة جذورها في التربة الخصبة في إقليم وزان على مساحة تقدر بحوالي 62000 هكتار، منها 56000 هكتار منتجة. ويتراوح الإنتاج المتوقع لهذا الموسم بين 45000 و50000 طن من الزيتون، أزيد من 95% منه يوجه إلى المعاصر لاستخلاص زيت الزيتون.
أيوب معلم، مهندس فلاحي، قال إنه "على الرغم من التطور الحاصل في المساحة المغروسة بأشجار الزيتون بوزان والضواحي، إلا أن الإنتاج السنوي يعرف تفاوتا نوعيا بين موسم وآخر، وهي "ظاهرة مرتبطة بالطبيعة الجينية لشجرة الزيتون أولا، وعوامل طبيعية مناخية، أبرزها قلة التساقطات المطرية خلال الموسم الماضي".
وأضاف المهندس الفلاحي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "شجرة الزيتون تثمر على الأغصان ذات السنتين"، مشيرا إلى أن "عملية الجني المعتمدة على العصي، أو السقيط وفق المنطوق المحلي، تتسبب في إسقاط الأغصان الحديثة، ما يؤثر سلبا على المردودية في السنة الموالية".
واستحضر الخبير المراكم لأزيد من 12 سنة في الميدان أسبابا أخرى، منها ما يتعلق بطبيعة المستغلات والممارسات الزراعية، وقلة أو غياب الممارسات الزراعية الجيدة الكفيلة بالرفع من المردودية، مثل التشذيب والسقي التكميلي في السنوات العجاف خاصة، والتسميد ومعالجة الأعشاب والأمراض والحشرات الضارة، خاصة عند صغار الفلاحين.
جودة وشهرة
لا غرو أن زيت الزيتون بوزان تعد من بين الأكثر جودة؛ فتوجه أنماط الاستهلاك على المستوى الكوني إلى الإقبال على المنتجات المحلية والأصيلة وإلى الزراعات العضوية الخالية من المبيدات والمنتجات الكيماوية التي تتمتع بجودة وذوق خاص، جعل سمعة "الزيت الوزانية" تتجاوز حدود المنشأ ليتهافت عليها "الذواقة" و"العشاقة".
وتزود المعاصر الحديثة بالإقليم الأسواق بالنسبة الأكبر من الزيت المعروضة، ما يكسبها جودة وسمعة جيدة في السوق، وذلك بفضل مواكبة عدة وحدات لإنتاج زيت الزيتون للحصول على الرخص الصحية "ONSSA"، مما يمكنها من الحضور في المعارض الوطنية والدولية.
وتوجد في إقليم وزان أزيد من 80 معصرة ووحدة لاستخلاص زيت الزيتون، وتتجاوز قدرتها الإنتاجية 100 ألف طن، كما يشتهر الإقليم والجهة عموما بالبيان الجغرافي المحمي (IGP) "زيت الزيتون البكر الممتازة وزان" المحصل منذ سنة 2013.
مجهودات المخطط الأخضر
عرف قطاع الزيتون قفزة نوعية بفضل مخطط المغرب الأخضر، حيث تم العمل على تكوين وتدريب الفلاحين وشراء وتوزيع عدة حصص من معدات الجني والتشطيب ومواد تلفيف وتعليب زيت الزيتون، كما شهدت مساحات غرس الأشجار المثمرة تطورا مهما بلغ بين سنتي 2008-2019 زيادة تصل إلى حوالي 22000 هكتار، منها 6000 هكتار في إطار برنامج تحدي الألفية، إلى جانب إحداث وتجهيز وحدات التثمين وإنشاء وتأطير التنظيمات المهنية، وكذلك دعم الاستثمار عبر صندوق التنمية الفلاحية.
ولم تكن الزيت الوزانية ليذيع صيتها ولا أن يتحقق لها النجاح من فراغ؛ إذ تم بناء وتجهيز 6 وحدات حديثة لاستخلاص زيت الزيتون بسعة إجمالية بين 20 و30 طنا في اليوم، كجزء من مشاريع الدعامة الثانية، علاوة على بناء وتجهيز وحدة حديثة لاستخلاص زيت الزيتون بسعة إجمالية 60 طنا في اليوم، في إطار برنامج تحدي الألفية (MCA) لصالح مجموعة ذات النفع الاقتصادي (GIE) تضم 8 تعاونيات، وإطلاق أشغال بناء وحدة تصبير وتعليب زيتون المائدة.
كما تمت مواكبة كل وحدات إنتاج زيت الزيتون المنجزة أو المستفيدة في إطار مخطط المغرب الأخضر للحصول على الرخص الصحية "ONSSA"، مما يمكنها من الحضور في المعارض الوطنية والدولية والدخول إلى المراكز التجارية والأسواق الممتازة، وذلك في إطار تأهيل وحدات التثمين على المستوى الصحي والبيئي.
قد يهمك ايضا:
فوائد الزيتون الأخضر على صحة الجسم وحمايته من الأمراض
الكشف عن فوائد صحية غير متوقعة لـ"زيت الزيتون"