القاهرة ـ وكالات
صدر عن الحضارة للنشر كتاب بعنوان "الإسلام الباطنى فى السودان - حركة الزبالعة"، للباحثة السودانية محاسن زين العابدين عبد الله، وهو دراسة تاريخية عن الطرق الصوفية فى السودان. والزّبالعة أو جماعة أبو جريد، هى مجموعة نشطت فى عهد دولة الفونج، ومن ثمّ انحسر نشاطها بفعل عوامل شتى، بينما بقيت الرّابطة حيّةً فى نفوس أتباع الطّريقة إلى يومنا هذا، وسوف نتطرّق لذلك بالتفصيل فى غضون هذا البحث. وتقول الباحثة فى كتابها، لقد وجد شيوخ الطريقة وأتباعها أنفسهم فى موضع التغريب والتهمة بالبعد عن ديدن الجماعة وقيمها وسلوكها، فأبرزُ ما لحق بالجماعة من صفات، هو بعدهم عن الإسلام، وارتماؤهم فى حضن الشيطان، واستعانتهم بالجنّ فى قضاء الحوائج والكشف عن المستور أولاً.. ثمّ إلصاق تهمة الإباحيّة، والبعد عن كلّ ما هو منطقى وعقلانى فى حياتهم وحياة شيوخهم وفى تجمعاتهم وأذكارهم. لقد كانت رحلة البحث على ما فيها من مشقة تحمل الكثير من المضامين، أهم هذه المضامين، هو أنّ ما تناقله النّاس عن جماعة الزّبالعة وما ارتبط بهم من تقاليد تبدو غريبة وشاذّة فى أزمنة لاحقة، لا ينكرها أحفاد شيوخ القبيلة وشيوخهم الحاليّون، ويتحدّثون عنها بحذر، مستندين إلى أنّ ذلك ما قيل وما أشيع، دون إيراد تفسير له، ودون إنكاره أو التملص منه، وليس منهم من نكر أو استنكر سؤالنا بل كانوا يقابلون أسئلتنا بإيماءة وابتسامة فيها الكثير من التخيل، وتحمل الكثير من الفخر بتاريخ أجدادهم ولم تكن أبدا ابتسامة الرافض المستنكر. وقد بقى فيما بقى من آثار للطريقة الرابطة الروحية القوية والإرث الثقافى المشترك، وما يميز علاقتهم ويربط بينهم هو تجمعاتهم المستمرة والإرث الوافر من القصيد أو ما يسمونه بالنغم فى تمجيد مجموعتهم وتمجيد خلفائهم وربما كان ذلك هو مرد فخرهم.