عمان - المغرب اليوم
عن (عالم الكتب الحديث)، صدر حديثا كتاب نقدي جديد للدكتور يوسف بكار، بعنوان «في النقد الأدبي.. جدليات ومرجعيات». وفي الإضاءة التي كتبها لكتابه يقول د. بكار: هذا الكتاب قسمان: الأول للجدليات، والآخر لمرجعياتي أنا في النقد، اما الأول، فما اكثر الجدليات بأنواعها قديما وحديثا، وما جدليات هذا الكتاب النقدية الخمس إلا نماذج حسب، وكلها تسبح في فلك واحد، إن يكن منشأ الجدليتين الأخيرتين قديما بامتدادات حديثة. تهدي الجدلية الأولى أن المثاقفة بيننا وبين الآخر مثاقفة تبعية لا تخلو من القسرية نأخذ منه ولا نعطي بعكس ما كنا عليه قديما، اما الجدلية الثانية فهي من صلب الاولى لا يقل الجدل فيها عنها وإن بدأ بطرحها منذ منتصف سبعينات القرن الماضي فريق من النقاد لتأكيد انتمائنا الى المنظومة الانسانية وضرورة الاسهام فيها بعيدا عن تعصب عرقي أو موقف سياسي، كيلا نظل ممعنين في تقليد الغرب، اما الجدلية الثالثة فهي لا تكاد تنزاح عن الثانية فتركز على ضرورة خصوصيتها وهويتنا الثقافتين العامتين، وقد نادى بها عباس محمود العقاد من بدايات خمسينات القرن العشرين وركز على ما أسماه الهوية الواقية، ثم جعلت دائرتها تتسع والالحاح عليها يزداد بمنأى عن أية بواعث عقائدية وعرقية قومية ومنطلقات جغرافية سياسية، لأن الخصوصية، كما كان يرى المرحوم إحسان عباس، هي التي تميز فنا عن فن آخر لأنة ما. اما الرابعة فقديمة حديثة تبحث في حقيقة الاختلاس « أسرقة أم تناص»، وتكشف عما لقدماء النقاد العرب ومحدثيهم من آراء يكاد جلّها يصنفه في حظيرة التناص. وتتمحور الجلية الأخير في قضية مهمة بدأها الأصمعي قديما في مناداته بمبدأ الفحولة الشعرية. أما القسم الآخر من الكتاب يقول عنه د. بكار: «هو عن مرجعياتي أنا النقدية، فقد رأيت من الضروري اللازب، بعد بيّنت بوضوح وكفاية ما ينداح في هاته الجدليات وما قد يستشف من موقفي منها وآرائي بين الفنية والفنية، رأيت أن أكشف بجلاء تام عن مرجعياتي النقدية كافة لما بينها وبين جدليات القسم الأول وشائج وأواصر وصلات قربى تشتد عراها ولا تنفك».