الرباط _ المغرب اليوم
على بعد شهرين من انتهاء عقد خط أنابيب الغاز المغاربي- الأوروبي، أعرب المغرب عن انفتاحه على تمديد العمل بهذا العقد، الذي يتيح نقل الغاز الطبيعي من الجزائر نحو إسبانيا عبر التراب الوطني. وقالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، إن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي، الذي دخل الخدمة منذ 25 سنة، يمثل أداة رائعة للتعاون رابح- رابح، ونموذجا لمشروع إقليمي مهيكل ومفيد لجميع الأطراف. ويؤكد الخبراء أن خط أنابيب الغاز المغاربي- الأوروبي يوفر الشروط المثلى لضمان إيصال الغاز الجزائري إلى إسبانيا بكلفة تنافسية لا يمكن للطرق
الأخرى ضمانها، في إشارة إلى الشحن البحري أو حلول النقل عبر أنابيب بحرية. ويرى الخبير الاقتصادي عزيز لحلو أن خط أنابيب الغاز المغاربي- الأوروبي أتاح تزويد القارة الأوروبية بالغاز الطبيعي بأسعار تنافسية وبكلفة مناسبة، جعلت أوروبا تحرص على مواصلة العمل بهذا العقد. وأكد لحلو، في تصريح لهسبريس، أن الجزائر لا يمكنها في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب أو المتوسط إيصال غازها الطبيعي بأسعار تنافس باقي الفاعلين الكبار في مجال استخراج وتسويق هذه المادة الحيوية، وعلى رأسها روسيا.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن المغرب، من خلال مواصلة دعمه لعمل هذا الأنبوب الاستراتيجي، يؤكد بأنه يتعامل مع الملفات الاقتصادية ببراغماتية وواقعية، تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقتصادية الكبرى لدول المنطقة، وعلى رأسها الدول المغاربية والأوروبية.
وأوضح لحلو أن ضمان الوسائل التي يمكنها تقليص كلفة نقل الغاز الطبيعي تظل على رأس انشغالات الدول المستوردة لهذه المادة الحيوية. وأضاف أنه “في حالة إسبانيا، المؤكد أنها لا يمكن المغامرة بزيادة كلفة الاستيراد، في الوقت الذي لا يبعد عنها أنبوب الغاز الروسي سوى ببضع مئات الكيلومترات فقط انطلاقا من ألمانيا، وبالتالي فجميع الأطراف الموقعة على عقد أنابيب الغاز الطبيعي المغاربي الأوروبي على وعي تام بهذه المسألة بعيدا عن المناكفات السياسية الضيقة لبعض الجهات”.
وتابع الخبير الاقتصادي قائلا إن “المغرب برهن مرارا وتكرارا عن نضجه السياسي والاقتصادي والجيواستراتيجي على المستويين الإقليمي والعالمي، وطريقة تعامله مع الملفات الاقتصادية الكبرى من قبل أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي دليل إضافي على أنه يتفادى نهج سياسة خلط الأوراق، حفاظا على صورته أمام دول العالم، وحفاظا على المصالح الاقتصادية للدول المجاورة”.
قد يهمك ايضا
المغرب يسعى إلى تطوير الغاز الطبيعي و"الهيدروجين الأخضر"
وزارة الطاقة والمعادن والبيئة المغربية تضع خارطة طريق بشأن الغاز الطبيعي