باريس - د.ب.أ
حذرت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، أمس الثلاثاء، من أن تباطؤ النمو فى الاقتصادات الصاعدة وانتهاج سياسة حافة الهاوية فى الولايات المتحدة بشأن سقف الديون يمكن أن يضر بتعافى الاقتصاد العالمى. وفى أحدث تقديراتها الاقتصادية، توقعت المنظمة أن يتسارع النمو فى الاقتصادات المتقدمة فى العامين القادمين، لكنها قلصت توقعاتها للصين والهند والبرازيل واقتصادات صاعدة أخرى. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكى بمعدل 1.7% هذا العام منخفضا من 1.9% فى توقعاتها الصادرة فى مايو، وبمعدل يبلغ 2.9% العام القادم، ومن المنتظر أن تتعرض الهند والبرازيل لتباطؤ أكثر حدة. وقالت المنظمة إنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلى الإجمالى للهند بمعدل 3.4% هذا العام و5.1% العام القادم، منخفضا عن توقعات سابقة كانت تدور حول نمو يبلغ 5.7% و6.6% على التوالى، وتتجه البرازيل لتحقيق نمو يبلغ 2.5% هذا العام، على أن يتباطأ إلى 2.2% العام القادم. من ناحية أخرى، من المنتظر أن يستمر التعافى فى منطقة اليورو بوتيرة ضعيفة، مع توقع تحقيق نمو ضعيف يبلغ 1% العام القادم بعد انكماش نسبته 0.4% العام الجارى. وساعدت الأسواق الصاعدة فى إبقاء الاقتصاد العالمى على نموه، على الرغم من الانهيار المالى العالمى فى عامى 2008 و2009 واستمرار أزمة ديون منطقة اليورو. لكن تلك الأسواق تهدد هذه الأيام بإحداث "صدمات سلبية"، ويمكن أن تتسبب فى إرباك عملية التعافى الهش فى الاقتصادات المتقدمة، وفقا لكبير خبراء الاقتصاد بالمنظمة كارلو بادوان فى مقدمة التقرير. وأشار بادوان إلى التراجع فى أسواق الأسهم الصاعدة عقب أنباء خلال الصيف الماضى بأن مجلس الاحتياط الاتحادى الأمريكى "البنك المركزى" قد يقلص برنامجه لشراء الأصول باعتباره مؤشرا على "الهشاشة المتجذرة" لاقتصادات مثل الصين والبرازيل والهند. وقالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية إن الولايات المتحدة اقتربت من "أزمة كارثية محتملة"، حيث شهدت إغلاق الحكومة الاتحادية بعض أنشطتها لمدة أسبوعين خلال أكتوبر "تتسبب فى اهتزاز الثقة". وحذر بادوان من أن "هذه الحلقات يمكن أن تعاد بسهولة، ومن المحتمل تماما أن تكون فى شكل أكثر خبثا فى الفترة القادمة". من ناحية أخرى، تعرضت منطقة اليورو لمخاطر شديدة أقل مما تعرضت له فى السنوات القليلة الماضية، لكن البطالة فى تكتل العملة الموحدة الذى يضم 17 دولة من المتوقع أن يظل مرتفعا بشكل جامح، وأن بنوك المنطقة لا يزال ينظر إليها بأنها هشة.