اللاذقية-سانا
سلطت فعالية تذوق واستمع التي أطلقتها مديرية سياحة اللاذقية الضوء على أهمية التراث الساحلي وتنوعه سواء في مجال المأكولات التي تعتمد على عناصر الطبيعة الجبلية والبحرية او عبر الأغاني والأهازيج الجبلية التي عمت أجواء الفعالية وألهبت الحواس جميعها في توليفة خاصة أعادت الحاضرين إلى زمن البساطة والطيبة التي عرف بها أهل الساحل وما زالوا.
وتنوعت المأكولات المقدمة من قبل جهات سياحية معروفة في محافظة اللاذقية مطعمي -سومر والجغنون فاعتمدت الأطباق الرئيسية على البرغل والفريكة والسلق وعناصر موسمية أخرى تنتشر في الساحل خصوصا وفي سورية عموما.
وأكد الدكتور وائل منصور مدير سياحة اللاذقية “أن الفعالية فرصة للتعريف بهذه المأكولات التي تشكل عماد المائدة السورية” لافتا الى “أن المطبخ السوري معروف في جميع أنحاء العالم وله الكثير من المحبين ولاسيما الأكلات البسيطة المرتبطة بخيرات الأرض بشكل كبير”.
واشار الى ضرورة تكرار مثل هذه الأنشطة ولاسيما في الموسم السياحي الذي سيشهد إقبالا ملحوظا هذا العام حسب التوقعات.
وتابع منصور ” اخترنا أن يحتضن المتحف الوطني فقرات الفعالية التي نسقها قسم الترويج والتسويق السياحي في المديرية بكافة تفاصيلها لأننا اعتبرنا ان المتحف المكان الوحيد القادر بحجارته وتصميمه على إعطاء الروح المطلوبة للحدث واخترنا وجود اطفال في الجوقة الموسيقية المشاركة رغبة منا في تعريفهم على تفاصيل لم يعرفوها بعد بأسلوب حضاري وراق لا يخلو من المتعة”.
وشدد على ان الفعالية بحد ذاتها رسالة وطنية لجميع أنحاء العالم بأن سورية ستبقى معتزة بتراثها وتنوعه الذي يشكل قوس قزح ملونا.
من جهته لفت ياسر علي مدير مركز نينوى للموسيقا الى أن الفرقة الموسيقية التابعة للمركز اعدت برنامج فني مناسب للحفلة حيث تم اختيار الأغاني التراثية والوطنية التي تمجد الوطن والشهيد إضافة الى أغنيات محببة لفيروز والأخوين رحباني مشيرا الى ان البرنامج استمر لساعة من الوقت وقدم أكثر من عشر
أغنيات بأصوات شابة وطفولية وبعزف مجموعة كبيرة من الأطفال والكبار تجاوز عددهم الأربعين عازفا.
ويضيف ” قدمنا مقطوعات موسيقية خالصة لإظهار براعة العازفين ولاسيما في الفلكلور الساحلي التي تدرب عليها الأطفال بشكل جيد وقدمنا للجمهور أصواتا جديدة تغني على المسرح لأول مرة وكان تفاعل الحضور معها كبيرا وأحببنا حالة الانسجام الحاصلة ما بين التمتع بالأغاني وتذوق الأطعمة التراثية في الوقت نفسه مما أشاع جوا محببا تلقفه الجمهور بشكل جيد”.
كما تضمنت الفعالية ركنا مخصصا للوحات تشكيلية أنجزها أطفال ويافعون تتراوح أعمارهم بين 9 و 17 عاما من المنتسبين لمركز سي آرت غاليري.
ويقول شادي نصير مدير المركز عن أهمية مشاركة الأطفال في مثل هذه الفعاليات ” نحن نؤمن أن الفن خير وسيلة لإرسال رسائل السلام إلى جميع أنحاء العالم ولاسيما في الأزمة التي تمر بها سورية لذلك عمل المركز الذي يقدم للأطفال فرصا تعليمية لأصول الفن التشكيلي بأنواعه على استثمار أي فرصة لإظهار مواهب
أطفاله ويافعيه”.
وأكد أن المركز تلقف دعوة مديرية السياحة للمشاركة بالفعالية لوضع بصمة في مناسبة سياحية ذات توجه تراثي تشبه ما يسعى المركز لنشره في أوساط منتسبيه.
وأوضح انه تم اختيار ست لوحات متنوعة العناوين وملائمة للحدث مؤكدا ان المركز ستكون مشاركاته اوسع وأشمل في الفعاليات القادمة التي ستقيمها مديرية السياحة على مدى الموسم السياحي الصيفي.
وكان للجمهور آراء متقاربة فيما يخص الفعالية حيث أكدت ندى عيد يوسف أن تكرار مثل هذه الفعاليات أمر ضروري لتعريف الأطفال على تراث أجدادهم في عصر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي سرقت الناس من تفاصيل حياتهم الجميلة كما انها تعطي صورة للعالم الخارجي عن تمسك السوريين بتراثهم الذي يعد الأساس لأي تقدم حاصل في جميع المجالات الفنية والأدبية.
أما رولا بلال فأكدت “أن أهالي اللاذقية مصرون على إعطاء انطباع بأن محافظة اللاذقية ما زالت قبلة للسياحة وأن أهلها قادرون على الاستمرار في حياتهم وعيشها بكل تفاصيلها رغم جميع الظروف التي مرت على السوريين خلال الأزمة”.