الرئيسية » مراجعة كتب

الرباط - وكالات

عن مطبعة ووراقة عين أسردون/ بني ملال، صدر مؤخرا للكاتب والديبلوماسي محمد العلمي، كتابا جديدا يحمل عنوان: الكتلة الوطنية (1970).يتضمن هذا الإصدار الجديد، اضافة إلى مقدمة للدكتور زكي مبارك وفاتحة للاستاذ محمد أديب السلاوي، مقاطع تاريخية عديدة حول الظروف السياسية الذي دعت حزبي الاستقلال بزعامة المرحوم علال الفاسي والاتحاد الوطني للقوات الشعبية بزعامة المرحوم عبد الله ابراهيم، إلى تأسيس الكتلة الوطنية سنة 1970، اضافة إلى نبدة عن مسيرة الشخصيات التي لعبت دورها في مشهد هذه الكتلة، عند ميلادها الأول. وقد استعرض الكاتب الديبلوماسي محمد العلمي المحادثات التي دارت ببيته وفي أماكن أخرى بالرباط وسلا والدار البيضاء حول تأسيس الكتلة الوطنية، والموضوعات التي ناقشها الزعيمان في البداية، وعندما لتحق بهما الاستاذ عبد الرحيم بوعبيد والنقابي المحجوب بن الصديق والفقيه محمد البصري والزعيم التطواني عبد الخالق الطريس وأبو بكر القادري رحمهم الله جميعا، وهو ما يجعل هذا الكتاب شاهد عيان على حدث من أهم الأحداث التي عرفها المغرب في النصف الثاني من القرن الماضي، من أجل تصالح القوى الوطنية، وبعث العمل الوطني الموحد لهذه القوى من جديد، بعد عملية الانفصال التي عرفها حزب الاستقلال سنة 1959. تقول هذه المذكرات، أنه تم في 22 يونيو 1970، التوقيع في مدينة سلا، من طرف الزعيمين علال الفاسي وعبد الله ابراهيم على وثيقة الكتلة الوطنية. وفي 4 أغسطس 1970، أعلن علال الفاسي في ندوة صحفية بالرباط، أن وحدة حزبي الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية بمثابة زواج كاتوليكي. وبعد سنتين من هذا التاريخ، يكشف الاستاذ عبد الله ابراهيم (في مقال بجريك ماروك انفورماسيون) عن الاختلالات التي تخترق ميثاق هذه الكتلة، واختلافات الرؤى بين قادتها، وهو ما أدى بلاشك، في نهاية المطاف إلى طرد الاستاذ عبد الله ابراهيم والنقابي المحجوب بن الصديق من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، باعتبارهما من زعماء الكتلة الوطنية. وتؤكد هذه المذكرات من جانب آخر أن المؤلف الاستاذ محمد العلمي، لعب دورا محوريا وفعالا في مسلسل اللقاءات التي دامت خمس سنوات (من 1965 إلى 1970)، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى الاعلان عن ميلاد الكتلة الوطنية، حيث تم أول لقاء بين علال الفاسي وعبد الله ابراهيم في بيته (يوم 6 دجنبر 1965) بمدينة سلا. وفي قراءة موضوعية للكاتب الصحفي الاستاذ محمد أديب السلاوي لهذا الحدث (في فاتحة الكتاب) يقول أن النص الذي ينفتح بين أيدينا على قضية تاريخية، سياسية، تعود إلى سنوات الرصاص، يقدم لنا الكاتب محمد العلمي، من خلاله نموذجا متحركا لإشكالية الكتابة التاريخية أنه نص/ شهادة، يتشكل على الحدود الشائكة بين التاريخ والسياسية، بين كتابة، بلوك نت، والتحقيق التاريخي/ نص يعكس بقوة دينامية التجاذبات السياسية في واحدة من أخطر الفترات التي عاشها الشعب المغربي في عهد الاستقلال. إن ما يشكل قيمة هذا النص في نظر الباحث محمد أديب السلاوي، ليس فقط ما يحمله من أخبار وأسماء وأحداث وتصريحات وأراء لنخبة سياسية رائدة في تاريخنا الوطني، ولكن أيضا واقعيته التي تجعل منه نصا يقترب من علم التاريخ، ولكنه يحافظ على شروط الشهادة/ يقترب من علوم السياسة، ولكنه يلح على الانخراط في قيمها الأخلاقية، وأحيانا يلح على تعريتها من كل شائبة. يعتقد الباحث والناقد محمد أديب السلاوي أن قراءة هذا النص، يجب أن تكون قراءة تفاعلية، تبحث في أسماء الإعلام والأماكن والإحداث، كما تبحث في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، قراءة تخترق الحدود الراهنة للزمن السياسي، لتصل إلى حدود الفترة التي ولدت بها الكتلة الوطنية، بمناخاتها واهتزازاتها وإحداثها المؤلمة، بشخصيتها السياسية العتيقة، وشخصياتها المتطلعة. قراءة تقوم على تفكيك هذه الكتلة من الداخل، باعتبارها حدثا تاريخيا سياسيا مركزيا، وإعادة تركيبها من جديد باعتبارها حدثا مشعا بالدلالات والأسئلة. من جانب آخر، يحاول هذا النص في نظر الاستاذ السلاوي، الإجابة عن العديد من الأسئلة التي طرحها الزمن في زاوية النسيان. في نظر صاحب الفاتحة، تشكل هذه الشهادة التي كتبها صاحبها دون مقدمات، ودون توطئة، بل ودون منهج، تشكل نقطة تقاطع كل الحقول المعرفية المرتبطة بالصراعات السياسية في بلادنا على عهد الاستقلال، ومن ثمة نجدها تهم من بين العلوم التي تصنفها كمرجع سياسي على مستوى كبير من الأهمية، مما تحمله من أخبار وإفادات وشهادات، تهم العلوم الاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، نظرا لارتباطها بحدث مازالت آثاره مبصومة على تاريخنا الحديث.. وما زلنا نبحث عن أجوبة شافية لما طرحه ويطرحه من أسئلة صعبة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

وزير الخارجية الفرنسي يصّل إلى لبنان برغم الغارات الإسرائيلية…
السعودية تعبر عن قلقها الشديد إزاء تطورات الأحداث الجارية…
دول الساحل تُشيد بالمبادرة الدولية للملك محمد السادس من…
ناصر بوريطة يجتمع في نيويورك مع من وزراء أفارقة…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…
كندة علوش تعود للدراما بعد غياب 3 سنوات بـ…

رياضة

المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة