كوالالمبور - كونا
دعا نائب رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين الاتحاد الأوروبي إلى إيقاف حملات التشهير والإساءة الى منتجات زيت النخيل الماليزي معربا عن أمله في أن تعالج المحادثات التي يجريها الطرفان بشأن التجارة الحرة هذه القضية. وقال ياسين في رده على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش المؤتمر الدولي لزيت النخيل هنا الثلاثاء "ان هذه الحملة تهدف إلى الإطاحة بموقع زيت النخيل الماليزي في مختلف الأسواق العالمية لاسيما في الدول المتقدمة ويجب أن نوقف تلك الاتهامات وتوضيح مبهماتها". وأضاف أن الحكومة الماليزية تسعى إلى عقد اجتماعات منتظمة مع الحكومات في تلك الدول لتسهيل تجارة زيت النخيل والعمل على إيجاد حلول عملية لوقف تلك الحملات التي يتبناها نشطاء أوروبيون تابعون لمؤسسات ومنظمات غير حكومية. وذكر أن "ماليزيا واندونيسيا تعتمدان كثيرا على صادرات زيت النخيل وبإمكان الدولتين العمل معا للوقوف ضد حملات التشهير" موضحا أنه يجب أن تكون تلك الاتهامات بعيدة عن تشويه السلع المنافسة وأن تستند في ذلك على دلائل علمية من خلال البحوث والدراسات المتوافقة مع مبادئ منظمة التجارة العالمية. وكان ياسين تطرق في كلمته أمام المؤتمر الى أن تلك الحملات تدعي أن مزارع زيت النخيل الماليزية تتبنى ممارسات غير صديقة للبيئة وغير مستدامة مؤكدا أن السلطات الماليزية تسعى بكل إمكاناتها الى معالجة جميع الممارسات الخاطئة في إزالة الغابات وتدمير الحياة البرية وانبعاث الغازات الدفينة إضافة إلى اهتمامها بالبيئة والتنمية المستدامة. وأضاف أن زيت النخيل يواجه أيضا اتهامات تتعلق بقضايا في سوء التغذية "فعلى سبيل المثال هناك عدد من المنتجات الفرنسية تضع شعار (خال من زيت النخيل) وفي بلجيكا هناك جهود لوقف استخدام زيت النخيل في الأطعمة" مؤكدا أن مثل هذه الادعاءات غير موجودة في قوانين الاتحاد الأوروبي وانظمته. ودعا جميع المؤسسات العالمية الشهيرة والموثوقة لاسيما المتخصصة في علم التغذية إلى التعاون مع الجهات المعنية بإنتاج وتصدير زيت النخيل في ماليزيا لإجراء دراساتهم وتجاربهم في زيت النخيل ونشر نتائج تلك الدراسات في كافة المجلات العلمية المحكمة. وفي نفس السياق ذكر ياسين أن زيت النخيل يعد من أهم العناصر ال17 في منتجات الزيوت والدهون العالمية مشيرا إلى أن زيت النخيل ونواة النخيل ساهما بنسبة 7ر31 في المئة في منتجات الزيوت والدهون العالمي وشكلا ما نسبته 5ر60 في المئة من تجارة الزيوت والدهون العالمية. وتوقع أن يسهم قطاع زيت النخيل بشكل كبير في نمو الدخل الوطني خلال السنوات المقبلة موضحا أن حكومته تستهدف إسهام هذا القطاع بقيمة 178 مليار رينجت ماليزي (57 مليار دولار) مع حلول عام 2020 وذلك مقارنة ب 7ر52 مليار رينجت (17 مليار دولار) في عام 2009. وأشار إلى أن إحصاءات 2012 كشفت ارتفاع صادرات منتجات زيت النخيل الماليزية بنسبة 48 في المئة لتصل قيمتها إلى 3ر73 مليار رينجت (23 مليار دولار) مقارنة بإحصاءات 2009 حيث كان حجم الصادرات 6ر49 مليار رينجت (5ر15 مليار دولار). وذكر أن حجم الطلب الدولي على زيت النخيل سيبلغ حوالي 9 ملايين طن متري في العام المقبل وذلك مقارنة بالحجم الحالي وهو 5 ملايين طن متري حسب ما خرج به الاجتماع السنوي لزيت النخيل مؤخرا مبينا أن هذا الطلب يشمل دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى 50 دولة أخرى. وأوضح نائب رئيس الوزراء الماليزي أنه "مع توقعات ارتفاع نمو عدد سكان العالم من 1ر7 مليار حسب الاحصاءات الحالية إلى 7ر9 مليار في 2050 سيرتفع حجم الطلب على الزيوت والدهون" مضيفا "بسبب تقلص الأراضي الزراعية في العالم يتوقع أن تستمر مزارع زيت النخيل ليكون المصدر المسيطر على الزيوت النباتية لأن محصوله في الهكتار الواحد يبلغ 10 أضعاف أقرب منافسيه وهو زيت الصويا". وأشار إلى أن التاريخ الماليزي في زيت النخيل يشهد كيف ساهم هذا القطاع بشكل أساسي في القضاء على الفقر وتطوير الاقتصاد الزراعي في البلاد مضيفا أنه رغم ان ماليزيا اتجهت منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى القطاع الصناعي فإن زيت النخيل لم يزل يلعب دورا أساسيا في رفع اقتصاد الدولة. يذكر أن مساحة مزارع زيت النخيل في ماليزيا تبلغ 1ر5 مليون هكتار حسب احصاءات صادرة من وزارة الصناعة الزراعية والسلع لعام 2012 حيث تشكل تلك المزارع ما نسبته 5ر15 في المئة من مجموع مساحة الأراضي في ماليزيا والبالغة 86ر32 مليون هكتار. وتسيطر ماليزيا واندونيسيا على 90 في المئة من إنتاج زيت النخيل على مستوى العالم حيث تسهم اندونيسيا بنسبة 8ر49 في المئة وماليزيا بنسبة 6ر35 في المئة في حين تشكل صادرات زيت النخيل الماليزية إلى الخارج نسبة 1ر43 في المئة وتشكل صادرات اندونيسيا نسبة 6ر46 في المئة. وتستضيف ماليزيا حاليا المؤتمر الدولي لزيت النخيل ابتداء من اليوم حتى 21 نوفمبر الجاري بمشاركة أكثر من 2000 مشارك من 45 دولة وذلك لمناقشة أحدث التطورات والتقنيات في صناعة زيت النخيل وعرض المنتجات المتعلقة بهذه الصناعة في معرض مصاحب للمؤتمر يضم أكثر من 270 جناحا.