المنامة ـ بنا
نظم مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية "ريادات" محاضرة ألقاها المدير التنفيذي لشركة "تريكسول" خبير الجودة خليل القاهري تحت عنوان "الجودة لحياة ناجحة"، وذلك بهدف تنمية وتطوير 52 مشروعاً ناشئاً محتضناً في "ريادات" ورفع معايير إنتاجيتها وأدائها وتعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق.
وأوضح المحاضر القاهري إنه يمكن تعريف الجودة على أنها مجموعة من العمليات عالية الكفاءة التي تضمن تحقيق جميع المتطلبات، شريطة أن تخضع للمراقبة والقياس والتطوير، وقال إن تطبيقها من شأنه أن يؤدي لزيادة الإنتاجية وتعزيز صورة الشركة في السوق وارتفاع الربحية والتركيز على كسب رضا العملاء وزيادة ولائهم للمنتج أو الخدمة، ورفع قدرة ومعنويات الموظفين، وتعزيز قيمة المساهمين وأصحاب المصلحة.
ودعا رائدات الأعمال المحتضنات في "ريادات" إلى تبني المفاهيم الحديثة للجودة، وقال "من الخطأ الاعتقاد أن الجودة موجهة للشركات الكبيرة فقط، فهي تضمن حتى للشركات متناهية الصغر إمكانية نمو وتنافسية عالية وقدرة على التوسع عند الخروج للسوق بعد 3 سنوات من الاحتضان".
وأعرب عن استعداد "تريكسول" للتعاون مع مركز "ريادات" في إعداد دراسة تساعد على فهم الآثار المحتملة لبرنامج إدارة الجودة في تحسين الأعمال والكفاءة والجودة والعمليات في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصولا إلى رضا الزبائن والمحافظة عليهم، مما يزيد في نمو أي عمل وربحيته، وكذلك تقييم كفاءة مقدمي الخدمات المشاركين في تطبيق برنامج إدارة الجودة لسد حاجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحليل الحاجات الحقيقية والقيمة المضافة للشهادة العالمية في برامج مختلفة لنظم الإدارة، ودراسة العرض والطلب وتوجهات الأسواق المحلية والإقليمية.
وتطرق خبير الجودة القاهري إلى واقع الجودة في المنشآت المحلية من خلال الإحصائيات والدراسات الميدانية، وواقع الإنتاجية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ونظام إدارة الجودة وفوائده، وقدم تعريفا بالمتطلبات العامة لنظام إدارة الجودة، وآليات الدعم المتاح لتطوير نظم إدارة الجودة، وسبل ترقية مواقع العمل لتحسين الأداء ووسائل ربط جودة المنتجات الصناعية والخدمات بالتصدير والولوج الى الأسواق الاقليمية والعالمية.
واضاف بأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعتبر قاطرة الاقتصاد لما لها من دور مؤثر على صعيد زيادة الانتاج وإيجاد فرص العمل، لذلك فإن تسويق وتصدير منتجات هذه المشروعات يمثل الطريق المضمون لنجاحها، وبرغم هذه الاهمية الواضحة للمشروعات الصغيرة في حيوية الاقتصاد فإن هذه المشروعات ما زالت بحاجة لمزيد من الجهد للارتقاء بدورها الانتاجي والتصديرى.
وأوصى خبير الجودة القاهري مركز ريادات بالاستعانة بشركات تسويقية وطنية تتخصص في مجالات إعداد البحوث ودراسات السوق والنقل وتوفير المعلومات التسويقية والفرص التجارية والترويج وتسويق المبيعات، ما يوفر على رائدات الأعمال المحتضنات في "ريادات" الكثير من الوقت اللازم للتحول لشركات متوسطة وحتى كبيرة.
وقال "في عالم تزداد فيه الأعمال تنافسا ويتطلع فيه العملاء إلى الحصول على ضمان معترف به للجودة، من الضروري بمكان دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين بجميع مستلزمات نموها ومن بينها تبني مفاهيم الجودة الحديثة".
يشار إلى أن مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية "ريادات" مشروع هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة وجرى تنفيذه بالشراكة بين المجلس الاعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية ومركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة ليؤكد توجهات المجلس الاعلى للمرأة ومنهجيات عمله نحو برامج التمكين الاقتصادي للمرأة، باعتباره أحد المشاريع الهامة لخلق فرص عمل مناسبة للمرأة التي ترغب في تأسيس مشروع خاص أو تسعى لتحويل أعمالها إلى مشاريع صغيرة أو متوسطة.
وتأتي مثل هذه المحاضرات تأكيداً على دور "ريادات" في بناء قدرات المرأة البحرينية ودعم استقلالها الاقتصادي وإتاحة الفرص أمامها لدخولها سوق العمل الحر وإطلاق مشاريعها الخاصة وصولا إلى ممارسة الدور المناط بها في تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني.