الرباط - المغرب اليوم
إسهاما منها في سبر واستشراف الآفاق التنموية للمملكة المغربية بحلول 2035، صدر حديثاً عن الجمعية المغربية لاقتصاديّي المقاولة، كتاب جديد باللغة الفرنسية تحت عنوان “2035–Le Maroc Demain” (المغرب غدا-2035).
يضم المؤلف الذي نزل إلى المكتبات المغربية مطلع العام الجاري، مساهمات جماعية عبارة عن مقالات لخبراء وباحثين اقتصاديين مغاربة وأجانب تستشرف “آفاق التنمية في المملكة بحلول 2035″، من تنسيق وإشراف الأستاذ الخبير الاقتصادي المغربي أحمد أزيرار.
الكتاب الصادر عن دار النشر “حنظلة”، ساهمت فيه سبع عشرة شخصية ومسيّرا ومفكرا في خمس عشرة مساهمة فردية أو جماعية، محاولين عبر نصوص محررة بـ”لغة موليير” تمرير فكرة مفادها أن “المغرب بتلاحُمه القوي وثقته الصلبة في مؤهلاته قادر على تحقيق المعجزات في أفق زمني معين”، وفق إفادات منسقه لهسبريس.
“إنه مؤلف جماعي تم تحرير مواده ونصوصه باللغة الفرنسية، ساهم فيه مفكرون وفاعلون من أطياف متعددة، يهتمون كلهم بمستقبل المغرب والتحولات الجارية فيه حالياً على جميع الأصعدة”، يقول أزيرار، موضحا أن “فكرة تأليف هذا الكتاب انطلقت بعد صدور تقرير اللجنة الملكية الخاصة بالنموذج التنموي التي كُلفت باقتراح نموذج اقتصادي مغربي جديد، وبالتحديد في فترة الحجر الصحي الذي عرفه المغرب تحت وطأة جائحة كوفيد-19”.
وتابع بأن “الفكرة الرابطة بين جميع المساهمات هي سنة 2035، تلك السنة التي وضعها معدّو مقترح النموذج الجديد كسنة هدف، أي تلك السنة التي يعول عليها أن تكون سنة البزوغ المكتمل للمغرب كقوة جهوية وإقليمية في محيطه صلبة الأركان، والسنة الرمز لتمكن المملكة من إذكاء دينامية اقتصادية واجتماعية وبيئية مستدامة، تجعل منها بلداً في مصاف البلدان المتقدمة”.
فكرة الكتاب الجماعي انبثقت من داخل الجمعية المغربية لاقتصاديّي المقاولة، “مساهمة منها بشكل متعدد المشارب لتصور علمي من جهة، وتفاعلي من جهة أخرى حول أوضاع المغرب في أفق سنة 2035″، وفق تصريح مؤسسها أزيرار الذي لفت إلى أن الكتاب ضم بين دفّتيه مساهمات متنوعة، سواء من حيث المساهمين أنفسهم أو من حيث المواضيع المتطرَّق إليها، فضلا عن طرائق الكتابة التي تنوعت بين العلمي البحثي والانطباعي العاطفي.
إضافة إلى مقدمة مهّدت لمضامينه تحت عنوان “هل ما زلنا نجرؤ على التنبؤ غدا؟”، تنوعت نصوص الكتاب بين “ما هو اقتصادي شمولي، اهتم مثلا بوضع المغرب في موقعه الجهوي الإفريقي، وما هو قطاعي اهتم بالمكانة الممكنة للمغرب في سلاسل الإنتاج الصناعية العالمية بعد الجائحة”، فيما تطرح بعض مواده “إشكالية مؤهلات المغرب والتحديات بأبعادها الاجتماعية والإنسانية أو المجالية”.
ولفت منسق الكتاب، في معرض حديثه لهسبريس، إلى أنه “وجب التدقيق في طبيعة المؤلَّف؛ فهو ليس عبارة عن كتاب أكاديمي محض أو دراسة مستقبلية، بقدر ما هو تعبير وتقاسم صريح عن أحاسيس وتطلعات، وكذلك تخمينات حول مستقبل قريب لبلاد ضاربة في التاريخ تعمل جاهدة لتغيير أحوالها الاقتصادية والاجتماعية الآنية، عبر حل مشاكلها بإرادة قوية، وبتثمين مواردها المتعددة، وخصوصا مواردها البشرية، وبتحسين حكامتها الوطنية والمحلية”.
وسجل أزيرار أن “الريادة الفعالة والشجاعة التسييرية كانت أبرز دوافع هذا المولود الجديد”، موردا أن “تلك الريادة أعطت المزيد من الثقة بالنفس، وأذكت روح المبادرة، وحثت جميع الفاعلين لاتخاذ قرارات متجددة، إضافة إلى تعدد أوجه ووسائل التضامن الاجتماعي وتسريع القرارات في جميع مناحي الحياة إبان الأزمات”.
وختم بالقول إن “إشعاع هذه الريادة المغربية شكل خاتمة المؤلَّف”، خالصاً إلى “عمل جل المساهمين على استشراف آفاق تطور المغرب ومآل أحواله المحتملة سنة 2035”.
يشار إلى أن الكتاب رأى النور بفضل مساهمات 17 خبيرا وأكاديميا وباحثا مغربيا وأجنبيا، ينتمون لمجالات الاقتصاد والأعمال، هم إدريس علوي مدغري، منعم بلعالية، نبيل بوبراهيمي، حفصة البكري، نور الدين الهشامي، مفضل الحليسي، عصام الحطاب، العربي المرابط، محمد حميدوش، ألكسندر كاتب، عائشة قرطبي، أحلام مُحمدي، سناء مورين عزوزي، طه ودغيري، هشام السبتي وعبد الله يعقوبي.
قد يهمك أيضاً :
المغربي سعيد يقطين يؤكد إنّ العمل الثقافي من الأعمال المؤسّسة ذات الأدوار الكبيرة في المجتمع
الخطوط الملكية والجمعية المغربية للمصدرين تُعززان شراكتهما في مجال التصدير