الحسكة ـ سانا
أنتجت السنوات الثلاث الماضية في سورية مبادرات أهلية وأفكارا خلاقة كثيرة وحفزت المجتمع الأهلي للانطلاق بمشاريع جديدة تخفف من عبء الأزمة وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمعيشية على المواطنين في جميع المحافظات.
ودلني على السوق مشروع تنموي ونموذج للتشبيك بين المجتمع الأهلي والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية يهدف لتوفير فرص عمل للنساء الوافدات من مختلف المحافظات السورية إلى مدينة القامشلي.
والمشروع الذي أطلقته جمعية البر والخدمات الاجتماعية بالقامشلي عام 2013 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استهدف في مرحلته الأولى كما يذكر ابراهيم الخالدي رئيس الجمعية 100 امرأة وتطور المشروع ليبلغ عدد النساء العاملات فيه حتى اليوم 207 مع وجود خطة لتشغيل 225 امرأة نهاية العام
الجاري.
ويذكر الخالدي أن المشروع يهدف لتأمين فرصة عمل للمرأة الوافدة حيث تقوم الجمعية بتأمين المقر والبنى التحتية وخاصة الكهرباء وآلات الخياطة والحياكة ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتأمين المواد الأولية للإنتاج ودفع أجور العاملات.
ويوضح أن الجمعية التي تأسست في مدينة القامشلي عام 1998 خصصت منذ عام 2001 معهد مهني لتعليم الخياطة والحياكة يقيم دورات للراغبين لكن خلال الأزمة التي تواجه سورية تم تحويل المعهد إلى مشغل لتنفيذ مشروع دلني على السوق لتأمين فرص عمل للوافدات ومورد مالي للعائلة دون الحاجة لمساعدة الآخرين.
ويشير الخالدي إلى أن المشروع أمن فرص عمل للرجال الوافدين من أصحاب الخبرة لكن بأعداد قليلة حيث تم تشغيلهم في بعض المهن مثل القص والكوي والتصميم.
والمشروع خلال المرحلتين الأولى والثانية عام 2013 كان يوزع المنتجات بشكل مجاني للأسر الفقيرة والأسر الوافدة ويبين الخالدي أنه ومع تطور العمل تحول المشروع من مشروع إغاثي إلى مشروع استدامة وبدأ مع العام الحالي بإيجاد أسواق لبيع منتجاته من خلال توقيع بعض العقود مع التجار أو ماركات لتأمين طلبيات بكميات معينة أو البيع بشكل مباشر مشيرا إلى وجود صعوبات تواجه عملية تسويق المنتجات تستدعي تعاون المؤسسات الحكومية وغير
الحكومية لشراء وتأمين ما تحتاجه.
وتذكر مديرة مشغل جمعية البر غزوة عطا الله أن النساء اللواتي تم اختيارهن للعمل بمشروع دلني على السوق خضعن لاختبار مهاراتهن بالخياطة والحياكة والتطريز ولدورات تدريبية مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للعاملات حتى اليوم 207 عاملات من النساء الوافدات بعضهن يعملن بالمشغل وقسم في المنزل حسب ظروف كل امرأة ويتم دفع الأجور لهن بشكل مباشر على القطعة الواحدة حيث يصل الأجر الذي تتقاضاه العاملة الواحدة من 20 حتى 23 ألف ليرة سورية شهريا.
وتصل كمية الإنتاج وسطيا في اليوم الواحد حسب /عطا الله/ إلى 70 قطعة في قسم الخياطة و50 قطعة في قسم الحياكة ويتم تخزين الكميات المنتجة من الألبسة الجاهزة النسائية والولادية وأنواع القطنيات والألبسة الصوفية في مستودعات الجمعية من أجل البيع.
وتبين عطا الله أنه ومنذ بدء المشروع تم بيع أكثر من 40 بالمئة من الإنتاج معربة عن أملها بإيجاد أسواق تصريف ولا سيما أن منتجات المشغل من النوعية الجيدة وتنفذ وفق مواصفات طلبيات التجار المتعاملين مع المشغل.
وتقول السيدة أم سلوم الوافدة من الغوطة الشرقية بدمشق “أعمل بالمشروع منذ انطلاقته واستطعت بفضل الأجر الذي أتقاضاه تأمين دخل أسرتي المؤلفة من 8 أولاد”.
وأم يوسف الوافدة من محافظة حلب لم تكفيها خبرتها لمباشرة العمل بالمشروع وتقول “خضعت في البداية لدورة تدريبية ثم باشرت في العمل منذ ثمانية أشهر بقسم الخياطة بالمشغل لمساعدة زوجي بمصاريف البيت”.
وترى أم محمد الوافدة من محافظة دير الزور أن المشروع أمن فرصة عمل للنساء سواء بالمشغل أو المنزل وجنبهم طلب المساعدة من الآخرين.