موسكو ـ وام
أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا تنمو بشكل قوي في السنوات الأخيرة تدفعها رغبة البلدين في تطوير أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات منوها بالزيارة التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لموسكو في سبتمبر الماضي والتي أسفرت عن تعزيز العلاقة النامية بين البلدين وزادتها متانة . وأضاف معاليه فى حديث مع وكالة ايتار تاس الروسية أنه عادة ما تعكس الروابط الاقتصادية العلاقات السياسية وتدل على مستوى الصداقة والثقة بين أي دولتين . . منوها بأن الأرقام توفر مؤشرا على الدرجة التي نمت بها العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا حيث وصل الحجم الإجمالي للتجارة في عام 2012 إلى 5 ر1 مليار دولار أمريكي وارتفعت التجارة غير النفطية بين الدولتين بمقدار 5ر7 فى المائة في عام 2013 مسجلة 897 مليون دولار أمريكي . وأشار إلى أنه لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الآن بالإضافة إلى 30 وكالة و124 ماركة تجارية ثماني شركات روسية مسجلة في وزارة الاقتصاد وقد أنشأ رجال الأعمال الروس والإماراتيون أكثر من 350 مشروعا مشتركا في دولة الإمارات العربية المتحدة وافتتحت أكثر من 40 شركة روسية مكاتب لممثليها في دولة الإمارات .. متوقعا أن تستمر كل هذه الأرقام في تسجيل نمو مستدام في المستقبل القريب. وفى سؤال حول المجالات الرئيسية التي حددت فيها الدولتان فرصا للتعاون أو أبرمت فيها بالفعل اتفاقيات قال معالي وزير الاقتصاد أن الاتفاقيات الثنائية تلعب دورا محوريا في تعزيز الروابط الاقتصادية وقد أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة القرار رقم (91) لسنة 2013 في شأن التصديق على اتفاقية التعاون مع روسيا في مجال برامج الطاقة النووية السلمية كما أصدرت الإمارات القرار رقم (67) في 2013 بشأن كتابة اتفاقية حول حماية الاستثمارات والبروتوكول المتعلق بذلك كما أبرمت الدولتان أيضا العديد من الاتفاقيات الأخرى في مجالات الضريبة المزدوجة والطيران والتنسيق بين غرف التجارة. وفي سؤال عن التحديات الرئيسية التي تواجه العلاقات الثنائية بين البلدين قال معاليه أنه لاتوجد أي تحديات بحد ذاتها إلا أن هناك فرصا يمكن استكشافها على نحو إضافي والاستفادة من هذه الفرص سوف تعزز الروابط الثنائية بشكل إضافي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار. وحول مستقبل العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الروسية أشار معالي سلطان بن سعيد المنصوري إلى أنه من المحتمل بدرجة كبيرة الإسراع بخطى التعاون مع روسيا ونعمل على تحقيق هذا الاحتمال بقدر المستطاع .. وفي هذا الصدد وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا "مذكرة نوايا" للبدء في شراكة استثمارية متبادلة بين دائرة المالية في أبوظبي وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي للاستثمار في مشاريع البنية التحتية الروسية وسوف تستثمر حكومة أبوظبي بموجب شروط الاتفاقية خمسة مليارات دولار أمريكي في مشاريع البنية التحتية الروسية .. واصفا ذلك بنقطة تحول كبرى في علاقاتنا .. وفي الوقت نفسه فقد تم التوقيع على اتفاقية بين صندوق مبادلة للبنى التحتية وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي لإنشاء مشروع مشترك تصل قيمته إلى ملياري دولار أمريكي. وقال معاليه أن روسيا شريك رئيسي فيما يتعلق بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية وهناك الكثير من الفرص التي تهيئ لروسيا المساعدة في نقل المعرفة بما في ذلك الصناعات الخفيفة والثقيلة والاتصالات والبترول وتكنولوجيا الفضاء ويمكن لروسيا أن تصبح شريكا في صناعة البتروكيماويات والطاقة لا سيما مجال الطاقة النظيفة والسكك الحديدية والمشاريع الإنشائية. وأضاف معاليه أنه من الناحية الثانية تستطيع روسيا الاستفادة من مزايا دولة الإمارات العربية المتحدة المجربة كاقتصاد مفتوح ومن ما تملكه من منشآت وبنية تحتية متقدمة كما يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تصبح قطبا رئيسيا لتوزيع المنتجات الروسية في العالم أجمع .. فالمستثمرون في دولة الإمارات العربية المتحدة يتمتعون بفوائد تجارية تزيد في تمكينهم نسبة إلى البيئة الخالية من الضرائب في الدولة والقدرة على تحويل النقد بسلاسة .. ومثل هذه العوامل تؤهل دولة الإمارات العربية المتحدة بجلاء لتصبح سوقا حيويا للاستثمارات والصناعات الروسية.